مايو 21, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

تركيا بدات تفقد بريقها عند العرب

تركيا بدات تفقد بريقها عند العرب

عـزت ســـلو
بعد المرحلة الانتقالية التي شهدتها بعض البلدان العربية  عقب قيامهم بثورات ضد انظمتها الشمولية كدولة مصر وتونس وليبيا بما يعرف بثورات الربيع العربي واستلام الحكم في هذه الدول من قبل احزاب الاسلام السياسي

وفرحبت  تركيا بهذه الثورات فكانت  تركيا تبحث عن موطئ قدم لها في تلك الدول  لتاثير عليها  فنجحت في ذلك وظهر تحولا كبيرا في سياستها الخارجية اتجاه الدول العربية التي كانت في الماضي عدوانية ازاء المنطقة الى حدا ما، وان هذا التحول اتى ذات توجه ايدولوجي فظهر نفوذها  في بعض البلدان العالم العربي من خلال سياستها الخارجية التي استغلت    الاصطفاف المذهبي  في الدول العربية باعتبارها الاقرب لتلك الدول فلا ننسى ان النظام الحاكم في تركيا نظام اسلامي سياسي وكذلك تصريحات التي ادلت بها تركيا على لسان وزير خارجيتها  على العلن انها تقف مع الشعب السوري من خلال ثورته  ضد رئيس بشار الاسد  ووقوفها مع المعارضة السورية بعد ما كانت تركيا تتمتع بعلاقات ممتازة مع النظام السورى الحالي  وتاييده الثورة في تونس وكذلك في مصر ضد الرئيس السابق حسنى مبارك فتركيا  قوة اقليمية كبيرفي المنطقة مع كل من ايران ومصر واسرائيل ويلعب دورا مهما على صعيد الاقليمي.
الا ان الامر الذي لم يكن في الحسبان لدى تركيا وهي  الازمة المصرية وعزل رئيس مرسي التي كان من الاخوان المسلمين وهو اول رئيس مدني منتخب في تاريخ المصري الحديث وكان من الحزب  ذات  توجه اسلامي سياسي  يتفق مع التوجه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وباعتبارهم ان النظام التركي الحالي نموذجا لاحزاب الاسلام السياسي في الدول العربية في كل من مصر وتونس ودول عربية اخرى ولكنها فشلت هذه تجربة في الدول لمذكورة وخاصة  بعد الاحداث الاخيرة التي شهدته مصر مما ادى الى انزعاج الحكومة التركيا من ذلك
من خلال التصريح الذي ادلته  رئيس التركي اوردغان بادانته للجيش المصري باشد العبارات واستنكاره  باعتبارها انقلابا على الشرعية فرد دولة مصر بالغاء المناورة البحرية العسكرية التي يعرف بالمناورة (بحر الصداقة)  مع تركيا التي كانت من المقرر تنظيمها بين الجانبين في الاشهر القادمة . واستدعائهم سفراءهم لتشاور  مما دعى  الى  التصريح السفير المصري في انقرة (عبدالرحمن صلاح) فقال:  إن محمد مرسي كان رئيساً منتخباً، لكن من انتخبوه كانوا من مؤيدي الإخوان المسلمين والجماعات الأخرى، وهؤلاء شكلوا نسبة صغيرة ممن قام بانتخابه، والمنتمين لأطراف سياسية أخرى، وهؤلاء هم النسبة الأكبر، والذين تراجعوا عن تأييده في وقت لاحق نتيجة فشل السياسات التي قام باتباعها، مما أدى لنزولهم للشوارع في أعداد لم تشهدها مصر من قبل للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما رفضه مرسي وأدى لتوتر الأوضاع بشدة في مصر.. مما يدل على مدى التوتر  في العلاقات التي تمر بها  دولتين ،وكذلك الاوساط السياسية المصرية من علمانين و لبيرالين والناصرين اظهرو امتعاضهم وغضبهم على تركيا   بانه تدخل سافر ومباشر في شان الداخلي المصري  و الكثير من المراقبين والمحللين السياسين اتفقو ان تركيا بدات تفقد نفوذها في العالم العربي خاصة بعد الاحداث الاخير التي شهدتها مصر من قتل وتخريب وانحياز تركيا    الاخوان المسلمين  باعتقداي وبالفعل    تركيا فشلت في سياستها الخارجية اتجاه مصر نظرا لاهمية الذي تتمتع بها  مصر بموقعها جيو استراتيجي المميز التي تمكنها من لعب دور هام في صياغة السياسات الاقليمية والدولية حربا وسلما واعطاها مكانة مختصة في العالم وتركيا  تعرف ذلك جيدا  فعلى تركيا  ان تتكيف مع المتغيرات والتطورات السريعة الذي يشهدها المنطقة وان تراجع سياستها الخارجية فالتركيا في السنتين الاخيرن  تمر بازمة كبير في المنطقة ابتدا من الجمود في العلاقات التى تمر بينها وبين الحليف الاستراتجي الاسرائيلى بعد حادثة سفينة مرمرة وكذلك التوتر القائم في  علاقاتها  مع الدولة الجارة العراق  وكذلك الاختلاف بينها وبين ايران حول الملف السورى والدرع الصاروخي للحلف الشمال الاطلسي ان لم يعلنو صراحتا ذلك فضلا عن المشاكل التي تمر بينها وبين الدول الاتحاد الاوربي من اجل انظمامها الى منطقة اليورو لهذا فمن الاولى لحكومة اوردغان ان تنظر الى مصالح تركيا العليا وان لا تقيم علاقاتها مع الدول من منطلق ايدولوجي فئوي ضيق ولهذا بدا تفقد بريقها باعتبارها كانت تقف مع شعوب ضد انظمتها الدكتاتوريا  لان تركيا في اوجه ازدهاره الاقتصادي فقد  تمكنت تركيا في الوصول إلى المرتبة الـ17 على قائمة أقوى الاقتصادات في العالم، بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن صندوق النقد الدولي  وتمكنها  من تسديد جميع ديونها المستحقة  لصندوق النقد الدولى، وبذلك تصبح تركيا لأول مرة بلا ديون لصندوق النقد منذ 52 عاما بفضل علاقاتها الممتازة التي كانت تتمتع بها مع الكثير من الدول العربية وهي اكثر دولا اجتذابا للمستثمرين العرب فضلا عن استثمارتها وشركاتها الموجودة في الدول العربية التي يتعدى ملايين الدولارات.لهذا امامها خيارين اما ان  تراجع سياستها الخارجية تجاه الدول التي تمر بازمات واحداث داخلية حفاظا على  مصالحها وحفاظا على دورها الاقليمي،او ان تورط نفسها اكثر في الصراعات والمشاكل التي تحدث في دول المنطقة وبتالي تعرض مصالحها و امنها الداخلي للخطر لان بعض الدول لن تقف مكتوفتي الايدي تجاه ذلك  في حال استمرار الحكومة التركية في سياستها الخارجية الحالية.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi