يونيو 20, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الباحث /داود مراد ختاري: بطولات جانكير آغا الإيزيدي ( 1874 – 1943م في المصادر الروسية والأرمنية.(2)

بطولات جانكير آغا الإيزيدي  ( 1874 – 1943م في المصادر الروسية والأرمنية.(2)

 الباحث /داود مراد ختاريداود-مراد-ختاري2

   ولادته ونشأته:

ولد جانكير آغا سنة 1874م, في قرية جيبوخلية ((جبلغو))  بمنطقة بيركرية، في قضاء وآن في كردستان الشمالية _تركيا حاليا_ وكانت هذه المنطقة الشرقية من تركيا_حينها_ خاضعةً لسيطرة قوات روسيا القيصرية.

وهو ابن المدعو: خطيب آغا بن جنكو آغا، وكان يلقب بمدور آغا بن بشار آغا بن علي آغا بن ميرزكي زازا, الذي كان يسكن في (رضوان) أحد أهم مراكز الايزيديين في منطقة ولات خالتا بتركيا الحالية.  

ينتمي جنكير آغا إلى عشيرة مندكا التي تشكل فرعا من فروع عشيرة الزوقيريا, وهو من فئة المريد, كانت تلك العشيرة تسكن منطقة (وان) قبل أن تهاجر إلى منطقة قرص، وبالتحديد منطقة جوخورة، التي تقطنها عشائر الحسنة، والسيبكا في السنوات 1916 و1917م. وعندما تعرضت مناطق الايزيديين لهجمات العثمانيين سنة 1916 – 1917م  أسهم جانكير آغا مع زعيم عشيرة الحسنة المدعو: (يوسف بك) بمقاومة عنيفة ضد العثمانيين وحموا مناطق نهر، وقرص، وسورملي. كما أنه وقف بوجه المدّ والزحف العثماني سنة 1918م وحقق انتصاراً باهراً على القوات العثمانية في معركة سردار آباد, كما تعرّف على زعيم الأرمن (انترانيك باشا) في سنة 1903م وحدث بين الطرفين ارتباط قوي, وعندما تعرض الأرمن للمذابح على يد العثمانيين, وتعرض الايزيديون كذلك للمذابح؛ لم يكن أمام الطرفين سوى التعاون ومقاومة الهجمة العثمانية، فتعاونا معاً في الوقوف بوجههم. وبعد أن توقفت الحرب هاجر جانكير وعشيرته مع الأرمن المهاجرين من تركيا إلى ارمينيا وسكنوا هناك في الأماكن التي ذكرناها

في عام 1904 م، كان جانكير آغا يناهز الثلاثين من عمره، وهو في عزِّ شبابه، وناوٍ على الزواج من شابة إيزيدية، وفي الوقت نفسه كان على موعد مع القائد الأرمني (أندرانيك باشا) في هزلان الارمنية القريبة عنهم، والتابعة لقضاء (وان) ايضا ….التقى بالقائد الأرمني وتعرف عليه وبأول نظرة اُعجب به القائد ثم قال له: (( إنك شاب إيزيدي، وقائد شهم، وتليق بك قيادة الايزيديين )) وعلم من قرب أنه ناوٍ على الزواج، فقال لجانكير آغا: ((اقترح أن أكون على رأس المدعوين في زفافك وأشرف بنفسي على حفلة زفافك …)) قبل جانكير آغا برحابة الصدر دعوته القيمة, وتمت مراسيم الزواج، وبعد ذلك اليوم، اقترب جانكير آغا من الارمن وقائدهم أكثر فأكثر.

          وأكدت الدكتورة: خانة أومر خالة، أن اتصاله مع اندرانيك باشا كان منذ سنة 1903. ويوجد لجانكير آغا وانترانيك باشا تمثال مشترك في مدينة إيريفان عاصمة جمهورية أرمينيا، وقد تم حبس جانكير آغا من قبل الروس, وبقي في السجن حتى وفاته سنة 1943.

وفي حوار للكاتب (نديم أركيش) مع كنة جانكير آغا  زوجة (فتلا بك) قالت: بعد وفاة جانكير آغا بثلاثة أشهر: ((أتحدث إليك حينما كان جانكير آغا مع اندرانيك، وفي ذلك  الوقت جئنا الى أرمينيا، وأنا الكنة الثالثة لأسرة جانكير آغا، ومنذ  (53) سنة أنا في هذه الأسرة، وكان لجانكير آغا ثلاثة أبناء، وثلاث بنات، فابنه سورينن وابنته آسيا، ما زالتا على قيد الحياة، أما البقية، وهم: جوزو  بك، عارف بك، زلف خانم، رفو، فتلا بك، فانتقلوا إلى رحمة الله، وأنا والدة  ثلاثة ابناء، و أربع بنات وجميعهم متزوجون، والصغير أسميناه (جانكير آغا)، وأتذكر عندما أسروا جانكير آغا وأخذوه من أرمينيا الى روسيا، وتوفي هناك، بعدها أجبرونا على الرحيل من سرحد، ومررنا بانتكاسات عديدة، نُهبت من جرائها أموالنا، ورحل بعض منا الى سوريا، والبقية الى ارمينيا، ويقال بان أعداداً كبيرة من عشيرتنا بقوا هناك، وهذه (200) سنة من رحيلنا، ومع ذلك فقد احتفظنا بديننا وتقاليدنا الاجتماعية، بالرغم من الظروف القاسية التي مررنا بها. وتم دفن (فتلا بك) في قامشلي، حيث يوجد مقبرة لموتانا هناك، وكذلك اخوته مدفونون هناك،  إلا أن قبر جانكير آغا في روسيا، وقاموا ببناء تمثال كبير له هناك.

وذكر حسو هرمي، دور جانكير آغا الذي شارك في معارك الدفاع عن أرمينيا، قائلاً: ( لقد زرنا تمثاله الذي نُصب في وسط العاصمة إيريفان؛ تخليدا لذكراه. ومعلوم بأن الفرمانات العثمانية الصادرة عن حكامهم، كانت تقضي باجتثاث الإيزيدية، فضلاً عن تلكَ الأعمال القذرة والبربرية التي ُرتكبت بحق الإيزيديين، من قتل، واغتصاب، ونهب؛  بغية إزالتهم من الوجود, والتي غالباً ما كانت تتمُّ على يد الكورد المسلمين عن عدم دراية وغباوة، وتفسيرهم الخاطئ للدين. ونتيجة لذلك اضطرَ ” جانكير آغا ” إلى تركِ موطنه متوجهاً إلى ” كيادين في كوردستان تركيا الحالية” عام 1914 واستقر هناك إلى ان قامت السلطات السوفيتية بنفي جانكير آغا والكثيرين من الإيزيدية الى منطقة سيبيريا حتى وافته المنية في عام 1943.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi