جهات متسلطة ومتنفذة في الحكومة الاتحادية تختلق الازمات!!
كاردو گلي
مرت على الدولة العراقية عدة أنظمة منذ تشكيله، بدأت بالملكية ثم الجمهورية الانقلابية ومن بعدها الجمهورية الدكتاتورية والان الجمهورية الاتحادية المتزعزعة، وخلال أنظمة الحكم هذه شكلت عدة كابينات وزارية بلغت حوالي (77) كابينة وزارية وتراسها (42) رئيسا للوزراء،
يتبين لنا من تقلبات الأنظمة وكثرة التشكيلات الحكومية سببها هو عدم وجود استقرار في المنطقة وكانت هذه الأنظمة والحكومات هي السبب في خلق الازمات وعدم تقديم الخدمات للشعب العراقي عموما بمختلف الاطياف والمكونات، ذكرت هذا السرد ليكون معلوما لدى القارئ، فهدفي هنا الحديث عن الحكومات التي تشكلت بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق سنة 2003 ، بعد سقوط النظام البعثي الدكتاتوري في العراق شكل مجلس لحكم العراق لملئ فراغ السلطة وسميت بمجلس الحكم، كان مجلس الحكم يضم (25) عضوا وينتخب رئيسا لهم من بينهم لمدة شهر وحسب الترتيب الأبجدية، وعقد اول اجتماع للمجلس بعد تشكيله في 13/7/2003، وامتدت فترة مجلس الحكم لغاية 1/6/ 2004 وبعدها شكلت حكومة انتقالية لغاية 2011 ،في نفس العام شكلت اول حكومة منتخبة من قبل برلمان منتخب برئاسة السيد نوري المالكي، لحد الان الحكومات تتشكل من قبل الكتل الفائزة في الانتخابات، مرت على العراق من فترة سقوط الدكتاتورية إلى الآن حوالي 9 تشكيلات حكومية، سؤال اسأله مالذي قدمته هذه الحكومات للشعب العراقي؟ الجواب، لم تقدم شيء بل أدخلت العراق في متاهات وخلقت الازمات والبطالة والفقر وعدم الاستقرار الأمني.
نتيجة لهذا الانفلات الأمني وعدم الاستقرار سيطرت منظمة داعش الإرهابية سنة 2014 على عدة مناطق في العراق وخاصة في الغربية ومحافظة الانبار والموصل، بعد سيطرة الإرهاب على تلك المناطق خرجت فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجع الأعلى السيد علي السيستاني وبموجبها شكلت الحشد الشعبي، وبعدها اقرت في البرلمان وكان الهدف منها محاربة الإرهاب.
الذي نشهده الان من تسليح للمجاميع والأفراد ماهو الا تكرار لما كان يفعله النظام البعثي الدكتاتوري في العراق، حيث كانت تصرف ميزانية الدولة على الأسلحة لعسكرة المجتمع العراقي ولتخويفهم وهذا مايفعله بعض الجهات المتسلطة في الدولة العراقية الان، وهذا الأمر في غاية الخطورة وتكون عواقبها وخيمة على العراق والشعب العراقي، لان هذه المجاميع المسلحة باتت تبتز الدولة والحكومة العراقية نفسها وتضغط عليها لفرض اجندات مشبوهة ليست في مصلحة العراق والعراقيين، كما ان المجتمع الدولي لايقبل بهذه الأمور، شهدنا الأحداث الأخيرة في المنطقة وماجرى في غزة لحركة حماس وفي لبنان لحزب الله وحتى النظام العسكري في سوريا، لذا فإن هذه الجهات المتنفذة في السلطة يدخلون الشعب العراقي في متاهات وياخذون العراق نحو الهاوية، وعلى المواطن العراقي ان يكون يقظا وان لا ينجرف نحو هذه الشعارات التي لاتخدم العراق والعراقيين. لذا نرى هذه الأطراف والجهات المتسلطة والمتنفذة في الحكومة الحالية وتنفيذا لأوامر واجندات خارجية تحاول زرع الفرقة وخلق أزمة داخل البلد وتعاملهم مع حكومة الإقليم والشعب الكوردي والقضية الكوردية دليل على ذلك،هذه المحاولات من جانب هذه الأطراف هدفها تاجيج الشارع العراقي وتثنية المواطن للمطالبة بأبسط حقوقه الا وهو توفير الخدمات.
معلوم لدي الجميع أن مايقدمه حكومة إقليم كوردستان من خدمات وتطور عمراني وحضاري وسياسي، قدمته بامكانيات اقل وميزانية غير متوفرة مثل ما لدى الحكومة الاتحادية، لذا على المواطن العراقي ان يسأل أين تذهب ميزانية العراق واين تذهب هذه الأموال، هل تذهب للخدمات؟! تذهب إلى جيوب الفاسدين في السلطة والى مواليهم، لهذا يتسلحون، والغريب في الأمر أن الشعب العراقي يدرك هذا الواقع والمجتمع الدولي أيضا لديها علم بهذه الأمور، والادارة الحالية للولايات المتحدة حذرت الحكومة العراقية من مغبة هذا الواقع المرير في العراق، وهذا مايتخوفون منه المتنفذين بالسلطة في العراق لذا نرى تعامل الحكومة العراقية مع قضية الشعب الكوردي تعامل غير منصف ولا يتعاملون معهم كعراقيين، ونسوا ان كوردستان هو ملاذهم الآمن اليوم مثل الأمس، الكورد والادارة الحكيمة لحكومة كوردستان هو المنفذ والامل لدى العراقين لاخراجهم من هذه الازمات التي تخلقها الحكومات العراقية المتعاقبة في العراق.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية