يوليو 26, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

خبير أمريكي: العراق دولة فاشلة وأكثر ولاءً لطهران من واشنطن .. على أمريكا دعم الكونفدرالية في هذا البلد

خبير أمريكي: العراق دولة فاشلة وأكثر ولاءً لطهران من واشنطن .. على أمريكا دعم الكونفدرالية في هذا البلد
كخطوة نحو الاعتراف رسميًا باستقلال إقليم كوردستان

يعد الملف الكوردي أحد أكثر الملفات تعقيداً في منطقة الشرق الأوسط، فالكورد الذين استقروا في المنطقة منذ آلاف السنين، لم يتمكنوا من تحقيق حلمهم بإقامة دولة قومية لهم نتيجة عوامل متعددة ومتشابكة، كما تم تقسيم بلادهم (كوردستان) إلى 4 أجزاء في إيران والعراق وتركيا وسوريا.

كما يوجد أيضاً عددٌ كبير من الكورد غير المتصلين جغرافياً، في منطقة خراسان الواقعة في شمال شرق ايران، إلى جانب مجتمعات يتوزع فيها الكورد بين أرمينيا وجورجيا وكازاخستان ولبنان وسوريا.

ويقدر عدد الكور حول العالم بأكثر من 40 مليون كوردي، ليشكلوا بذلك أكبر قومية في العالم، بضمنها الشرق الأوسط، من دون دولة مستقلة.

فبعد الحرب العالمية الأولى وهزيمة الإمبراطورية العثمانية، عمل الحلفاء الغربيون المنتصرون على إقامة دولة كوردية مستقلة وفق في معاهدة سيفر عام 1920. لكن هذه الآمال تبددت بعد 3 سنوات، إذ لم تنص معاهدة لوزان التي وضعت حدود تركيا الحديثة على إقامة دولة كوردية، وتركت الكورد بوضع الأقلية في بلدانهم. وعلى مدى السنوات الثمانين التالية، تم قمع جميع التحركات التي قام بها الكور لإقامة دولتهم المستقلة.

(باسنيوز) حاورت ديفيد ل. فيليبس David L. Phillips، مدير برنامج بناء السلام والحقوق في معهد أبحاث حقوق الإنسان بجامعة كولومبيا، ومؤلف كتاب «الربيع الكوردي: خريطة جديدة للشرق الأوسط»، وخبير في شؤون الشرق الأوسط والبلقان والكورد في (الشرق الأوسط) والحل الممكن للقضية الكوردية.

(باسنيوز): نود أن نبدأ بالسؤال التالي: كيف ومتى تعرفت على الكورد أو تعرفت على القضية الكوردية التي تجاهلها المجتمع الدولي لعقود؟

فيليبس: زار الدكتور نجم الدين كريم مكتبي في الكابيتول هيل عام 1988 عندما كنت رئيسًا لمؤسسة الكونغرس لحقوق الإنسان. أطلعني على صور لمواطنين كورد قُتلوا بغاز الخردل والسارين في حلبجة خلال حملة الأنفال. لقد حركت معرفتي بهذه الفظائع أعمالي حول القضايا الكوردية على مدى أكثر من 30 عامًا. تمت دعوتي مع الدكتور كريم من قبل رئيس حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني جلال طالباني لحضور مؤتمر الاتحاد في شباط / فبراير 1992. وقد أعجبت بصمود وإخلاص الكورد الذين ساعدوا الولايات المتحدة خلال حرب الخليج. أثناء التنقل من السليمانية عبر تركيا إلى مطار ديار بكر، تم إيقاف سيارة الأجرة الخاصة بي عشرات المرات. لقد أوحتلي الإجراءات الأمنية القاسية والمشددة بأن المسألة الكوردية في تركيا كانت قضية يتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي معالجتها.

(باسنيوز): بصفتك باحثًا في بناء السلام والشؤون الخارجية، لماذا لم ينل الكورد استقلالهم تاريخيًا على عكس الدول الأخرى في الشرق الأوسط أو البلقان أو أجزاء أخرى من العالم بعد الحرب العالمية الأولى وما بعدها؟

فيليبس: لطالما قوض تقسيم الكورد تطلعاتهم القومية. كان أول مثال على التقسيم في فرساي عندما قسمت القوى العظمى الإمبراطورية العثمانية وأنشأت دولًا جديدة بعد الحرب العالمية الأولى. اعتقد القادة الكورد أنهم سيكافؤون لكونهم «كورداً صالحين». ومع ذلك، فقد اعتبر المجتمع الدولي القضية الكوردية أمرًا مفروغًا منه، وعاملهم كشركاء أمنيين بدلاً من الاعتراف بأن الكورد والأمريكيين يتشاركون في القيم ويرتبطون من خلال الدعم المشترك للديمقراطية ومعارضة التطرف العنيف.

(باسنيوز): بناءً على معرفتك وخبرتك، هل لدى الولايات المتحدة سياسة عامة تجاه كوردستان بأكملها؟ أم أن الولايات المتحدة لديها سياسات مختلفة فيما يتعلق بالأجزاء الأربعة من كوردستان؟

فيليبس: الولايات المتحدة ليست لديها سياسة عامة تجاه كوردستان. العلاقات على أساس التعامل وليست موجهة وفق المبدأ.

(باسنيوز): هل تتوقع تغييرًا محتملاً لخريطة الشرق الأوسط كما في كتابك «الربيع الكوردي: خريطة جديدة للشرق الأوسط». هل مثل هذا التغيير للحدود في الدول القائمة ممكن؟

فيليبس: بدا أن خريطة جديدة للشرق الأوسط كانت ممكنة عندما نُشر الكتاب قبل بضع سنوات. ومع ذلك، أدى ظهور داعش إلى تغيير الديناميكية والآلية، حيث أعاد التأكيد على التعاون الأمني بدل التطور الديمقراطي في المناطق الكوردية. لا يمكن تجفيف مستنقع الدعم للتطرف الإسلامي في ساحة المعركة. إن تقوية المؤسسات الديمقراطية ذاتية الحكم وتعزيز الوحدة الكوردية هي أفضل السبل للولايات المتحدة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

(باسنيوز): كعضو في الناتو، تركيا تستخدم أسلحة من دول الناتو في غربي كوردستان (كوردستان سوريا). وأسفر القصف التركي عن مقتل العديد من المدنيين بينهم أطفال. لماذا تعتقد أن دول الناتو الأخرى تصمت حتى عندما يقتل الأطفال؟

فيليبس: هذه جرائم حرب يجب أن يحاسب عليها المسؤولون الأتراك. استبعدت الولايات المتحدة تركيا من برنامج المقاتلات الشبح F35 ورفضت طلب أنقرة لتحديث طائرات F-16 الأمريكية الصنع. هناك حاجة إلى إجراءات أكثر صرامة لمواجهة العدوان التركي. استنتجت إدارة بايدن خطأً اعتقادها أن بإمكانها هزيمة العدوان الروسي في أوكرانيا بمساعدة تركيا. من الخطأ الاعتقاد بأن التعاون مع نظام أوتوقراطي مثل تركيا يمكن أن يحقق هزيمة دائمة لحكم استبدادي آخر – روسيا بوتين.

(باسنيوز): الكورد تعاونوا مع الولايات المتحدة وحلفائها ضد داعش وهزموه عسكريا. لعب الكورد دورًا كبيرًا في هزيمة داعش والقضاء على تهديدات التنظيم للعالم باكمله، التحالف ضد داعش دعم الكورد عسكرياً. ومع ذلك، فإن الدعم السياسي للكورد من قبل التحالف ليس بحجم الدعم العسكري. هل تعتقد أن عدم وجود دعم سياسي للكورد من قبل التحالف يجعلهم عرضة لتهديدات القوى الراديكالية والاستبدادية في الشرق الأوسط؟ لماذا هذا لا يهم الولايات المتحدة وحلفائها؟

فيليبس: الكورد في سوريا حلفاء ثابتون في قتال أمريكا ضد داعش. مع تواجد القوات الأمريكية على الأرض، قُتل حوالي 11 ألف مقاتل كوردي سوري وجُرح 24 ألفًا في قتال داعش. بدلاً من وضع معايير لمشاركتهم في التحالف العالمي لهزيمة داعش، اعتقد الكورد أنهم سيكافؤون على المساعدة. كان على حزب الاتحاد الديمقراطي أن يضع شروطاً لمشاركة المقاتلين الكورد في هذه الحرب. النظام الفيدرالي الديمقراطي في سوريا هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا وللكورد لتأمين مصالحهم.

(باسنيوز): في استفتاء الاستقلال في إقليم كوردستان عام 2017، جاءت أكثر من 92% من الأصوات لصالح الاستقلال . لقد تابعت هذه العملية عن كثب. لماذا برأيك لم تدعم الحكومة الأمريكية الاستفتاء على الاستقلال الكوردي؟ علاوة على ذلك، على الرغم من دعم الحكومة العراقية من قبل الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، إلا أن الوضع السياسي في العراق لم يتحسن فيما يتعلق بالاستقرار. ما هو نوع الحل السياسي الذي تتوقعه الولايات المتحدة للعراق؟

فيليبس: الكورد وافقوا على دستور 2005 متنازلين عن حلمهم بالاستقلال لصالح جمهورية ديمقراطية فيدرالية في العراق. كان استفتاء عام 2017 تعبيرا مشروعا عن المطالب الكوردية بتقرير المصير. ومع ذلك، كان توقيته سيئًا. أرادت واشنطن أن يركز الكورد على هزيمة داعش وخشيت أن يصرف الاستفتاء انتباه العراقيين عن العمل كشريك أمني فعال. لكن العراق أصبح بالفعل وكيلًا لإيران، كما يتضح من أحداث كركوك في الشهر التالي للاستفتاء. اتبعت واشنطن سياسة المساعدة الأمنية من خلال وعبر بغداد. فشل المسؤولون الأمريكيون في إدراك أن الحكومة العراقية كانت أكثر ولاءً لطهران من واشنطن.

(باسنيوز): بناءً على أبحاثك عن الكورد، ما رأيك في سياسة إنكار الكورد من قبل الدول التي تقمعهم حتى يمكن عكسها أو إنهاؤها ؟ بمعنى آخر ما هي رؤيتك لحل القضية الكوردية في الشرق الأوسط؟

فيليبس: العراق دولة فاشلة معادية لأمريكا ومعادية بشدة للمصالح الغربية. يجب على الولايات المتحدة دعم الكونفدرالية في العراق كخطوة نحو الاعتراف رسميًا بكوردستان العراق كدولة مستقلة وذات سيادة. ومع الاعتراف، يجب على الولايات المتحدة دعم الأجزاء الاخرى من كوردستان للتحالف مع كوردستان العراق، مع أقصى قدر من اللامركزية وتقاسم السلطة في مجالات الحكم والاقتصاد والثقافة.

(باسنيوز): بناءً على خبرتك في بناء السلام، ما هي خارطة الطريق التي يمكنك اقتراحها لتوحيد القيادة الكوردية المفككة في أربعة أجزاء من كوردستان والشتات؟

فيليبس: على الكورد تنظيم «مؤتمر حول مستقبل كوردستان» مع وفود من شمال وجنوب وشرق وغرب كوردستان للاتفاق على مبادئ لعلاقاتهم مع الحكومات المركزية في البلدان التي يقيمون فيها وطرق عملية لتعزيز التعاون بين الكورد أنفسهم. الديمقراطية واقتصاد السوق الحر هما الركيزتان التوأمين للسلام والتقدم لجميع الكورد. يجب على الولايات المتحدة من خلال أفعالها وخطاباتها أن تدحض الرأي القائل إن «الكورد ليس لهم أصدقاء سوى الجبال». في الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل، ليس للولايات المتحدة صديق أفضل من الكورد.

(باسنيوز): مقتل الشابة الكوردية ژينا (مهسا) أميني أوقدت شعلة المقاومة في إيران. هل لدى حكومة الولايات المتحدة سياسة ملموسة لدعم حقوق الأقليات في إيران وأن تتجاوز مصالحها إلى إسقاط النظام؟

فيليبس: أنا معجب بشدة بشجاعة الكورد الإيرانيين والنساء وممثلي المجتمع المدني الآخرين في معارضة ميليشيا الباسيج والملالي المستبدين الذين يسيطرون على البلاد. لا تزال إدارة بايدن ترفض مقابلة قادة الأحزاب الكوردية الايرانية. وهي تخشى أن يؤدي الدعم العلني للكورد إلى تقويض الجهود المبذولة لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة وتجريد إيران من السلاح النووي. يجب أن يدرك المسؤولون الأمريكيون أنه ليس هناك اتفاق نووي ممكن مع النظام الإيراني. بدلاً من الأمل في أن تغير طهران سلوكها، يجب على الولايات المتحدة التركيز على تغيير النظام من خلال العمل مع الكورد الإيرانيين والأقليات الأخرى لجلب قيادة جديدة والضغط على طهران لتأسيس جمهورية فيدرالية وديمقراطية وغير طائفية.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi