مايو 11, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

أحمد عبدالقادر محمود: هذا ما جناه PKK على الكورد وما جنى الكورد على أحد

هذا ما جناه PKK على الكورد وما جنى الكورد على أحد

أحمد عبدالقادر محمود

لم تلقى كل التحذيرات التي أطلقها المعنيين بالشأن الكوردي آذان الكورد المنخرطين والموالين لمنظومة PKK منذُ أندلاع الحراك الجماهيري ضد النظام السوري ، لا بل عمدوا إلى تخوين كل من قال لهم أنكم تذهبون بنا إلى كارثة ستأتي على ما تبقّى لنا من أملٍ في إمكانية تحقيق شيء ما ، بعدما لاحت لنا فرصة ربما لن تعوّض أبداً.

لم تفرح تركيا سابقاً كما فرحت في العقد الأخير الذي نحن فيه ، فقد أتتها كل الذرائع والحجج التي تجعلها في موقع المحق والمدافع عن أمنها ، وكل هذا بفضل حزب العمال ( PKK) ، الحزب الذي فعل كلُ ما في وسعه من أجل جعل غرب كوردستان مستعمرة تركية ، بدءً من قمعه لأي حراك كوردي ضد نظام البعث الأسدي ، ومروراً بالسيطرة الكاملة التي وهبه إياها النظام السوري على أرض ومقدرات وشعب غرب كوردستان ، وأنتهاءً بكل الممارسات الاستفزازية الممنهجة التي كانت تتمناها تركيا وتنتظرها بفارغ الصبر .

حقيقة تركيا كانت أخر المتداخلين فعلياً في الوضع السوري ، ولكنها كانت أكثر المستفيدين على كل الصعد بذريعة الأمن القومي ، فقد حققت مكاسب لم تكن تحلم بها بأقل فترة زمنية ، والفضل يعود لـ PKK ومستنسخاته طبعا .

في حزيران 2013 م طالب أردوغان في واشنطن من أمريكا العمل على إيجاد منطقة آمنة بهدف حماية المدنيين ، والمنطقة الآمنة حسب مخطط تركيا تمتد على الشريط الحدودي جنوب تركيا وشمالي سورية مسافة 460 كم بعمق 30 كم ، ولكن أمريكا حينها لم تبالي بطلب أردوغان ، ولكن تطور الأحداث بسقوط كل المدن والبلدات المتاخمة للجنوب التركي بيد الفصائل المسلحة التابعة للجيش السوري الحر وقوات YPG و استفحال أمر داعش ووصولها لكوباني ومن ثم تشكيل تحالف دولي بقيادة أمريكا لهزيمتها ، جعلت من أردوغان أن يتخذ خطواتٍ منفردة مستغلاً كعادته الظرف العام المؤاتي لتنفيذ تطلعاته على مبدأ الحكمة القائلة : إذا هبّت رياحك فاغتنمها ، فسرعان ما بدء بتنفيذ عملية درع الفرات في شهر أب 2016 م وتبعها بغصن الزيتون في كانون الأول 2018 م ، وثم عملية نبع السلام في تشرين الأول 2019 م ، وبذلك حصد المنطقة المتاخمة له كاملة ووضع فيها الفصائل المسلحة السورية الموالية له وكنتيجة استطاع فصل شرق الفرات عن غربها وحصار غرب كُردستان .

أين الكورد السوريين من كل ذلك !؟ حقيقة سؤال يجلب العار ! فبالنظر للواقع الكوردي نجد أن العرس في غرب كوردستان والطبل في النزاعات والشقاقات والمكائد والتخوين ، لم يقبل حزب PYD فرع العمال شراكة الطرف الأخر الكوردي الممثل بالمجلس الوطني الكوردي وأحزابه في أي مفصل من مفاصل غرب كوردستان لا بل عمد إلى إقصائه بكل السبل على أرض الواقع بتشريد قيادته وإغلاق مكاتبهم وحرقها واعتقال البعض منهم ، وبذلك أضعف جبهة المواجهة الكوردية التي ربما كان من شأنها إحداث تغير لصالح المطالب الكوردية ، وبدورها أطاحت بأمال وحدة الكورد شعباً على أرضه بمواجهة الخطر المحدق وجعلتهم بين مؤيد إرتزاقي وخائن أجرد وصامت يضرب كفٍ بكف من جهة ومهاجرين في بلاد الإغتراب من جهة أخرى نتيجة التضييق الممنهج عليهم في معيشتهم جراء الاعتقالات والترهيب و التجنيد الإجباري وفرض الضرائب وإحداث قوانين أقل ما يقال عنها أنها صادرة من أناس كانوا بائعي خضار وكشاشي حمام ، وأخطرها إجراماً عمليات خطف القصّر من مقاعد التعليم وملاهي الأطفال التي كان رأس حربتها مجموعات الشباب الثوري الأزعر (جوانين شور شكر ) بحق الأطفال دون سن الثامنة عشر ، ، وبالتالي إفراغ غرب كوردستان من أهم عناصر وجودها ، هذا عدا الأطباء والمهندسين والأساتذة الذين شردوا دون النظر إلى الوراء . باتت غرب كوردستان ملعب بلا جمهور يمارس فيه PKK كل أنواع فنون التبعية وحسب ما يفرض عليه من أوامر ، سواء من السيد مخابرات الأسد أو من نظام الملالي أو روسيا أو الداعم اللوجستي أمريكا ، أخرج من عفرين يخرج أذهب إلى الرقة وديرالزور يذهب ، سلّم تل أبيض ، سلّم رأس العين ، أرسل النفط للجهة الفلانية يرسل ، أمنع زراعة المحاصيل يمنع وإن تمرد أحد وذرع يحرق المحصول ….. والخ .

تبعية مبررة لأنصاره تحت شعارات تكتيك مرحلي مرة ، أستراتيجية إيكولوجيا مرة ، إخوة الشعوب ، الأمة الديمقراطية ، دولة قومية في مكب الزبالة ، تجربة تدّرس في أعتى الدول الديمقراطية ، فلسفة غزت أكاديميات العالم .

كل هذا العمل الممنهج أتى أُكله ، خيبة أملٍ في الشارع الكوردي المعترض ، تفشي الارتزاق اللامبالي عند الموالين والمؤيدين ، إنتهاء الثقة بالقيادات الكوردية السورية عامة ، لا بل باتوا محل سخرية العامة ، فقد أظهرت الأحداث أنهم لم يكونوا سوى كركوزات وجواكر ، المساهمة الجبارة في إضعاف الشعور القومي لدى الكورد .

أردوغان يهدد مرة أخرى باستكمال ما بدأه في إنهاء خطر حزب العمال كما يروّج بإحتلال مناطق أخرى من غرب كوردستان وطرد أصابعها من هناك ، مستغلاً وهو صياد الفرص ، حدثاً أخر طفى على سطح الصراع العالمي وهي الحرب الروسية الأوكرانية والتي كان من تداعياتها طلب دولتين كالسويد وفلندا الأنضمام لحلف الناتو ، وبما أن باتت الكرة بملعبة فسيقذفها حيث ما تحقق له أهداف باعتباره يمتلك حق فيتو الانضمام من عدمه ، ويعلم جيداً أنه سيحصل على مبتغاه سواء بتنفيذ العملية أو بفرض شروطه على السويد وفنلندا بالتضيق على حزب العمال PKK هناك ورفع الحظر من قِبل السويدعن صادرات الأسلحة لأنقرة عقب عملية نبع السلام ، وأعتقد وهذا رأي أنه سيحظى بفرض شروطه على السويد وهو الهدف المفضل لديه بإعتبار أنه مسيطر على المنطقة الأمنة التي فرضها واقعياً ، ولكن ماذا لو جرت الأمور بالاتجاه الأخر ، بمعنى ما التدابير التي ستتخذها قوات قسد ومسد لصد العملية التركية !؟ أظن لا شيء وخاصة أنني قرأت خبر نشرته (باسنيوز) على لسان مصدر كوردي مطلع ، مفاده أن صبري أوك عضو المكتب السياسي في حزب PKK في زيارة لدمشق للالتقاء بعلي مملوك ، لبحث الأوضاع الخاضعة لسيطرة الحزب والنظام في غرب كوردستان ، وهي نفس الواقعة التي جرت عندما هدد أردوغان بإحتلال عفرين ، حينها طالبت قيادات قسد النظام السوري بالدفاع عن جزء من أراضيها ، وذلك تمهيدا لإخلاء المسؤولية ، وكلنا يعرف ماذا جرى بعد ذلك وقد تم توثيقه في كتابٍ بحثي ( مدينة الزيتون بين إعصارين ) للصديق والكاتب الحقوقي حسين جلبي ، زيارة صبري أوك لدمشق هي للإطلاع على السيناريوهات المحتملة وعلى رأسها إذا ما نفذ أردوغان تهديداته هو تسليم تلك المناطق للنظام السوري .

في الختام لا بد أن نعي أن PKK من جهة وضعف الطرف الأخر الكردي الممثل بالمجلس الوطني الكوردي من جهة أخرى هما السبب الرئيس فيما ألت إليه الأوضاع غرب كوردستان ، الPKK عن دراية وتصميم والمجلس عن جهلٍ وضعف .

ربما نجد العذر للمجلس الوطني الكوردي ، بينما ما عذر PKK الذي جنى على المشروع الكوردي في شمال كوردستان وغرب كوردستان ويعمل ليل نهار لإجهاض وإنهاء تجربة جنوب كوردستان وكما صرّح قيادي PKK أننا لن نخرج من غرب كوردستان ولا من الإقليم وإن اضطررنا لذلك سنخلق ذرائع لتركيا كي تهاجم إقليم كوردستان . هل هناك شك بعد الأن أن الكورد أنفسهم هم رأس الحربة في جناية وإجهاض المشروع القومي الكوردي !؟ وإعطاء الفرص الذهبية للمتربصين بالكورد .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi