قصف قلعةدزة في سنويته الـ 50.. صفحة سوداء من سياسة الأرض المحروقة للنظام العراقي السابق في كوردستان
يصادف اليوم الاربعاء 24 ابريل/ نيسان الذكرى السنویه الـ 50 لجريمة قصف مدينة قلعة دزة (160 كم شمال شرق السليمانية) من قبل النظام العراقي السابق عام 1974.
وكانت 4 طائرات حربية تابعة للنظام ، اقعلت من قاعدة كركوك الجوية ، وفي اطار سياسة التدمير والأرض المحروقة في كوردستان التي انتهجها النظام ، قصفت مدينة قلعة دزة في 24 ابريل / نيسان ، ما اسفر عن استشهاد واصابة أكثر من الف من المدنيين ، بضمنهم طلاب جامعة ، ودمرت عشرات المنازل والمحال التجارية.
فبعد انقلاب البعث في 17 يوليو/ تموز 1968 ، رأى في الثورة الكوردية حجر عثرة امامه ، وليجمع اوراقه وقوته دخل في مفاوضات مع الثورة انتهت بالتوقيع على بيان مارس/آذار 1970 . لكن وعندما رسخ قدميه في الحكم بدأ يتنكر لوعوده واراد ان يسحب البساط من تحت اقدام مفاوضيه ، فاندلعت الثورة ثانية وتوجه مئات الالوف من المواطنين الكورد الى المناطق المحررة (الواقعة تحت سيطرة قوات البيشمركة) ليشاركوا في الثورة كل من موقع عمله ، وكانت قلعة دزة الجميلة احدى هذه المدن التي احتضنت جامعة السليمانية اساتذة وطلبة ومستخدمين ، فاصبحت المدينة مكتضة بالملتحقين بالثورة وسكانها الطيبين .
في الساعة العاشرة من صباح الـ 24 من ابريل/ نيسان 1974 ظهرت في سماء المدينة اربع طائرات من نوع ( سوخوي ) مع طائرتان من نوع ( توبوليف) روسيتا الصنع وامطرت المدينة بمختلف انواع الذخيرة الحربية من صواريخ وقنابل فوسفورية ورشقات من مدافعها الرشاشة واختتمها ببضعة قنابل نابالم حارقة (محظور استخدامها دولياً) ، لتترك المدينة بعد نحو ساعة من القصف المكثف وقد ارتكبت مجزرة مروعة ، فغدت شوارع المدينة وازقتها ، ودوائرها الرسمية والمباني المخصصة للجامعة واحيائها السكنية بركة من دماء اكثر من 350 ضحية بريئة و 750 جريحا باصابات مختلفة الى جانب الاضرار المادية الجسيمة التي لحقت بالمباني والطرقات والاسواق .
وفي كل عام ومع اطلالة يوم 24 أبريل/نيسان يستذكر اهالي قلعة دزة هذه المناسبة الاليمة ويتوجهون الى مقبرة المدينة ويتوزعون افرادا وجماعات ويضعون اكاليل الورود على اضرحة الضحايا .
وفي عام 1989 وفي اعقاب عمليات الانفال السيئة الصيت عادت حكومة البعث ودمرت المدينة تدميرا كاملا ونسفتها عن بكرة ابيها اسوة بعشرات المدن الاخرى وآلاف القرى في اقليم كوردستان بهدف القضاء نهائياً على الثورة الكوردية، وهجّرت اهل قلعة دزة الى مجعات قسرية في مناطق مختلفة باربيل .
وبعد انتفاضة مارس/آذار 1991 الشعبية ،عاد سكان المدينة وعمروها من جديد وعادت كما كانت واحدة من اجمل مدن كوردستان .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية