كركوك: التركمان ينضمون للكورد ويطالبون بإقالة الجبوري وإدارته «الفاسدة»
اختار تركمان كركوك، أبرز المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان أو ما تسمى بـ ‹المتنازع عليها›، الاصطفاف إلى جانب الكورد والمطالبة بإقالة محافظ كركوك بالوكالة راكان الجبوري وطاقمه الإداري «الفاسد»، حسب وصفهم.
ويرى الكورد والتركمان في كركوك، أن المسؤول الأول عن تدهور أوضاع المحافظة وسيطرة الميليشيات وعمليات التعريب والتغيير الديموغرافي التي تجري على قدم وساق، هو راكان الجبوري وفريقه الإداري.
ولطالما طالبت الأوساط السياسية والشعبية الكوردية بإقالة الجبوري ووضع حد لانتهاكاته. لكنها المرة الأولى منذ أحداث 16 أكتوبر / تشرين الأول 2017 التي ينضم فيها التركمان إلى جانب الكورد في تلك المطالب.
فقد نصب عدد من التركمان، اليوم السبت، خيامهم وسط المدينة، ورددوا شعار «هيهات منّا الذلة» للتنديد بالسلطات الإدارية الفاسدة في المدينة الغنية بالنفط، مؤكدين أن راكان الجبوري بات معضلة بين المكونات وتهديداً للسلم المجتمعي، وطالبوا بعزله وإجراء تغييرات إدارية.
عباس آوجي، وهو أحد تركمان كركوك المشاركين في الاعتصام، قال في تصريح له: «نحن التركمان ليس لدينا أي ممثلين. نحن بمفردنا. سياسيونا لا يعملون سوى من أجل مصالحهم الخاصة .. نحن هنا لا نمثل سوى أنفسنا».
وردد المعتصمون شعارت تندد بعزل المسؤولين التركمان وتعيين آخرين من المكون العربي بدلاً منهم، وتطالب بوضع حد للفساد الإداري وعمليات التغيير الديموغرافي. وهي الشعارات نفسها التي لطالما نادى بها الكورد منذ أحداث 16 أكتوبر 2017.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، أقال راكان الجبوري العشرات من المسؤولين الكورد والتركمان من مناصبهم، وعين آخرين من المكون العربي بدلاً منهم.
ولطالما كانت كركوك مدينة للتعايش والتآخي بين مكوناتها، كما كانت تنعم بالأمان والاستقرار بحماية البيشمركة وقوات الأمن الكوردية الأخرى، لكن أوضاع المحافظة كباقي المناطق ‹المتنازع عليها› بين أربيل وبغداد شهدت تدهوراً كبيراً في أعقاب أحداث 16 أكتوبر 2017 وسيطرة ميليشيات الحشد والقوات العراقية الأخرى عليها، والتي نصبت راكان الجبوري محافظاً لكركوك بعد إقالة البرلمان العراقي للمحافظ الشرعي نجم الدين كريم بطلب من رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية