المرأة الإيزيدية والمقاومة.. شيرين خيرو نموذجاً
لازمة يوسف شيخ حمي
المجتمع الإيزيدي قدّم الكثير من التضحيات وعلى وجه الخصوص بعد المآسي التي لحقت به بعد أن طالته يد الغدر في الثالث من أغسطس سنة ۲۰۱٤ والمتمثلة باحتلال تنظيم داعش الإرهابي الذي فتك بحياة آلاف المواطنين في شنكال وخاصة النساء منهم. إن ما جرى للمرأة من قتلٍ وخطف وتعذيب في هذه المدينة يعتبر من الجرائم اللاأخلاقية ضد الانسانية بكل المقاييس.
لا يخفى أن جرائم داعش الإرهابي وما ارتكبوه من خروقات بحق المدنيين في شنكال وبالأخص بحق أبناء المجتمع الإيزيدي منافية لجميع الأعراف الدولية والإنسانية، ولا يمكن لأحد إنكار ما تعرضت له المرأة الإيزيدية على مر التاريخ، حيث أنها تعرضت في كل مرحلة إلى الظلم والاضطهاد، ولا يخفى على أحد أن ما تعرضت له قد فاق جميع التصورات وخرق كل الأعراف الإنسانية.
إن المرأة الإيزيدية أعطت للعالم درساً في المقاومة من خلال أهمية عملها المستمر في الدفاع عن القضية الإيزيدية وخير مثال على ذلك ما حققته اللبوة ” شيرين خيرو ” وهي إحدى الناجيات التي تحررن بجهود السيد نيجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني حيث تم تحرير الكثير منهن عن طريق مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين.
إن الإرادة القوية التي دفعتها للقيام بالخطوة الأولى للكفاح من أجل إكمال دراستها وتحدي كل الظروف الصعبة التي مرت بها من خطفٍ وسبيٍ وتعذيب وحرمان وبالتالي تقديم إنجاز لبني جلدتها والمجتمع الكوردي والدولي بعد كل ما مرّت به من آلام تكلّل بالنجاح، قد أعطت العالم درساً حيّاً في المقاومة.
ولهذا فإن على الجهات الرسمية والمعنية من المنظمات النسائية ومنظمات حقوق الإنسان أن تدافع عن حقوق المرأة الإيزيدية في جميع محافلها الرسمية، لأنها قد أصبحت رمزاً للصمود والمقاومة لكون ما حدث للمرأة الإيزيدية أمراً استثنائياً لم تشهده الانسانية من قبل، من حيث بشاعة التعامل الذي تعرّضت له، ولكن وبرغم كل ذلك بقيت المرأة الإيزيدية تؤمن بمبادئ الإنسانية وتتحدى كل الظروف الصعبة.
لذا نشكر السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان على دعمه المستمر للمكون الإيزيدي في كل المراحل التي مرّ بها، وخاصة دعمه الاستثنائي لأخواتنا الناجيات وإصراره على تقديم يد العون لهن في حصولهن على مقاعد دراسية في الجامعة الأمريكية بمحافظة دهوك بمنحة خاصة، ليحصلن على حقوقهن المشروعة من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والدفاع عن محيطها وتأمين السلامة له ولهن لتعشن فيه بأمان.
كما ونشكر سيادته على تكريم الطالبة والناجية ‘شيرين خيرو’ بجائزة المقاومة الفخرية، الفتاة الإيزيدية التي نجت من أيدي تنظيم داعش، ذلك التكريم الذي تمّ في الجامعة الأمريكية بمحافظة دهوك. ونحن إذ نعتبر هذه الهدية تكريماً لجميع أبناء الديانة الإيزيدية في جميع أنحاء العالم.
وبهذه المناسبة فإننا نبارك للمرأة الإيزيدية تفوقها إرادةً وعملاً، سيما وأنها تعيش ظروف غير طبيعية. ونحن نشد هنا على يدها ونتمنى لها حياة حرة كريمة ومزيداً من التألق في ممارسة نشاطاتها والتمتع بحقوقها المشروعة. ونقول لأختنا وابنتنا ‘شيرين’ ألف ألف مبارك لكِ ولنا هذا الإنجاز وأمنياتنا لكِ أن تستمري بالنجاح لتصبحي قدوةً في المجتمع ورمزاً للدفاع عن بني جلدتك وخاصة المرأة الإيزيدية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية