مارس 28, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

العقوبات الأميركية تُرهق الدينار أمام الدولار.. هل تنهار الأسواق العراقية؟

العقوبات الأميركية تُرهق الدينار أمام الدولار.. هل تنهار الأسواق العراقية؟

القرطاس نيوز/ كتبت داني كرشي: بوتيرة جنونية، ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي خلال الأيام الماضية بمعدل 20 ألفا، ما سبب إرباكاً في حركة السوق العراقي، وصدمة كبيرة للمواطن، بعد الهدوء المطوّل الذي شهدته الأسواق خلال الأشهر الماضية.

جاء هذا الارتفاع في ظل انتعاش غير مسبوق في احتياطيات البنك المركزي العراقي، الذي نجح في فرض الاستقرار في حركة الأسواق المحلية، وهو ما أثر بشكل سلبي على نفوس المواطنين لاسيما محدودي الدخل، ودفعهم للتساؤل حول سببية هذا الجنون ومصير حياتهم الاستهلاكية في الأيام المقبلة، على الرغم من تعهد الحكومة العراقية، بحماية المستهلك من أي انزلاق مالي جديد.

في هذا الإطار، يلفت الخبير الاقتصادي همام الشماع، إلى أن “التغيّرات التي شهدها سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، طفيفة، بحيث ارتفع من 145 ألف دينار إلى 160 ألفا للمئة دولار، أي ما بين 3-4‎% من القيمة الأصلية للعملة المحلية”

وفي حديثه لـ”القرطاس نيوز”، يوضح الشماع، أن “الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع عديدة، أبرزها انخفاض مبيعات البنك المركزي اليومية للدولار الأميركي إلى المصارف الأهلية، من 250 مليون دولار إلى أقل من 100 مليون دولار خلال الأيام الماضية”.

ويشير إلى أن “هذا الانخفاض الكبير في مبيعات المركزي يعود لسبب رئيسي واحد، يتفرّع منه أسباب أخرى، وهو أن الفيدرالي الأمريكي أو الخزانة الأمريكية، بدأت بفرض عقوبات على إيران من خلال السيطرة على التحويلات العراقية للدولار، وتحديداً تلك التي تقوم بها فئات أو مصارف تابعة لفصائل موالية لإيران، وذلك لقطع الطريق أمام إمكانية تمويل أنشطة إيرانية خارج العراق عبر المركزي العراقي بحجة تمويل التجار”.

ويضيف: “الفيديرالي الأمريكي فرض قيوداً على التحويلات التي لا تذهب لتمويل التجار العراقيين، بهدف تتبّعها والتدقيق بها”.

لهذا السبب، فرضت الخزانة الأميركية إخراج أربعة بنوك أهلية مملوكة لشخص واحد من التعامل بالدولار، بحسب ما أفاد به الشماع، ومنعتهم الدخول في ناقلة بيع وشراء العملة، عبر المركزي العراقي، الذي يعمل على تطبيق العقوبات، بحيث من الممكن خروج مصارف أهلية أخرى في الأيام المقبلة في حال لم تلتزم بالإجراءات المطلوبة.

وعليه، يوضح الخبير الاقتصادي، أن “هذه المتغيرات أدت إلى انخفاض مبيعات العملة الأجنبية بنسبة أقل، خصوصاً أن معظم المصارف الأهلية والتي يبلغ عددها 70 مصرفاً، تخشى اليوم الدخول في نافذة بيع وشراء العملة، بانتظار أن تنجلي الأمور وتتضح الصورة”.

أما الاسباب الفرعية، فتعود إلى بعض المضاربات التي بدأت تحصل في الداخل نتيجة عدم استقرار سعر صرف الدولار، بحسب الشماع.

من جهة أخرى، يشير الخبير الاقتصادي همام الشماع، إلى أن “التخبط التي يعيشه المواطن العراقي جراء ارتفاع الدولار ليس بالأمر الجديد، إذ إن أسعار المنتجات الغذائية تتبدل بحسب ما يُطرح في الأسواق من منتجات محلية الصنع أو المستوردة”.

ويلفت إلى أنه “من الطبيعي أن ترتفع أسعار البضائع المستوردة، مع نسبة ارتفاع سعر الصرف الدولار، وهو ما يؤثر طبعاً على حياة المواطن الاستهلاكية، ولكن ليس بشكل حاد نسبياً”.

ويختم الشماع: “هناك بعض من يستغل الأزمة لرفع الأسعار أكثر من معدل انخفاض سعر الدينار، كما أن هناك شكاوى غير مبررة، ولكن بشكل عام البطاقة التموينية التي تضخها الدولة تغطي جزءاً كبيراً من الحاجات الأساسية للمواطن”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi