علاء الركابي: في العراق 63 فصيلا مسلحا بعضها يتجول في المنطقة الخضراء
أكد أمين عام حركة امتداد، علاء الركابي، ان هناك 63 فصيلاً مسلحاً في العراق بعضها ينضوي تحت إدارة الدولة وبعضها الآخر يتجوّل في المنطقة الخضراء، مضيفا ان الحفاظ على السلم الأهلي هو أولوية حركة امتداد.
جاء ذلك خلال مشاركة الركابي، الخميس (17 تشرين الاول 2022)، في (منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط) الذي نظمته الجامعة الأميركية في دهوك، وشارك فيه عدد من السفراء والدبلوماسيين في العالم وممثلي المنظمات المدنية وكبار المسؤولين في الدولة.
وقال الركابي إن التحدي كبير جدا امام الحكومة ومجلس النواب، وان العراقيين على مدى أكثر من 50 عاماً، مع كل الحضارة والتنوع، والموقع الجغرافي الستراتيجي الذي يتمتع به العراق، فقدوا الشعور بالأمان على انفسهم وأعمالهم وعلى عوائلهم، كذلك فقدوا الاحساس بالتعايش المدني فيما بينهم ضمن رقعة البلد الواحد، وذلك ان الحكومة لم تتمكن من خلق الشعور بالأمان لدى مكونات الشعب على اختلافها.
واشار الى ان “الحقبة التي عشناها قبل 2003 كانت مظلمة وبشعة، قتل فيها ابناء الشعب بالاسلحة الكيمياوية وطمروا بالمقابر الجماعية، وبعد عام 2003 كان الشعب العراقي بكل اطيافه متعطشا للديمقراطية وللحريات”، مضيفاً: “اذا نظرنا الى الإرث الحضاري والتاريخي للبلد، لنجد ان العراق يستحق ان يكون في مقدمة الأمم، والنظام بعد عام 2003 لم يتمكن من فعل ذلك”.
وتطرق الركابي الى الوضع السياسي للبلد، مشيرا الى ان الدستور العراقي لعام 2005 قسم البرلمان العراقي الى مجلسين (مجلس نواب والمجلس الاتحادي) والبرلمان العراقي يعمل حتى اليوم بمجلس واحد وهو مجلس النواب دون تأسيس المجلس الاتحادي.
فيما يتعلّق بقدرة الدورات البرلمانية السابقة على حمل المسؤولية والتحديات، قال الركابي إن “الشعب العراقي هو الذي يستطيع الإجابة على ذلك، وذلك عبر مقاطعة 70% منه الانتخابات عام 2021 وكذلك انتخابات عام 2018”.
امين عام حركة امتداد أكد ان “التحدي كبير جدا، وان تجارب عديدة في بلدان العالم وحتى في الدول الصغيرة منها ومحدودة الموارد، اظهرت ان النهضة بحاجة الى عنصرين اساسيين هما: الموارد البشرية والموارد المالية”.
وأردف ان “أكثر من 60% من المجتمع العراقي فتي، وحسب الأرقام الرسمية لدينا أكثر من 200 الف شخص يتخرجون من المعاهد والجامعات سنوياً”، مؤكدا ان “العقول العراقية عقول متنوعة”.
وقال: “لدينا موارد مالية أيضاً، نحن بحاجة الى التخطيط فقط، ما كان يحصل هو هدر بالمال العام بسبب سوء التخطيط وفي بعض الاحيان غياب التخطيط وغياب رؤية مستقبلية حقيقية تستقرئ المستقبل وما تحتاج اليه البلاد، ولذلك نحن نقع في المشاكل”.
ونوّه الركابي الى ان “خلال العام الدراسي الحالي نرى كثيرا من المدارس فيها صفوف تحوي أكثر من 70 طالباً، ما يشير الى عجز الحكومة عن انشاء مدارس توازي النمو السكاني خلال السنوات الماضية، وهذا سيتكرر لحين تخرج الطالب من الجامعة في حال غياب الرؤية لاستيعاب تلك الاعداد”، في إشارة الى عجز الحكومات السابقة عن استقراء الواقع وتلبية حاجة البلد.
كما ذكر انه ليس من مسؤولية الدولة تأمين الوظائف العامة لكلّ الخريجين، لكن من مسؤولية الدولة خلق فرص العمل، مبيناً انه “يوجد هدر في المال العام، باتت هناك سرقات علنية يعترف بها وزراء المالية والمسؤولين الحكوميين، وأرقام هائلة لا يمكن ان تسرق في اي بلد آخر من العالم بهذه الطريقة”.
واشار الركابي الى ان الشعب العراقي عبر عن موقفه لأكثر من مرة وبأكثر من طريقة، آخرها كانت الحركة الاحتجاجية في تشرين عام 2019، خرج فيها الناس من مختلف محافظات العراق لا ينادون بمطالب قطاعية بل بمطالب وطنية.
وأضاف ان العراقيين أدركوا ان التغيير يجب ان يحدث من الأعلى، يجب إحداث التغيير بالدستور، اجراء الانتخابات، وامور أخرى. مؤكداً ان “ثمن ذلك كان باهضاً جدا”، حيث “تشير التقارير الحكومية الى 560 شهيدا قتلوا بالتظاهرات بدم بارد ولم يسبق لذلك مثيل في كل دول العالم، حتى في الدول المحتلة، هناك آلاف أصيبوا وعدد كبير تعرضوا لإعاقات دائمة”.
وأوضح الركابي ان “البرلمان الحالي والحكومة الجديدة، يمثلان ديمقراطية 30% من الشعب، والتحدي أمام مجلس النواب والحكومة العراقية الآن، هو في كيفية تقديم أداء نيابي والإيفاء بالوعود الحكومية، وكيف يمارس مجلس النواب دوره الحقيقي في مراقبة الحكومة والإشراف على تنفيذ البرنامج الحكومي حتى يقنع الـ 70% من الشعب ليشاركوا في الانتخابات القادمة”.
الركابي نوّه الى انه كان من الممكن ان تواجه تظاهرات تشرين في العراق عام 2019 ما واجهته التظاهرات في سوريا والتي انطلقت بادئ الأمر بشكل سلمي، لكن وجود العقلاء وحثّهم على السلميّة حال دون ذلك، وان التغيير عبر السلمية يحدث عبر صناديق الاقتراع. “هنا يأتي التحدّي في الحفاظ بالدرجة الأولى على السلم المدني (الأهلي)”.
أكد الركابي أن الأولوية لدى كتلته تتجسد في تأمين السلم الاهلي وليس النصر السياسي، ولم تكن لديها مشكلة حتى لو لم تحقق الفوز بالانتخابات، “من اجل الحفاظ على السلمية يجب إقناع الناس بفعالية السلمية، وهذا ليس سهلاً”، حسب تعبيره.
ونوّه امين عام حركة امتداد الى ان “العراق فيه 63 فصيلا مسلحا، تحت عناوين مختلفة، بعضها منضوي تحت ادارة الدولة والبعض الآخر غير منضوي تحتها، وبعضها يتجول في المنطقة الخضراء بالعاصمة يعمل على تحقيق مطالبه بالتهديد”.
واشار الركابي الى الممارسات التي نفذت تجاه المتظاهرين التشرينيين، في حين كانت اعتراضاتهم على آلية إدارة الدولة وليس على الأشخاص في الحكومة، وعلى المشاكل التي يعانيها العراق، لافتا الى تقرير وزير الخارجية الأخير عند استضافته من قبل مجلس النواب ذكر فيه ان “العراق يقصف يوميا من قبل تركيا، وهناك 12 ألف خرق تركي لسيادة العراق، وإيران تقصف الاراضي العراقية يومياً، ولم نقوم سوى بالاستنكار، نحن فقدنا عنصر اساسي من سيادة البلد وعنصر اساسي من هويتنا وقرارنا الوطني، شحة المياه تضرب الآن مناطق الجنوب، والناس لم تعد تتحمل ذلك، وهذا كله يشكل ضغوطاً على الحكومة، في حين لا يحصل الناس على حاجتهم الأساسية من المياه”.
الركابي دعا رئيس الجمهورية وجميع المعنيين الى زيارة تلك المناطق، ليشعروا المواطنين بقربهم، والتخفيف عن الخسائر التي تكبدوها جراء الجفاف وسوء الخدمات.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية