مسؤولية الرئيس بارزاني في رسالته التاريخية
شفان شيخ علو
في كلمة زعيمنا الكوردي مسعود بارزاني والتي قرأناها في رسالته التي جاءت تحت عنوان: رسالتي إلى مرتكبي الهجوم الصاروخي ليلة أمس ،هناك حس المسؤولية التاريخي، وهو حس معروف به كل زعيم تاريخي، يقدّر الأوضاع المتغيرة وانعكاسها على سلامة البلاد وأمنها.
رسالة الرئيس بارزاني في مستوى المسؤولية تماماً، وفيها من الشجاعة الفكرية الكثير، ومن الجانب الوجداني الكثير الذي يمكننا قوله، وهو يجمع بين هدوء التعبير، وصواب القول، دون الدخول في تشنج كما هو معروف به في كل كلماته. فهو رغم تعرض مدينتنا الكوردية الجميلة لذلك الهجوم المخرب، والضحايا الابرياء ،وجهات الهجوم معروفة، والشعور بآلام أهلنا وشعبنا في أربيل وخارجها، وخوفهم من التبعات، كانت رسالته هادئة وبمنطق العقل، وهو يناشد أهل السلام والعدل والأخوة والمحبة في كل مكان، كما في حديثه عن الشعوب الإيرانية واحترامها هي وغيرها، ومطالبة القوى الديمقراطية والتي لها وزنها في العالم، بالتدخل لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات، وما شدد عليه الزعيم بارزاني هو أن الدفاع عن سلامة الوطن، وأمن الوطن، والشعب، ورد الظلم حق مشروع، وقد قالها بصراحة، يشتهر بها الرئيس بارزاني، ويعرفه القاصي والداني.
نعم. إن رسالته واضحة تماماً بمحتواها القائم على وجوب الدخول في حوار، وتجنب لغة السلاح أو التهديد والقتل والدمار، فلا أحد يستفيد من ذلك، وهو المطلب المثالي والعقلاني، خلاف المنطق الذي يعتمد عليه أعداء شعبنا الكردي منذ تاريخ طويل، اعتقاداً منهم أنه بأسلوب القتل، أو التهديد والوعيد، وبث الخوف في النفوس، يمكن أن يكون حلاً لمشاكل عميقة كهذه، والتاريخ أثبت خطأ ذلك، ورغم ذلك، فإن المضي بهذا المنطق يبقي المنطقة غير مستقرة .
أليس مثل هذا المنطق القائم على العدوان ، تعبيراً صارخاً عن أن حقوق الكورد مهضومة، وهناك خوف من هذه الحقوق بأنها لن تبقى مسلوبة قومياً وإنسانياً، ولهذا تستمر التهديدات .
البارزاني، من موقفه القومي والإنساني، والمحب للسلام، يدعو إلى التعايش السلمي والمشترك، والدخول في علاقات تقوم على الاحترام المتبادل، وبناء الأمن والسلام، ولتحقيق الإزدهار والتقدم والرخاء لشعوب المنطقة أجمع.
حقاً، إنها رسالة سلام، رغم الألم الكبير، وهي رسالة من يتشبث بالسلام، رغم استمرار العدوان، وهي رسالة لا تكف عن المطالبة بالسلام وتغليبه على لغة الحرب والكراهية.
السلام والأمن والاحترام المتبادل لشعوب المنطقة جميعاً، وبينها شعبنا الكوردي وإقليمنا الكوردي الحبيب، وليس من مخرج من هذه الأحقاد إلا بالاستجابة لهذا السلام والمساواة الإنسانية .