جفاف يضرب بعض مناطق زاخو.. ومزارعون يستأجرون آباراً لإنقاذ محاصيلهم
يشهد قضاء دركار في محافظة دهوك موجة جفاف غير مسبوقة، أدت إلى انخفاض كبير في منسوب المياه الجوفية، ما أجبر العديد من المزارعين على استئجار آبار بديلة لتأمين الحد الأدنى من مياه الري، في ظل شحّ واضح في هطول الأمطار خلال الموسم الحالي.
صديق سليمان، أحد مزارعي المنطقة، تحدث لـ كوردستان24 عن المعاناة التي يعيشها المزارعون هذا العام قائلاً: “هذه السنة كانت قاسية جداً، فالأمطار لم تكن كافية. في البداية، كانت المياه متوفرة في آبارنا، لكن منذ منتصف الشهر السادس بدأ المنسوب بالانخفاض حتى جفّ البئر تماماً. اضطررنا إلى استئجار بئر من أصدقائنا لإنقاذ المحصول”.
وأشار سليمان إلى أن محصول الطماطة من أكثر المزروعات التي تضررت بسبب قلة المياه، لكونها تتطلب كميات كبيرة من الري، في وقت بدأ فيه منسوب نهر خابور بالانخفاض هو الآخر بشكل مقلق.
نهر خابور في أدنى مستوياته منذ 16 عاماً
بحسب معلومات حصلت عليها كوردستان24 من مديرية الموارد المائية في زاخو، فإن منسوب نهر خابور تراجع إلى أقل من 30 سم، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من 16 عامًا، وتحديدًا منذ عامي 2001 و2009، حين شهدت المنطقة موجتين سابقتين من الجفاف.
وقال محمد ياسين، مدير المديرية، في تصريح لـ كوردستان24: “في 2009، لم ينخفض منسوب المياه عن 44 سم، أما هذا العام فقد وصل إلى 32 سم، ومن المحتمل أن ينخفض أكثر في شهري آب وأيلول، لكننا لا نعتقد أنه سيصل إلى مستوى يهدد مياه الشرب أو المشاريع الحيوية”.
وأكد ياسين أن المديرية اتخذت احتياطات مسبقة لضمان استقرار مياه الشرب في المناطق السكنية، رغم استمرار التراجع في مستويات المياه السطحية والجوفية.
تحذيرات ودعوات لإيجاد حلول طويلة الأمد
الجفاف المستمر يسلّط الضوء مجددًا على ضرورة وضع خطط استراتيجية لإدارة المياه في إقليم كوردستان، خصوصًا مع تصاعد تأثيرات التغير المناخي وتراجع كميات الأمطار بشكل سنوي.
ويأمل المزارعون في دركار ومناطق زاخو الأخرى أن تتحرك الجهات المعنية سريعًا لتقديم دعم تقني ومالي يعوّضهم عن الخسائر، ويمنحهم فرصة لمواصلة الزراعة في مواسم قادمة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
