السوداني: التوقيع على اتفاق مع تركيا بشأن المياه يستمر 10 سنوات
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع التوقيع على “اتفاق إطاري” بشأن المياه يتضمن التعاون في تنفيذ مشاريع مشتركة.
وأوضح في تصريح صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في القصر الحكومي ببغداد اليوم الاثنين (22 نيسان 2024)، إن “الاتفاق سوف يستمر 10 سنوات من دخوله حيز التنفيذ وكفيل بتحقيق إدارة مشتركة وعادلة للموارد المائية وسوف يلمس أثره بشكل واضح أبناء شعبنا وكذلك سيعود بالمنفعة على الجارة تركيا”.
وبيّن أن المشاريع المشتركة تتعلق بـ “تحسين إدارة المياه وتنفيذ مشاريع تطويرية وتبادل الخبرات في مجال تحديث أنظمة الري وتقنيات الري الحديثة”.
رئيس الوزراء العراقي شدد على أنه “ليس من مصلحة أحد أن تتفاقم الأوضاع فيما يتعلق بالمياه وحصة العراق” منها، مضيفاً: “نحن نرتبط بشريان واحد للحياة من المنبع إلى المصب”.
التوقيع على اتفاق الإطار الاستراتيجي مع تركيا
السوداني أعلن أن الزيارة شهدت أيضاً “التوقيع على اتفاق الإطار الاستراتيجي الذي يعد خارجة طريق لبناء تعاون استراتيجي مستدام في كافة المجالات”.
الاتفاق ستنبثق عنه “لجان دائمة للأمن والطاقة والاقتصاد” أضاف السوداني الذي أشار إلى أن الجانبين قاما برعاية التوقيع على “أكثر من 24 مذكرة تفاهم في مجالات وقطاعات مختلفة”.
قيما يتعلق بالأمن شدد السوداني على “عدم السماح لأي قوة أن تستخدم الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار مثلما نقدس أرضنا ولا نسمح بأي اعتداء على الأراضي العراقية”.
“نرحب إعلان PKK منظمة محظورة في العراق”
بالمقابل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لديها “إرادة سياسية قوية” لدفع علاقاتها مع العراق إلى الأمام “على أساس الاحترام المتبادل”.
ونوّه إلى أن الزيارة والاتفاقيات التي وقعت بين البلدين “ستشكل نقطة تحول جديدة في العلاقات التركية العراقية”.
وبيّن أن التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب كان أحد أهم بنود المباحثات، مرحباً بـ “إعلان PKK منظمة محظورة في العراق”.
ورأى أن وجود PKK في العراق “سوف ينتهي في أقرب وقت ممكن” بإعلانها الرسمي “منظمة إرهابية”.
بشأن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ، عبّر الرئيس التركي عن رغبة بلاده في “زيادة حجم التبادل التجاري الذي بلغ 20 مليار دولار إلى مستويات أعلى”.
بخصوص المياه، قال أردوغان: “ندرك المشاكل التي يعاني منها العراق في مجال المياه”، مستطرداً أن “الاستخدام الفعّال للمياه عن طريق منع الهدر لا يقل أهمية عن كمية المياه”.
التوقيع على مذكرة تفاهم رباعية
وقد رعى السوداني وأردوغان مراسم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والامارات، “تهدف الى التعاون المشترك بشأن (مشروع طريق التنمية) الاستراتيجي” بحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء.
ووقع المذكرة عن الجانب العراقي وزير النقل رزاق محيبس، وعن الجانب التركي وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، فيما وقع عن الجانب القطري وزير المواصلات جاسم بن سيف السليطي، ووقع عن الجانب الإماراتي وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل محمد المزروعي.
رئيس الوزراء العراقي والرئيس التركي كانا قد ترأسا جلسة مباحثات وفدي البلدين فالتي عقدت في القصر الحكومي ببغداد.
المباحثات شهدت، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، التباحث في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة التجارة وتشجيع الاستثمار، على المستوى الرسمي عبر اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، والسعي لتفعيل مجلس الأعمال العراقي التركي، وجعله منصة يتبادل الطرفان من خلالها خبراتهما العملية، والمشاركة في تعزيز التعاون وتنمية المشاريع في البلدين.
كما جرى، خلال المباحثات، التأكيد على “تعزيز الأمن المشترك بين البلدين، وعدم السماح بأن تكون أراضي البلدين منطلقاً للاعتداء بينهما”.
الجانبان أكدا أيضاً على “وجود حاجة حقيقية لتأسيس مؤسسات صناعية عراقية – تركية مشتركة داخل العراق، برأس مال مشترك، والعمل على تسهيل إجراءات منح سمات الدخول للمواطنين العراقيين لغرض السياحة والتجارة والاستثمار والعلاج والدراسة”.
واتفق الجانبان في الجانب الثقافي على “اتخاذ خطوات لتنفيذ مشاريع مشتركة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية والإنسانية وتطوير تعاون شامل في مجال التعليم العالي وتبادل الدورات والاعتراف المتبادل بالجامعات، وإنشاء المدارس، والتبادل الثقافي في جميع المجالات”.
وجرى، خلال المباحثات، “الاتفاق على التعاون في مجال المياه، وصياغة مشاركة ورؤية جامعة لمصالح الجانبين في مشاريع البنى التحتية للري وإدارة المياه، فضلاً عن عرض ملفات التنسيق المشترك، التي تخصّ الزراعة والكهرباء والجوانب الصحية والرياضية والشبابية”.
واستبق جلسة المباحثات الموسعة، لقاء ثنائي بين السوداني والسيد أردوغان، تناول “مجمل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف القطاعات والملفات ذات الاهتمام المشترك”.
كما تناول تطورات الأحداث في المنطقة، والتأكيد على “أهمية تنسيق المواقف في سبيل وقف العدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزّة، وسبل منع انتشار الصراع والتوترات في المنطقة”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية