يونيو 21, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

شكري رشيد خيرافايي: الايزيدية ديانة قائمة بذاتها

الايزيدية ديانة قائمة بذاتها

شكري رشيد خيرافايي

الايزيدية ديانة قديمة في العراق بقدم تاريخها الذي علم الانسانية القراءة والكتابة منذ ايام السومريين والبابلين والمثرايين و قديمة في كوردستان ايضا بقدم جبالها وكهوفها وهي ديانة تتعلق طقوسها ومراسيمها واعيادها بالطبيعة ومن خلال هذه الطبيعة الجبارة وعبر مراحل عديدة حتى وصلت الى مرحلة التوحيد و الوحدانية الكاملة بالواحد الاحد وسمي ب ( خودى) اي خالق ومن ثم خلق الكون والبشرية فبما بعد . وفي النصوص الدينية توكد بان (خودى ) له اكثر من الف اسم يلق بعظمته ولكن اسم (خودى ) اكثر استعمالا على لسان الايزيدين والكورد عامة لكونه اكثرة قوة على عظمته .

بناءا على هذا فان الديانة الايزيدية كانت موجودة في العراق قبل مجي الديانات السماوية اليها . نعم اليوم اغلب الشعب العراقي من المسلمين ولكن السوال الذي يطرح نفسه ؟ هل اهل العراق ذهبوا الى فلسطين لاعلان مسيحيتهم ام المسيحية جاءت اليهم . ونفس السوال بالنسبة للاسلام كيف اسلم الشعب العراقي بعربه وكورده هل ذهبوا في الزمن الرسول الى مكه لاعلان اسلامهم على يده .فبعد ظهور الديانات السماوية في مناطقهم كونهم ديانات تبشيرية و توسعية ارادوا الانتشار في البلدان المجاورة لهم القريبة ومن ثم البعيدة فيما بعد.وكانت انتشارهم عن طريق ارسال المئات من المبشرين او المقاتلين وحسب المصادر الكنيسية بان الانتشار المسيحي في المنطقة اتخذت طابعا سلميا في اغلب الحالات. اما المصادر الاسلامية كالبلاذري في فتوح البلدان وابن الاثير في اسد الغابة في معرفة الصحابة والطبري الكامل في التاريخ يوكدون بان الفاتحين العرب كانوا يغيرون الاهالى امام ثلاثة شروط ( قبول الاسلام او دفع الجزية او القتال ) والمعارك التي خاضها اهل العراق في الجنوب والكوردستان مع الفاتحين في ايام الامبراطورية الساسانية كمعركة القادسية وذي قار ونهاوند وشهرزور ومناطق جبال داسن كلها تشير بان اهل العراق اختار القتال على دخول في الدين الفاتحين . وبعد ان استمرت المعارك بين الطرفين اضطرت الجيوش العربية الى التصالح مع الاهالي على ان يدفعوا الجزية مقابل البقاء على دياناتهم القديمة .وهكذا بقيت قسم من الديانات العراقية القديمة كالايزيدية والصايئة وغيرها من الديانات الى يومنا هذا.ولكن لو نراجع المصادر الكنيسية والمسيحية نجد اغلبهم ينسبون الايزيدية الى الفرق المسيحية في الشرق كاليعاقبة او النساطرة والاهم من هذا يدعون بان معبد لالش اقدس معابد الايزيدين في العالم كان ديرا لرهبان وان الشيخ ادي اخذ بالقوة منهم ولكن كل الرموز والنقوش الاثارية على جدارن المعبد تشير الى الفترات المثرائية اى قبل مجى المسيحية . اما في المصادر الاسلامية القديمة والحديثة والمعاصر وبدوافع دينية والمذهبية وخاصة المصادر السنية ينسبون الايزيدية الى ثاني خلفاء الامويين يزيد بن معاوية والذي حكم ثلاث سنوات فقط من (60_63) هجرية ولايشر تلك المصادر الى تاسيس هذا خليفة دينا جديدة خلال فترة حكمه في بلاد الشام. وكذلك ينسبون ايضا الى يزيد بن انيسة الخارجي وغيرهم ممن الذين حملوا اسم اليزيد . وقسم من المورخين والباحثين في العصور الحديثة ينسبون الايزيدية الى الشيخ ادى الهكاري والذي يسمونه شيخ عدي بن المسافر الاموي الذي ويدعون بانه جاء الى مناطق الايزيدين من اجل ارجاعهم الى حضيرة الاسلام وبطرق الدبلوماسية بعدما عجزوا من ارجاعهم بالقوة العسكرية واذا كانت ما يدعونه صحيحا فلماذا فشل الشيخ في ارجاع الايزيدين الاسلام ؟ كما لابوجد اي من النصوص القرانية بين النصوص الايزيدية تعود الى فترة الشيخ عدى. اما الايزيدين فيعتبرون الشيخ ادي بن المسافر الهكاري مجدد الديانة واضعا الحد والسد من اجل الحفاظ على ديمومة و استمرار الائيزيدياتي مع الظروف تلك المرحلة .و بخصوص بعض الايات القرانية على جدران معبد لالش فانها تعود الى اواخر حكم الامبراطورية العثمانية وتحديدا فترة حكم السلطان عبد حميد الثاني (1876_ 1909) حيث احتل العثمانين اغلب المناطق الايزيدين بعد الحملة الداعشية التي قادها الفريق عمر وهبي باشا بين السنوات( 1892_1893 ) فقد احتلوا اغلب المدن والقرى والقصبات الايزيدين وحلوا فيها الخراب والدمار والقتل والسبي وفضلا عن اجبار الالاف على اعتناق الاسلام عنوة وكما احتل لالش المقدس ونهب كل الاثار والمقدساته كما جعلوا منه مدرسة دينية لتخرج الفقهاء والملالي منها لحين اعادتها الى الايزيدين قبيل الحرب العالمية الاولى. واخيرا من الطبيعي ان يتأثر الايزيدياتي وعبر تاريخها الطويل بالثقافة وتعاليم المسيحية اوالاسلامية والذان حكموا بالسم الدين منذ الالاف السنبين في مناطق تواجد الايزيدين فلولا قوة ايمان الايزيدين بديانتهم وشجاعتهم وشدة تمسكهم بالارضهم وعادات وتقاليدهم واللغتهم الكوردرية لما بقوا الى يومنا هذا حيث مرت الايزيدياتى بفترات تاريخية مظلمة تعرضت من خلالها الى التشوية و تحريف حقيقتها الدينية والتاربخبة والاجتماعية والتعتيم الاعلامي المقصودة واهمال مناطقهم عمرانيا وكانوا يعتبرون مواطنون من الدرجة الرابعة اوالخامسة و فما فوق اضافة الى محاربتهم النفسية كل هذه الممارسات كلها كانت ترتكب بحق الايزيدين برضا السلاطين والخلفاء والحكام و الذين ماتوا افنوا اما الائيزيدياتي فقد بقيت كالطود الشامخ الى يومنا هذا.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi