يوليو 26, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

سوريا.. كيف تتوزع خارطة السيطرة العسكرية على أراضيها؟

سوريا.. كيف تتوزع خارطة السيطرة العسكرية على أراضيها؟

استعادت القوات السورية السيطرة على معظم أنحاء البلاد بعد أن كانت خسرت مناطق واسعة، إثر تحوّل الحركة الاحتجاجية في عام 2011 الى نزاع مدمّر نهش البلاد ارضاً وشعباُ. لكن قوى مختلفة لا تزال متواجدة في مناطق عدة.

فكيف تتوزّع القوى العسكرية التي يحظى معظمها بدعم دولي أو إقليمي، في سوريا؟

القوات الحكومية

خلال السنوات الأولى من النزاع، خسرت القوات الحكومية غالبية مساحة البلاد لصالح فصائل معارضة وقوات كوردية ثم تنظيم تنظيم داعش.

لكن التدخل الروسي في أيلول 2015 ساهم تدريجياً في قلب ميزان القوى على الأرض لصالح النظام السوري.

وبإسناد روسي ودعم عسكري إيراني، تمكنت القوات الحكومية من إعادة السيطرة اليوم على نحو 70% من البلاد تشمل مدناً رئيسية مثل دمشق، وحماة، وحلب، وحمص التي استهدفت الكلية العسكرية فيها الخميس بهجوم بطائرة مسيرة أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وتسيطر قوات النظام اليوم على محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة جنوباً، وحمص وحماة وسط البلاد، وطرطوس والجزء الأكبر من اللاذقية غرباً، فضلاً عن دمشق وريفها.

كما تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة حلب، وأجزاء من ريف الرقة الجنوبي شمالاً، ونصف محافظة دير الزور شرقاً.

وتدعم قوات النظام مجموعات محلّية مثل قوات الدفاع الوطني الموالية لها، فضلاً عن أخرى موالية لإيران تضم مقاتلين أفغانا وباكستانيين وعراقيين وحزب الله اللبناني.

وتسيطر قوات النظام بشكل رئيسي على حقول الورد والتيم والشولة والنيشان النفطية في دير الزور وحقل الثورة في الرقة وحقل جزل في حمص. كما تُمسك بحقل الشاعر، أكبر حقول الغاز، وحقول صدد وآراك في حمص.

وتوجد نقاط تمركز عدة لجنود روس في مناطق سيطرة النظام.

وعلى مرّ السنوات الماضية، شارك أكثر من 63 ألف جندي روسي في العمليات العسكرية في سوريا، حسب موسكو. وليس معروفاً عدد القوات الروسية الموجودة حالياً في سوريا. لكن أبرز قاعدتين عسكريتين روسيتين في سوريا، هما قاعدة جوية رئيسية في مطار حميميم قرب مدينة اللاذقية الساحلية، وأخرى في ميناء طرطوس الذي تستثمره أساساً شركة روسية.

القوات الكوردية

في العام 2012، أعلن الكورد إقامة “إدارة ذاتية” في مناطق نفوذهم في شمال وشرق البلاد بعد انسحاب قوات النظام من جزء كبير منها من دون مواجهات، وتوسعت هذه المناطق تدريجياً بعدما خاض المقاتلون الكورد بدعم أميركي معارك عنيفة لطرد تنظيم داعش.

وفي العام 2015، تأسست قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكوردية وضمنها فصائل عربية وسريانية مسيحية، باتت تعد اليوم بمثابة الجناح العسكري للإدارة الذاتية.

وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية التي شكّلت رأس حربة في القتال ضد داعش، اليوم على نحو 30% من مساحة سوريا، وتعدّ ثاني قوة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري.

تسيطر قسد اليوم على محافظة الحسكة (شمال شرق البلاد) حيث تتواجد قوات النظام ببضعة أحياء عبر مؤسسات في مدينتي القامشلي والحسكة. كما تسيطر على غالبية محافظة الرقة بما فيها المدينة التي شكلت لسنوات معقلاً لتنظيم داعش.

كما تسيطر على أجزاء من ريف محافظة حلب الشمالي الشرقي، وعلى نصف محافظة دير الزور.

تقع تحت سيطرة قسد أبرز حقول النفط السورية وبينها العمر، وهو الأكبر في البلاد، والتنك وجفرا في دير الزور، فضلاً عن حقول أصغر في الحسكة والرقة. وكذلل حقلا كونيكو للغاز في دير الزور والسويدية في الحسكة.

وتنتشر قوات أميركية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في قواعد عدة في مناطق سيطرة الكورد. كما تتواجد في جنوب سوريا في قاعدة التنف التي أنشئت عام 2016، وتقع بالقرب من الحدود الأردنية العراقية، وتتمتع بأهمية استراتيجية كونها تقع على طريق بغداد – دمشق.

تركيا وفصائل مسلحة

منذ العام 2016، شنّت تركيا مع فصائل سورية موالية لها عمليات عسكرية عدة في شمال سوريا، مستهدفة خصوصاً المقاتلين الكورد لإبعادهم عن حدودها.

وتسيطر القوات التركية والفصائل الموالية لها على شريط حدودي يمتد من جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي إلى عفرين في ريفها الغربي، مروراً بمدن رئيسية مثل الباب وأعزاز.

كما يسيطرون على منطقة حدودية منفصلة بطول 120 كيلومتراً بين مدينتي رأس العين وتل أبيض الحدوديتين.

وتضم الفصائل الموالية لأنقرة والمنضوية في ما يعرف بـ “الجيش الوطني السوري”، مقاتلين سابقين في مجموعات معارضة، مثل جيش الإسلام الذي كان يعد الفصيل المعارض الأبرز قرب دمشق.

ومن بين الفصائل، مجموعات تنشط أساساً في الشمال مثل فصيل السلطان مراد، وأخرى برزت مع العمليات العسكرية التركية وبينها فصيلا الحمزة وسليمان شاه.

هيئة تحرير الشام

خسرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) مناطق عدة تدريجياً على وقع عمليات عسكرية لقوات الحكومة السورية بدعم روسي.

وباتت اليوم تسيطر على نحو نصف محافظة إدلب (شمال غرب سوريا) وأجزاء محدودة من محافظات حلب وحماة واللاذقية المحاذية.

وتتواجد في المنطقة أيضاً فصائل مقاتلة أقل نفوذاً فضلاً عن مجموعات أخرى تراجعت قوتها تدريجياً مثل “الحزب الإسلامي التركستاني” الذي يضم مقاتلين من الأويغور.

تنظيم داعش

بعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق، مُني تنظيم داعش بهزائم متتالية في البلدين وصولاً الى تجريده من كل مناطق سيطرته عام 2019. ومنذ ذلك الحين قتل أربعة زعماء للتنظيم، لكن عناصره المتوارين لا يزالون قادرين على شنّ هجمات، وإن كانت محدودة، ضد جهات عدّة.

وغالباً ما يتبنى هجمات ضد قوات النظام السوري في منطقة البادية السورية الشاسعة المساحة وغير المأهولة بمعظمها والتي انكفأ إليها مقاتلوه.

ولا يزال ينشط مقاتلوه أيضاً في محافظة دير الزور ويشنون عمليات ضد قوات الحكومة وقوات سوريا الديموقراطية.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi