مئات المتظاهرين الإيرانيين فقدوا أبصارهم بالكريات المعدنية والرصاص المطاطي
الحرة / ترجمات – واشنطن/ فقد مئات المحتجين الإيرانيين أبصارهم أو تعرضت أعينهم لضرر بالغ نتيجة استهدافهم بشكل مباشر من قبل قوات الأمن بالرصاص المطاطي والكرات المعدنية خلال الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أكثر من شهرين وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وقالت الصحيفة إن أطباء وتقارير صادرة من مستشفيات إيرانية أظهرت أن عشرات المحتجين وصلوا لتلك المستشفيات بعيون ممزقة بسبب الكريات المعدنية والرصاص المطاطي الذي أطلقته قوات الأمن لتفريق الحشود.
من بين هؤلاء شاب يدعى سامان (30 عاما) فقد إحدى عينيه أثناء مشاركته في الاحتجاجات بعدما أطلق عنصر أمن إيراني من على بعد مترين تقريبا رصاصة مطاطية باتجاهه مباشرة.
يصف سامان اللحظات الأولى لإصابته البالغة وكيف أنه وضع يده على عينه المصابة خوفا من أن تسقط من محجرها: ” أغلقت عيني وبعدها لم أعد أرى سوى الظلام”.
عندما ذهب سامان للمستشفى رفض الأطباء علاجه، قبل أن يتم نقله لاحقا إلى مستشفى الفارابي للعيون الذي تديره الحكومة، حيث خضع لعملية جراحية بعد حوالي 24 ساعة من إصابته بالرصاص المطاطي.
وتقول الصحيفة إنها لن تكشف عن اسم سامان الكامل ولا مكان إقامته لأسباب احترازية بعد أن تحدث لها عبر الهاتف من مكان خارج إيران حيث فر الشهر الماضي.
قدم سامان وثائق طبية وصور فوتوغرافية من الأشعة المقطعية لعينه، والتي طلبت الصحيفة من اثنين من أطباء العيون مراجعتها، حيث أكدا أنها تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها.
وتشير الصحيفة إلى أن المعلومات والأدلة الطبية التي قدمها الأطباء والمتظاهرون وأفراد أسر المرضى والجماعات الحقوقية كشفت أن أجنحة طب العيون في المستشفيات قد امتلأت بالمئات من المصابين.
وأظهرت روايات شهود عيان وأكثر من 80 صفحة من السجلات الطبية من عدة مستشفيات وعيادات خاصة أن نطاق الإصابات شمل شبكية عين مشوهة وأعصاب بصرية تالفة وثقب في قزحية العين.
وقالت الصحيفة إن العديد من المتظاهرين لا يمتلكون خيارا سوى الذهاب للعلاج في المنشآت التي تديرها الحكومة، والتي غالبا ما تحرسها قوات الأمن.
وأفاد محامون وأطباء بأن بعض الجرحى حُرموا من العلاج، واعتقل آخرون بعد اجرائهم عمليات جراحية.
وبينت الصحيفة أن الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالأشعة المقطعية، التي شاركها الطاقم الطبي والجماعات الحقوقية، تظهر مشاهد مروعة لوجوه مثقوبة بكريات معدنية.
ووصفت مجموعة من السجلات الطبية محنة متظاهر يبلغ من العمر 22 عاما تمزق مقلتا عينيه.
ونشرت جماعة حقوقية كردية رسالة صوتية لوالد الضحية الذي أعرب عن أسفه لعدم امتلاكه ما يكفي من المال لدفع تكاليف ست عمليات جراحية لابنه الذي فقد شبكية العين، وقال فيها إن ابنه “يبلغ من العمر 18 عاما وقد فقد بصره تماما”.
وقدّر أطباء عيون من ثلاثة مستشفيات كبيرة في طهران أن عنابرهم استقبلت ما مجموعه أكثر من 500 شخص يعانون من إصابات خطيرة في العين منذ بدء الاحتجاجات في منتصف سبتمبر، وصل العديد منهم بشظايا معدنية أو مطاطية ما زالت عالقة في رؤوسهم.
وتلفت الصحيفة إلى أنه من الصعوبة جدا تحديد الأرقام الدقيقة للمصابين لأن العديد من المتظاهرين يخشون طلب العلاج في المستشفيات العامة.
وتواجه السلطة في إيران بقيادة آية الله علي خامنئي أكبر تحد منذ الثورة الإسلامية في العام 1979، يتمثل في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ شهرين، إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر.
وتوفيت أميني 22 عاما بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وردّت السلطات على هذه الاحتجاجات بحملة قمع أدت إلى مقتل 342 شخصا، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ في أوسلو مقرا، بينما حُكم على عدد من الأشخاص بالإعدام وأوقف أكثر من 15 ألفا وـأصيب ألاف أخرون.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية