الرئيس بارزاني: نحن اخترنا صعود الجبال
أكد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، اليوم الأحد، أنه «مهما اختلف السياسيون يجب أن تبقى العلاقة بين الشعوب متينة»، مشيراً إلى أن الشعب الكوردي لم يحسب الجرائم التي ارتكبت بحقه «على الشعب العربي وإنما على الحكام الذين ظلموا العرب والكورد وجميع المكونات الأخرى».
وقال الرئيس بارزاني في كلمة له خلال افتتاح مهرجان دهوك الثقافي الخامس: «تاريخنا مليء بالفخر والاعتزاز، كما أنه مليء بالآلام والمظالم. وقبل الآن كانت الحرب على شعبنا مكشوفة بالمدافع والدبابات وكانوا يجرون الجيوش نحو كوردستان، وتمكنت البيشمركة بدعم شعبنا من تحقيق انتصارات عظيمة»، مضيفاً «الحرب اليوم مستمرة بشكل آخر، والعبء الثقيل يقع على عاتقكم أنتم الكتاب والمثقفون، إنهم الآن يريدون كسر تلك الإرادة التي كان من خلالها البيشمركة يواجه الطائرات ببندقية».
وأضاف الزعيم الكوردي «إن أخطر هجوم نتعرض له اليوم هو أنهم يريدون كسر إرادتنا وتدمير ثقافتنا وأن نفقد إيماننا بأنفسنا»، وقال: «أن يفقد الكوردي إيمانه بذاته ويرى نفسه أقل من الآخرين، هو الموت بذاته»، وتابع «وفي نفس الوقت يجب أن لا نفقد ثقافة التعايش واحترام وقبول الآخر، لأنها إحدى ثرواتنا التي تزيد من قيمة شعبنا، فنحن لا نعتبر أنفسنا أكبر ولا أقل من الآخرين، نحن لسنا أقل من أحد».
وقال الرئيس بارزاني: «وكما أن البيشمركة حاربت أعداء الكورد وأجبرتهم على الاعتراف بوجود الشعب الكوردي وحقوقه، اليوم ساحة الحرب على عاتقكم، وأنا أؤمن أنكم ستحققون انتصارات عظيمة وتفشلون خطط الأعداء والمبغضين».
وأردف بالقول: «وإنه لأمر محزن أن نرى بعض من يظنون أنفسهم مثقفين يهادنون الأعداء، وبدلاً من تثمين ثقافتنا وتاريخنا ونضال البيشمركة ودماء الشهداء، يقومون باسترخاصها، ورجائي منكم أيها المثقفون والكتاب أن لا تتركوا الميدان لهؤلاء الرخيصين والأعداء».
وأتابع «اليوم هو يوم تاريخي، وليس لدي ما أقوله سوى: أقبل أيادي وعيون أولئك الذين لم ينحنوا».
ومضى بالقول: «شعبنا بذل الكثير من القرابين والدماء، وشهداؤنا مقدسون لدينا ودماؤهم غالية جداً، ولا يجوز أن نسمح للأعداء والمبغضين أن يشمتوا ويقولوا إنهم كسروا إرادتنا، لأنه إن كسرت إرادتنا لن يتبقى لنا أي قدر أو قيمة وسنخسر كل مكتسباتنا».
ثم قال الرئيس بارزاني متحدثاً باللغة العربية: «أخوتي وأخواتي.. بداية أود أن أشكركم على حضوركم لهذا المهرجان وأود أن أؤكد على أواصر الأخوة والمحبة بيننا مهما اختلف السياسيون يجب أن تبقى العلاقة بين الشعوب علاقة متينة وعلاقة محبة وعلاقة إخوة».
وأضاف «بالرغم من كل ما حصل وكذلك ثورة أيار وبرغم كل الكوارث التي حلت بشعب كوردستان من الأنفال إلى القصف الكيمياوي إلى الإبادة الجماعية إلى التهجير القسري لكن احتفظ شعب كوردستان بحبه ومودته تجاه أشقائه العرب».
وتابع «لم نحسب تلك الجرائم على الشعب العربي وإنما على الحكام الذين ظلموا العرب والكورد وجميع المكونات الأخرى في هذا البلد ويجب أن تبقى هذه العلاقة قوية بيننا وأن لا تتأثر بالخلافات السياسية».
ومضى بالقول: «وأخيراً أود أن أشير إلى مقطع من شعر الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي الذي جسد حالتنا الحالية بذلك الشعر الكبير والعظيم:
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
ومن يتهيب صُعودَ الجبالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ».
واختتم قائلاً: «ونحن اخترنا صعود الجبال».
وتحل اليوم الذكرى السنوية الخامسة لاستفتاء استقلال إقليم كوردستان الذي أجري في 25 أيلول 2017، وصوت 92.73% من المشاركين فيه لصالح دعم الاستقلال.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
