هل سيؤدي إطلاق ‹قسد› سراح مئات الدواعش إلى تكرار سيناريو 2014 في العراق؟
يعيش العراق في مرحلة حذر وترقب نتيجة قيام حزب العمال الكوردستاني PKK وأذرعه في غربي كوردستان (كوردستان سوريا) بإطلاق سراح نحو 1200 إلى 1500 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي على شكل دفعات ويعتقد أنه تم إطلاق سراح نحو (400) منهم بشكل فعلي، فيما لم تحدد الأعداد الفعلية بشكل دقيق لعدم إعلان إحصائية.
إثر ذلك تم طرح أسئلة كثيرة وفي مقدمتها هل يمكن أن يشكل إطلاق سراح عدد كبير من عناصر داعش إلى تكرار سيناريو عام 2014 عندما اجتاح التنظيم الإرهابي العديد من المحافظات والمناطق في العراق وسيطر عليها ليعلن ما أسماها بـ «دولة الخلافة».
خبير أمني يؤكد بأنه لا خوف ولا وجل من أي شيء بما يخص ما فعله ‹قسد› من ناحية الخطورة الأمنية وتكرار سيناريو 2014 وأن داعش لن يعود إلى سابق عهده، حيث أن الأمور والمعادلات قد تغيرت تماماً وما فعلته ‹قسد› مرتبط بالتقارب السوري – التركي، فيما يبين محلل سياسي بأن وضع تنظيم داعش الإرهابي ضعيف وتحديداً في العراق وسوريا، إلا أن الدراسات الحديثة لمعاهد الدراسات الأمريكية قد أكدت بأن داعش أصبح تنظيم أممي حيث يوجد لديه تواجد في قلب القارة الإفريقية كالنيجر والموزمبيق والساحل وغيرها، فيما انتقل مقر قيادة التنظيم إلى الصومال.
لا عودة لسيناريو 2014
وقال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف لـ (باسنيوز): «في بعض الأحيان يتم تداول خبر بشكل مبالغ به لحد تصل الأمور إلى التوجس والريبة وتبث الرعب في قلوب المواطنين، والناس من حقها أن تخشى تكرار السيناريو الذي سبق عام 2014 في عام 2013 حيث أن أعداد أعضاء تنظيم داعش الإرهابي كانوا بحدود (700) ولكن الدعاية حولتهم إلى (40) ألف، والدعاية والإشاعة هي جزء من الحرب التي يشنها تنظيم داعش الارهابي واستغل ذلك في عام 2014 وما تلاها».
وشدد أبو رغيف بالقول: «أنا أقطع وبشكل جازم أنه لا خوف ولا وجل من أي شيء بما يخص ما فعله ‹قسد› من ناحية الخطورة الأمنية وتكرار سيناريو 2014، وداعش لن يعود إلى سابق عهده، حيث أن الأمور والمعادلات قد تغيرت تماماً، وما فعلته ‹قسد› يبدو أنه نتيجة التقارب السوري – التركي والذي جعلها في ريبة من أمرها واستشعار للخطر وأطلقت سراح عناصر داعش والذين هم ليسوا من القيادات كما أشيع ذلك».
وأشار الخبير الأمني، إلى أن «بعض الذين أطلق سراحهم يحملون الجنسية العراقية وهؤلاء سوف يكونوا في حيرة من أمرهم، حيث لا يستطيعون التسلل إلى العراق ولا المكوث في سوريا، وبما يخصص التسلل فقد تم تعزيز أطواق حماية الحدود بعدة مصدات مع وجود كاميرات حرارية وليزرية للمراقبة، فضلاً عن تعزيز الجهد الاستخباري والذي يعمل على ملاحقة وتفكيك المجاميع الإرهابية وإن كانت صغيرة».
وكشفت وثيقة متداولة، الثلاثاء الماضي، للفرقة 20 ضمن قيادة عمليات غرب نينوى، طالعتها (باسنيوز) تطالب تشكيلاتها باتخاذ تدابير الحيطة والحذر على خلفية قرار من إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وقوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› بإطلاق سراح المئات من الدواعش المحتجزين في السجون في شمال شرق سوريا.
ويُعدّ ملف الحدود العراقية مع سوريا، التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر، أحد أبرز الملفات الأمنية التي تواجهها البلاد، إذ تسبب كثيراً في عمليات تسلّل لمسلحي وعناصر داعش، لشنّ عمليات واعتداءات إرهابية يذهب ضحيتها مدنيين وأفراد أمن.
وضع ضعيف لداعش لكن انتشار أممي حول العالم
من جانبه أكد المحلل السياسي غازي فيصل، أن «وضع تنظيم داعش الإرهابي ضعيف وتحديداً في العراق وسوريا، إلا أن الدراسات الحديثة لمعاهد الدراسات الأمريكية قد أكدت بان داعش أصبح تنظيماً أممياً، حيث لديه تواجد في قلب القارة الإفريقية كالنيجر والموزمبيق والساحل وغيرها، فيما انتقل مقر قيادة التنظيم إلى الصومال بعد الهزيمة التي تلقاها في العراق وتوجد لديه بعض البؤر في إيران وتركيا وأفغانستان والهند، وهذه المجاميع تتصرف غالباً على طريقة الذئاب المنفردة».
وأوضح فيصل لـ (باسنيوز)، أن «ذلك يبين أن داعش ما يزال يشكل تهديد خطير للأمن الدولي عموماً وأمن منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، ومع أسف شديد فإن هذا التنظيم الإرهابي ما يزال لديه القدرة على تجنيد بعض الشباب، إما لأسباب مالية اقتصادية أو لأسباب عقائدية متطرفة، ولذا نراه يتواجد في ليبيا والجزائر واليمن وتونس نتيجة تجنيد بعض الشباب والتغرير بهم ليشكلوا مجاميع صغيرة وخلايا نائمة في تلك الدول، ولكن إعلان الخلافة كما حصل سابقاً قد انتهى هذا الموضوع».
ولفت المحلل السياسي، إلى أن «جميع الدول وفي مقدمتها العراق ودول الخليج وسوريا مطالبين باستمرار مطاردة ومحاربة التنظيم الإرهابي من الناحية العسكرية الأمنية وكذلك من الناحية الاقتصادية المالية والتي لا تقل أهمية عن الجانب العسكري، حيث أن انحسار الدعم المالي سوف يؤدي إلى انحسار إمكانيات داعش في التجنيد والدعم وتوفير السلاح والغذاء وغيرها من الاحتياجات التي تمكن هذا التنظيم من البقاء لفترات طويلة في المناطق الصحراوية النائية وتوسيع قاعدة عناصره حول العالم».
وكان ناشط حقوقي كوردي قد أكد، الاثنين الماضي، أن إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD تواصل الإفراج عن عناصر تنظيم داعش من سجونها بوساطة من وجهاء العشائر العربية، فيما لا تزال قوات الحزب تحتجز عشرات السياسيين والإعلاميين الكورد في معتقلاتها.
وقال الناشط الحقوقي محمود علو لـ (باسنيوز)، إن «قوات PYD أفرجت حتى الآن عن قرابة 200 سجين من عناصر داعش كانوا محتجزين في سجن غويران بمدينة الحسكة».
مضيفاً أن «إدارة PYD سوف تفرج عن 1500 معتقل من عناصر داعش، وذلك على مراحل وفق تعهدها لوجهاء العشائر العربية».
وأشار علو إلى أن «إدارة PYD ستستمر بالإفراج عن معتقلي داعش خلال الأسبوع الجاري».
لافتاً إلى أن «مصير معتقلي الكورد من السياسيين والإعلاميين من كوادر وقيادات المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS لا يزال مجهولاً حتى الآن».
وأكد الحقوقي الكوردي، أن «الإفراج عن معتقلي داعش وإبقاء النشطاء الكورد في معتقلات إدارة PYD يثبت أن كراهية أذرع حزب العمال الكوردستاني PKK للشعب الكوردي وحركته السياسية لا مثيل لها».
داعياً إدارة PYD «للإفراج عن النشطاء السياسيين والإعلاميين الكورد في المعتقلات والكشف عن مصير المغيبين الكورد منذ سنوات فوراً».
يذكر أن قوات PYD قد اعتقلت أيضا خلال الأشهر الماضية 15 ناشطاً سياسياً وإعلامياً من أحزاب ENKS في غربي كوردستان، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية