البنتاغون: ملتزمون بالعمل مع قوة بيشمركة موحدة
في حوار بين مسؤول رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وعدد من الصحفيين بينهم مسؤول مكتب شبكة رووداو الإعلامية في العاصمة الأميركية واشنطن، ديار كوردة، جرى الحديث حول رؤى البنتاغون وخططها المستقبلية في إقليم كوردستان والعراق، وذكر المسؤول في البنتاغون خلال الحوار قوات البيشمركة قائلاً: “نريد تسريع عملية توحيد قوات البيشمركة”.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن “قوات البيشمركة جزء مهم من القوات الأمنية العراقية أقر بها الدستور العراقي، ونريد زيادة التنسيق بين البيشمركة والقوات العراقية، كما نريد أن تتاح لقوات البيشمركة الموارد اللازمة وتؤمن ميزانيتها بصورة جيدة لتتمكن من أداء مهامها”.
ولدى إجابته على سؤال عن الوحدات 70 و80 لقوات البيشمركة، قال المسؤول في البنتاغون ان “ما نريد رؤيته هو وجود قوة من البيشمركة مستقلة تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة. نريد أن تتوفر لألويتها الموارد اللازمة وتزود بالميزانية والقوة لأداء مهامها، وقد أوضحنا هذا بجلاء للقيادات”.
وعن احتمال عدم توحيد قوات البيشمركة، وهل أن البنتاغون ستستمر في مساندة البيشمركة، قال: “كان البيشمركة شريكاً مهماً لنا في الحرب من أجل القضاء النهائي على داعش ونريد أن نستمر في العمل وتدريب البيشمركة لرفع مستواها المهني، وفي هذا السياق أوضحنا للقيادة السياسية (في إقليم كوردستان) التزام أميركا بالعمل مع الألوية المستقلة الموحدة”.
وبخصوص تحديد موعد لوضع الوحدات 70 و80 تحت إمرة وزارة شؤون البيشمركة، قال المسؤول في البنتاغون إنهم لم يحددوا أي موعد لكنهم كانوا واضحين في إرادتهم تسريع التقدم في توحيد قوات البيشمركة.
هل ستبقى أميركا في العراق؟
سئل المسؤول في البنتاغون عن خطط أميركا لما بعد القضاء النهائي على داعش وهل أن أميركا ستبقى في العراق؟ فأجاب بالقول: “إن أرادت الحكومة العراقية نوعاً من تواجدنا الدائم في العراق، فإننا مستعدون لمناقشة الأمر معهم”.
وأضاف المسؤول الأميركي: “لدينا 30 ألف جندي في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب العديد من القواعد الجوية في الدول الشريكة لنا. لهذا فإن القوات الأميركية مرحب بها في كل دول الخليج تقريباً”، وأشار إلى أن أهم عمل على العراق أن يفعله الآن هو دعوة أميركا باستمرار لمواصلة مهامها المتمثلة في القضاء على داعش، ثم يكون بالإمكان مناقشة أسلوب التواجد الأميركي في المستقبل.
وأوضح المسؤول في البنتاغون أن أميركا، في سياق سياستها الخارجية، بينت بجلاء أن لها مصالح دائمة في البقاء في الشرق الأوسط والعراق مهم لها في هذا السياق، ومضى إلى القول إن العراق يواصل دعوة أميركا لإنجاز مهام تقديم المشورة وتدريب قواته “وقد أدرك الجانبان أن هناك سبباً للوجود العسكري الأميركي في العراق”.
وبشأن مكانة أميركا في الشرق الأوسط، قال المسؤول في البنتاغون إن أميركا متمسكة بالتنسيق الأمني مع دول الخليج والشرق الأوسط “والدليل الواضح على هذا هو زيارة الرئيس بايدن في العام الماضي إلى جدة ومشاركته في مجلس التعاون الخليجي + 3، ولكن العراق واحداً من الدول الثلاث المضافة فإن أميركا ترى أن العراق دولة مهمة من نواحي الاقتصاد والتجارة والطاق والأمن”.
المسؤول الأميركي، تحدث عن الفصائل الشيعية المقربة من إيران وأغلبها متواجد ضمن إطار الحشد الشعبي قائلاً: “نشعر بالقلق من الفصائل المسلحة التي لا تخضع لسيطرة الحكومة العراقية، ونعتقد أن أي مسؤول في الدولة يزودها بالسلاح والمال إنما يتسبب في زعزعة الاستقرار وإضعاف سيادة العراق وأمن شعب العراق”، ومضى إلى القول إنه ليس وجود هذه القوات في العراق ضرورياً لأن “القوات العراق لديها قوات كفوءة وقادرة على الضغط على داعش”.
وأوضح المسؤول في البنتاغون أن بقاء القوات الأميركية في العراق رعن بتطمينات العراق وبالأخص رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن هذه القوات محمية ولن توجه إليها ضربات من جانب الفصائل المسلحة المقربة من إيران، وقد مضت فترة لا بأس بها لم تتعرض فيها القوات الأميركية في العراق إلى أي استهداف ويأملون في أن يدوم هذا الوضع.
دور التحالف الدولي في القضاء على داعش
المسؤول الأميركي كشف عن اجتماعات وحوار ثنائي متواصل مع كبار المسؤولين العراقيين مشيراً إلى التزام أميركا بمساعدة الجيش وقوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة “ولكن التحالف الدولي يشارك مشاركة مباشرة في الحرب، الحرب البرية والجهود الرامية لخفض عدد أسرى داعش وأفراد عوائلهم في مخيمي الهول وروج”.
وذكر أن “التحالف الدولي يشارك عن قرب في التقريب بين رؤى المجتمع الدولي بخصوص الاحتياجات الإنسانية للمجتمعات العراقية والسورية التي تعرضت مباشرة لانتهاكات كبرى على يد داعش، كما يشارك في تأمين الاستقرار للمجتمعات التي تعمل على الاندماج مع أفراد عوائلها من جديد”.
التوترات بين واشنطن وبكين وطهران إلى أين؟
استولت إيران مؤخراً على عدد من ناقلات النفط في منطقة الخليج ومضيق هرمز، وعند سؤال المسؤول في البنتاغون عن هذا، قال إن أميركا اتخذت عدداً من الخطوات وزادت عدد طائرات F-16 و F-35التي تراقب هذا الممر التجاري.
وتم تخصيص جانب آخر من الحوار للحديث عن مناورات فالكون شيلد العسكرية بين الصين والإمارات في منطقة شينجيان الصينية، في حين أن الإمارات شريك مهم لأميركا في الشرق الأوسط والخليج ويوجد 5000 جندي لها هناك.
في هذا الصدد، أشار المسؤول الأميركي إلى أنهم بالتأكيد قلقون من هذا التنسيق العسكري بين الصين والإمارات لأن الإمارات واحدة من شركائهم المهمين وأقاموا معها علاقات ستراتيجية وعسكرية متينة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية