نجم الجبوري: الحمدانية ليست بحاجة الى الحشد الشعبي وأطالب بخروجهم من القضاء
طالب محافظ نينوى بإخراج كتائب بابليون التابعة للحشد الشعبي من قضاء الحمدانية، مؤكداً ان الحمدانية ليست بحاجة الى كتائب بابليون بوجود الشرطة المحلية والجيش العراقي، واصفاً ما قام به صاحب قاعة العرس التي حدثت فيها الفاجعة بأنه مجرم مع سبق الاصرار لكونه يعرف بأنه مخالف لقواعد وشروط السلامة.
وقال محافظ نينوى نجم الجبوري في تصريحات صحفية تابعتها كوردستان24 “المجرم والمسؤول الاول في هذه الحادثة هو صاحب البناية، لانه من خلال الاطلاع على الاوراق رأينا أنه تحايل بطريقة ما على شروط السلامة التي من المفترض ان تتواجد في القاعة، وهذا ليس اهمالاً بل اجرام، وكان من المفترض ان تتوفر كافة شروط السلامة في القاعة”.
وأضاف الجبوري “شكلنا لجنة تحقيق ادارية في المحافظة برئاسة نائب المحافظ، وعضوية الدائرة القانونية ودوائر أخرى أيضاً للتحقيق الاداري في الموضوع، بالاضافة الى لجنة التحقيق المشكلة من مقبل رئاسة الوزراء وكذلك التحقيق القضائي، وعلى ذوي الضحايا او اي شخص لديه معلومة حول الحادث ان يتوجه الى القضاء للادلاء بما لديه”.
وأشار المحافظ الى “انني وانا كنت رافضاً بتواجد الحشد الشعبي في هذه المناطق، لانه أصبح هناك مشاكل بين أسوان من جهة ورجال الدين المسيحيين والاهالي من جهة أخرى عدة مرات”، مؤكداً ان “الحمدانية ليست بحاجة الى اللواء خمسين التابع للحشد الشعبي، أطالبه بالخروج من الحمدانية ويدع الشرطة والجيش يقومون باعمالهم، ويدع الحمدانية واهلها يعيشون بأمان مثلما كانوا سابقاً”.
وتابع قائلاً “الله لو يكفينا من شر أسوان “ريان الكلداني” وجماعة أسوان فنحن بخير، الحمدانية كانت بخير وأفضل حال، لكنه أتى بلواء تابع للحشد الشعبي الى الحمدانية”.
وأوضح الجبوري ان “ريان الكلداني وكتائب بابليون التابعين للحشد الشعبي يبتزون الاهالي في تلكيف والحمدانية ويتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، وكانوا يعملون جاهدين في طرد القائممقام من منصبه ليستحوذوا على المنصب، وكذلك حاولوا زرع أشخاص تابعين لهم في دوائر الدولة، ونحن بدورنا لا نقبل هذه التصرفات وسنتصدى لها”.
وطالب نجم الجبوري قيادة الحشد الشعبي “بإخراج الحشد الشعبي من الحمدانية وتلكيف وان يتركوا المنطقة للجيش والشرطة”، مؤكداً أنه “سبق وقال لفالح الفياض بان تصرفات اللواء خمسين من الحشد الشعبي تستفز الاهالي وتخلق المشاكل في الحمدانية وتلكيف والمنطقة، ولكن دون جدوى”.
وأشار الجبوري الى ان “ما قام به صاحب القاعة ليس اهمال وانما جريمة مع سبق الاصرار والترصد لانه يعرف بانه مخالف لقواعد السلامة”.
ولقي أكثر من 100 شخص مصرعهم وأصيب العشرات في حريق عرس الحمدانية بقاعة الهيثم يوم 26 أيلول 2023.
حكومة كوردستان
وكانت فرق مديرية الصحة بأربيل ودهوك، وبتوجيهٍ من رئيس حكومة كوردستان مسرور بارزاني، أرسلت 36 سيارة إسعاف وأكثر من 4 أطنان من الإمدادات الطبية الطارئة إلى قضاء الحمدانية لعلاج الإصابات الخفيفة، قبل أن تُنقَل الإصابات الخطيرة إلى مستشفيات أربيل ودهوك.
وتفقد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، السبت 30 أيلول (سبتمبر) 2023، جرحى حادثة الحمدانية في مستشفى إيميرجنسي بأربيل، واطلع على أحوالهم.
وتمنى مسرور بارزاني الشفاء العاجل للجرحى، مجدداً تأكيده على استعداد حكومة الإقليم لتقديم كافة المساعدات الطبية وتأمين العلاج اللازم لمصابي الحمدانية.
وقال رئيس حكومة كوردستان خلال لقائه بالجرحى “سنفعل ما بوسعنا لعلاجكم”.
وقال مراسل كوردستان24، إن رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني زار جميع الجرحى واطّلع على أوضاعهم الصحية، وأكد على ضرورة تقديم كافة الخدمات الطبية اللازمة لهم.
نتائج اللجنة التحقيقية
أعلنت لجنة التحقيق في وزارة الداخلية العراقية اليوم الأحد، عن نتائج الاستقصاء والبحث عن أسباب حريق قاعة الهيثم بقضاء الحمدانية بمحافظة نينوى.
وقال المستشار الفني لوزير الداخلية الفريق كاظم سلمان بوهان، إن التحقيق خلص إلى مجموعات استنتاجات، أولها أن الحريق كان “عرضياً وغير متعمّد ، وحدث بسبب الإهمال واستخدام مواد بناء ممنوعة وسريعة الاشتعال”.
كما أكّد أن سبب الحريق “ناتج عن ديكور سقف القاعة المصنوع من مادة القش الصناعي شديد الحساسية تجاه الحرائق، مع استخدام 4 أجهزة لتشغيل الألعاب النارية”.
ولفت إلى “وجود كميات كبيرة من الخمور في القاعة إضافة إلى مخزن يحتوي على كميات كبيرة من المشروبات الكحولية، تركت أثراً كبيراً في اشتداد النيران وتفاقمها”.
كما أشار إلى أن “أرضية القاعة ممدودة بمادة قابلة للاشتعال والأقمشة الموجودة على الطاولات والستائر، كانت سبباً آخر في سرعة انتشار الحريق”.
كذلك اعتبر بوهان أن “إطفاء صاحب القاعة التيار الكهربائي عن الصالة، لظنه بوجود ماس كهربائي، أدى إلى تشكّل ظلام دامس ما أثار الذعر لدى المدعوين، مع عدم وجود مخارج للطوارئ”.
ونوّه أن “الانهيار السريع للقاعة وهي ميزة الأسقف المصنوعة من مادة السندويج، تسبب بعرقلة عمليات إنقاذ المحتفلين وإجلائهم”.
وقال إن “عدم تأمين صاحب القاعة مستلزمات السلامة ومتطلبات الدفاع المدني وعدم تقيده بالطاقة الاستيعابية، أدى إلى زيادة عدد الضحايا”.
رفض الكنيسة لنتائج التحقيق
بدوره أكد رئيس أساقفة أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك مار بندكتوس يونان حنو، إن المسيحيين “غيرُ راضين” عن نتائج التحقيق في حادثة حريق الحمدانية، مبيناً “أننا أمهلنا الحكومة الاتحادية 24 ساعة لإعادة النظر في القرار”.
وقال مار بندكتوس يونان حنو في تصريح لـ كوردستان، إن “هناك استنفاراً بين المواطنين في الحمدانية بشأن نتائج التحقيق”، مشيراً إلى أن “هذه النتائج هي نُسخةٌ من النتائج السابقة التي نسمعها في كل حادثة تحدث في العراق”.
وأشار إلى أن المواطنين في الحمدانية، “يرفضون هذه النتيجة جُملةً وتفصيلاً، ونحنُ بدورنا كقيادة دينية راعية لهذا الشعب نقف أيضاً مع شعبنا في هذه المحنة، ونطالب بتعويض دماء شُهدائِنا”.
ودعا يونان حنو الحكومة الاتحادية إلى “إحقاق العدل ومحاربة الفاسدين أينما كانوا ومهما كانت قوتهم وأعدادهم وانتماءاتُهُم”، مشدداً على “أننا نود إحقاق الكرامة وتعويض حقوق شُهدائِنا”.
وشدد على أن “النتائج كانت ترقيعية، ولم تتم مُعالجة الخلل الرئيسي”، مضيفاً: “صحيحٌ أن هناك فساداً في دوائر” الحمدانية، “إلا أن هُناك دوائر أُخرى فاسدة تُسيطر عليها”، “وهذه الدوائر كذلك قد تكون تحت هيمنة قِوى أُخرى خارجية تُسيطر عليها، وهذا ليس خافياً على أحدٍ في العراق”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية