مارس 29, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

زيدو باعدري: “گولان” البطولات والامجاد

“گولان” البطولات والامجاد

زيدو باعدري

تاريخ كوردستان مليء بالاحداث المأساوية التي عاشها وتعرض لها الكورد على ايدي محتلي وطنهم الذين يرفضون الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي ، الذي لطالما دافع عن وجوده على ارضه بوجه الغزاة والطامعين ، الذين أرادوا محو هويته ، وهضم حقوقه في الحياة بكرامة على ارضه التاريخية ، لذا فالانسان الكوردي وكحق طبيعي كان لزاماً عليه ان يفكر بمستقبل أبنائه وحضارة اجداده فكان ولايزال يقاوم الاعداء بكل السبل حفاظاً على وجوده القومي والانساني التاريخي.

وبسبب تحجر عقول المحتلين ، كان لزاماً على أبناء كوردستان ان يثوروا بوجه الظلم والطغيان ، وان يقودوا الحركات والانتفاضات والثورات عبر تاريخهم الطويل ، لنيل حقوقهم وحريتهم والعيش بكرامة على ارضهم ، وهذه من ابسط حقوق الانسان التي تكفلها الشرائع والدساتير في العالم اجمع.

فبعد توقيع اتفاقية الجزائر الخيانية المشؤومة بين شاه ايران ، ورئيس النظام العراقي السابق صدام حسين بوساطة الرئيس الجزائري آنذاك هواري بومدين في 6 اذار عام 1975 في اطار مؤامرة دولية ، ظن المحتلون لارض كوردستان ان نيران ثورة شعب كوردستان بكل مكوناتها سوف تنطفئ بل تخمد الى ابد الٱبدين، ولن يكون بمقدور الشعب الكوردستاني ان ينهض من جديد للمطالبة بحقوقه المشروعة ، الا ان الروح النضالية والتضحية لدى الشعب الكوردستاني وقدرته على الفداء والعطاء كانت اكبر من تداعيات تلك المؤامرة والانتكاسة الخطيرة التي كانت تهدف لإبادة الشعب الكوردي ، فانطلقت ثورة گولان التقدمية التي اثبتت للجميع ان هذا الشعب لا يقهر ولا يمكن ان يرضخ لارادة المحتلين ابدا .

ولم تمض على المؤامرة غير سنة واحدة حتى قررت قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبتوجيه من الاب الروحي الخالد مصطفى البارزاني القيام بالتخطيط الدقيق والاعداد لثورة جديدة تختلف عن سابقاتها من النواحي التنظيمية والخطط العسكرية وكيفية استغلال الثغرات بسبب الظروف الموضوعية والواقع الجديد الذي شهدته منطقة الشرق الاوسط والحرب الباردة بين القطبين الامريكي والسوفيتي انذاك، باسلوب (پارتيزاني) اي “حرب الأنصار”. وكلفت القيادة بتشكيل قيادة مؤقتة بناءً علی توصيات مؤتمر برلين الشرقية 1975 مع الخالد ادريس بارزاني والرئيس مسعود بارزاني والقادة السياسيين والميدانيين الابطال وذوي التجربة من قوات البيشمركة الذين كان لهم تجربة طويلة وسمعة جيدة في قيادة الملاحم و المعارك الصعبة والشاقة طوال سنين ثورة ايلول بتشكيل مفارز عسكرية صغيرة وباسلحة خفيفة بسيطة وبشكل سري للغاية لاستمرار النضال والتحدي بارادة وعزيمة قويتين.

وبرغم كل محاولات الاعداء وبرغم الامكانيات العالية العسكرية والقدرات الفائقة في التسليح للنظام العراقي السابق تمكنت قوات البيشمركة من استغلال الثغرات ونقاط الضعف للتغلغل الى عمق المناطق الصعبة قرب الحدود العراقية الايرانية والاتصال بالجماهير بثوب اخر لتبعث فيها روح الثورة والفداء مجددا.

كان يوم 26 ايار من عام 1976 يوم اندلاع ثورة گولان المجيدة بمثابة تفجر بركان وزلزال حيث استعادت القيادة الكوردية قدراتها وبهذه السرعة والعزيمة واعادت تنظيم نفسها بشكل حديدي برغم الانتكاسة التي اصابتها جراء غدر الاتفاقية المشؤومة.

وفي محاولة من النظام العراقي لمنع ظهور حاضنة لدعم واسناد الثورة والبيشمركة قام باستخدام سياسية الارض المحروقة عبر حرق وهدم جميع القرى الحدودية وترحيل ساكنيها الى محافظات الجنوب والوسط من العراق ثم انفلة الكورد الفيلين والبارزانيين ، ومن ثم قام بعمليات الانفال سيئة الصيت في عام 1988التي راح ضحيتها اكثر من (182000) مدني من القرويين الابرياء وتلاها استخدام الاسلحة الكيماوية والجرثومية المحرمة دوليا في مناطق عدة وبالتحديد ضد المدنيين في حلبجة و شيخ وسانان و وادي باليسان مما ادى الى استشهاد وفقدان اكثر من خمسة الاف شخص اضافة الی اصابة نحو عشرة الاف اخرين لايزال العديد منهم من الباقين على قيد الحياة يعانون من آثار تلك الاسلحة المحظورة دولیا ، لكن ذلك لم يؤثر على معنويات قوات البيشمركة بل ازدادوا عزيمة وثباتا واصرارا من اجل إبقاء الثورة مستمرة والتصدي لمحاولات الإبادة ، برغم صعوبة الموقف وعدم توفر ابسط الامكانيات العسكرية والمادية الاخرى.

ان ثورة گولان هي بحق ثورة البطولات والامجاد ، وكانت ذاخرة بالمكاسب والانجازات الكبيرة واهمها الانتفاضة الشعبية ضد النظام في كل كوردستان في اذار عام 1991 ومن ثم كسب تعاطف شعوب العالم والدعم الدولي وتشكيل حكومة وبرلمان كوردستان وما تلاها من مكاسب هامة للامن والاستقرار والاعمار الحضاري والعيش المدني بحرية وسلام في ظل كيان اقليم كوردستان.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi