تقرير بريطاني: الصدر يريد قطع “شريان حياة” خصومه من البصرة
ذكر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن الانصار المسلحين للسيد مقتدى الصدر يحاولون الضغط على خصومهم، خاصة في عصائب اهل الحق، وتجريدهم من عائداتهم المالية في مدينة البصرة، الحاضنة النفطية الاكبر في العراق.
وأشار التقرير البريطاني، إلى أن البصرة اصبحت الجبهة الجديدة للأزمة السياسية في العراق حيث يمارس انصار الصدر الضغط على خصومه لقطع مواردهم الاقتصادية، موضحا أن اشتباكات مسلحة شبه يومية وقعت خلال الأسابيع الماضية بين الصدريين ومقاتلي عصائب أهل الحق، وهي إحدى القوى المسلحة نفوذا، وخصومة مع الصدر.
ونقل التقرير عن مصادر امنية قولها ان الاشتباكات اوقعت 4 قتلى على الاقل، ثلاثة منهم من الصدريين، مشيراً إلى أن غالبية الهجمات شنها مقاتلو التيار الصدري و استهدفوا خلالها مجمع القصر الرئاسي ومقر عصائب اهل الحق ومنازل عدد من قادة الفصيل المسلح، بينما وقع الهجوم الاكبر والاكثر شراسة فجر أمس الثلاثاء مستهدفا مقرا للحشد الشعبي في مجمع القصور الرئاسية في وسط البصرة، بعدما سبقه هجوم آخر ضد قيادات في فصيل العصائب في منطقة كرمة علي شمال البصرة.
وبحسب التقرير فقد تم تنفيذ الهجومين باستخدام صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والاسلحة الالية، بينما قالت مصادر امنية ان الاشتباكات بين الطرفين استمرت عدة ساعات في كلا الموقعين وأودت بحياة شخصين أحدهما من الصدريين.
منافسة في البصرة
وذكر التقرير أن العراق يعتبر ثاني أكبر المنتجين في منظمة “أوبك”، حيث بلغ إنتاجه اليومي أكثر من 4.45 ملايين برميل خلال شهر أغسطس/آب، مضيفا ان معظم الإنتاج النفطي مصدره من البصرة، التي تضم 4 من أكبر 6 حقول نفطية في العالم.
وبحسب ما جاء في التقرير، فإن “الأموال الآتية من الموارد النفطية هذه، تمثل شريان الحياة بالنسبة لمعظم القوى السياسية والفصائل المسلحة، التي تسحب الأموال من خلال تعاقدات من الباطن والعمولات والاتاوات وأعمال غير مشروعة مرتبطة بالموانئ الحدودية وشركات النفط في البصرة”.
ونقل التقرير عن مسؤولين محليين وفي السلطات الاتحادية وفي الفصائل المسلحة في المدينة، أن إلحاق الشلل بنشاطات هذه الفصائل المنافسة للصدر في البصرة، سيلحق بها خسائر مقدرة بمليارات الدولارات شهريا.
وبعدما لفت التقرير إلى أن “سرايا السلام” التابعة للصدر تعتبر الفصيل المسلح الأكثر نفوذا في البصرة، وان عصائب اهل الحق تأتي في المرتبة الثانية، اوضح ان العصائب أظهرت خلال السنوات الاخيرة انها منافس جدي للتيار الصدري، وحققت أرباحا مالية ضخمة.
ونقل التقرير عن مصادر قولها إن العصائب ستكون الخاسر الأكبر من عرقلة نشاطاتها بسبب هجمات الصدريين.
ونقل التقرير عن قيادي كبير في “سرايا السلام” قوله إن كافة القوى السياسية والفصائل المسلحة تحيا على (موارد) البصرة، وحرمانها من مواردها الاقتصادية الأكثر اهمية، سيؤدي الى تدميرها”، مضيفا ان فصيل العصائب يشكل “راس حربة” معارضي الصدر، وإن كسر رأس الحربة هذا سيتسبب بدون شك في كسر الباقيين”.
فرصة مرفوضة
وذكر التقرير أن العراق يعاني من ازمة سياسية منهكة منذ عام عندما خرج خرج الصدر من الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول العام 2021 باعتباره الفائز لكنه لم يتمكن من تشكيل حكومة، حتى استقالة نوابه وإعلان انسحابه من الحياة السياسية.
والآن يقول التقرير انه تم الكشف عن ثغرة قانونية في الأسبوع الماضي، قد يكون بامكانها اعادة النواب الصدريين الذين جرى استبدال غالبيتهم بمرشحي الإطار التنسيقي الى البرلمان حيث حكم مستشار قانوني في البرلمان بأن الاستقالات غير قانونية، حيث ان الإجراءات التي طبقت غير سليمة.
ونقل التقرير عن مصادر في الإطار التنسيقي قولها ان قوى الإطار كانت على علم بالحكم وأنه من المعتقد أن يكون وسيلة لتسوية المأزق السياسي.
إلا ان الصدر قرر يوم الاحد ان نوابه لن يستغلوا الثغرة للعودة الى البرلمان، مشددا على ضرورة الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة، ورفض الحوار السياسي قبل اجراء هذه الانتخابات.
ونقل التقرير عن مسؤول صدري مقرب من زعيم التيار الصدري قوله إن “الجميع فوجئ برفض الصدر العودة الى البرلمان قبل يومين، وأن القرار كان صادما بالنسبة الى الدائرة الضيقة المقربة من الصدر”.
وقال المسؤول الصدري، إن كافة المؤشرات كانت توحي بحدوث انفراج والجميع (قادة الصدريين) كانوا راضين عن هذا الحل الذي يحفظ ماء الوجه، لكنه (الصدر) فاجأ الجميع برفضه”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية