الرئاسات العراقية خالية من الدسم !
حسن الخفاجي
المصابون بأمراض مزمنة كارتفاع السكر والضغط وزيادة الكلسترول يعرفون قيمة الحليب خالي الدسم ولا غنى لهم عنه. العملية السياسية في العراق عليلة ومصابة بأمراض اخطر من ارتفاع السكر والضغط والكلسترول، لذلك فهي بحاجة لرئاسات خالية من الدسم. لان رئاسات بدسم كامل ستصيب العملية السياسية العليلة ولصوصها بجلطات قلبية أو دماغية قاتلة أو تصيبها بالشلل.
هل تؤدي الرئاسات واجباتها بالشكل المطلوب؟
.
من واجب السيد رئيس الجمهورية حماية الدستور وبالتالي حماية العراقيين .
امتناع السيد رئيس الجمهورية عن توقيع أحكام الإعدام يضر بأمن العراقيين. حجج السيد الرئيس التي امتنع بموجبها عن توقيع أحكام الإعدام واهية وتخالف الدستور ، لان الدستور فصل بين السلطات. السيد رئيس الجمهورية يريد ان يدقق بأحكام الإعدام. هذا تدخل سافر في عمل القضاء، لان أحكام الإعدام تصل إلى رئاسة الجمهورية مدققة من قبل السلطة القضائية، وتكون قد اكتسبت الدرجة القطعية. الدستور لم يمنح السيد رئيس الجمهورية حق نقض الاحكام . السيد رئيس الجمهورية اخل بأهم واجب من واجباته، بذلك يكون السيد رئيس الجمهورية رئيسا خاليا من الدسم الوظيفي
.
الملاحظات على أداء السيد رئيس الوزراء كثيرة جدا. العلاقة السائبة مع الشركاء اهم واخطر هذه الملاحظات. السيد رئيس الوزراء ترك المجال واسعا لاجتهادات وتفسيرات السادة الوزراء للقرارات دون ان يتدخل لحسم الأمور باعتباره هو أعلى هرم السلطة التنفيذية، الأمثلة على ذلك كثيرة. منذ فترة ليست بالقصيرة والسيد وزير المالية مشتبك مع محافظة البصرة. السيد زيباري يريد تطبيق قانون التعريفة الكمركية الجديد على منافذ العراق الجنوبية فقط. وصل الحال بالسيد زيباري إلى تهديد منافذ الجنوب بالإغلاق، مع عدم إمكانية تطبيقها على منافذ العراق الغربية والشمالية . هذا يعني استهدافا واضحا للمحافظات الجنوبية. القرار لو طبق بالشكل الذي يريده السيد زيباري سيجعل من منافذ الجنوب خالية من البضائع، لان التجار سيشحنون بضائعهم إلى المنافذ الحدودية الشمالية والغربية لرخص تعريفتها الكمركية. يجري هذا الصراع والسيد رئيس الوزراء وكأن الأمر لا يعنيه ولا دخل له فيه!. من واجب السيد رئيس الوزراء ان يعامل جميع العراقيين بشكل متساوي. قبل السيد زيباري أراد السيد وزير الكهرباء استعراض عضلاته و فرض تسعيرة ظالمة على محافظات الوسط والجنوب لولا الضجة الإعلامية والشعبية وتراجعهم عن التسعيرة الطائفية الظالمة للكهرباء. ترك السيد رئيس الوزراء للسيد وزير الدفاع منفردا بقراراته الطائفية البغيضة ضد كبار الضباط الشيعة، وتغطيته على أخطاء الوزير أمر محير حقا. آخر هذه الأخطاء مجزرة ناظم التقسيم. اصطحاب السيد العبادي للسيد وزير الدفاع إلى قبة البرلمان كان خطيئة كبرى. اغلب العراقيين بعد هذه القضية يعتقدون ان السيد رئيس الوزراء يحمي المخطئين والفاشلين من وزرائه. نزع أو التجاوز على صلاحيات السيد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وتجاوز الوزراء لصلاحياتهم بالتميز بين العراقيين يعني ان السيد رئيس الوزراء خاليا من صلاحياته، وهو بذلك يصبح رئيسا للوزراء خاليا من دسم حسم القرارات
.
السيد رئيس البرلمان ليس بحاجة لشرح وأمثله كي نثبت انه رئيسا لبرلمان السنة دون باقي المكونات. زيارته إلى الأردن مع السيدين النجيفي والمطلك زيارة طائفية بحته قال: انه ذهب بصفته الشخصية كونه سنيا ينزع شرعية كونه رئيسا لبرلمان جميع العراقيين. رؤساء وزعماء الطوائف لا يمكنهم ان يكونوا زعماء ورؤساء لأوطان. بذلك يصبح السيد رئيس البرلمان خاليا تماما من دسم الوطنية مليئا بدسم الطائفية.
حال الرئاسات العراقية الأخرى لايختلف بشيء عن حال من ذكرناهم.
العراقيون بحاجة ماسة إلى ان يغيروا ما بأنفسهم من ولاءات قومية وطائفية وعرقية، كي يتمكنوا من انتخاب برلمانيين بكامل دسم الوطنية، بعدها يتمكن البرلمان من أنتاج رئاسات كاملة الدسم بصلاحية طويلة.
هذا ليس ببعيد لان أغلبية العراقيين سينتخبون في المرة القادمة – وهي ليست بعيدة – من ضحوا بدمهم وقاتلوا الدواعش ، وسيصاب تجار الطوائف السياسية حينها بمقتل وسينحسر نشاطهم بالمضاربة بما سرقوه من أموال.
رجال وقادة الحشد الشعبي المقاوم من كافة الشرائح هم من سيمثلوننا خير تمثيل, حينها ستتعافى العملية السياسية وننعم برئاسات كاملة الدسم.
“الوطنية عقيدة والسياسة حرفة”
Hassan.a.alkhafaji@gmail.com
الثلاثاء 5 / 5 / 2015
—
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
