أكتوبر 15, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جبار ياور: لن يتوقف قصف الأراضي العراقية مالم تحلّ مشكلة الاحزاب المسلحة مع انظمتها

جبار ياور: لن يتوقف قصف الأراضي العراقية مالم تحلّ مشكلة الاحزاب المسلحة مع انظمتها

رأى الخبير الأمني والعسكري، الفريق أول المتقاعد جبار ياور، أنه لن تتوقف عمليات القصف التركية الإيرانية لمناطق اقليم كوردستان مالم تحلّ مشكلة الأحزاب المسلحة المعارضة مع حكومة الدولتين، داعياً الى تشكيل لجنة عراقية مشتركة بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في بغداد من أجل الحوار مع الجارتين لإيجاد حلّ نهائي لهذا النزاع.

وقال ياور لشبكة رووداو الإعلامية، الخميس (6 تشرين الأول 2022)، ان القصف التركي والإيراني بالطائرات الحربية والطائرات المسيرة والمدفعية بات يشكل مخاطر كبيرة على أمن إقليم كوردستان، خصوصاً وانه يستهدف كل الحدود مع البلدين البالغ طوله نحو 800 كيلومتر.

واوضح أن طول حدود إقليم كوردستان مع تركيا يبلغ نحو 300 كيلومتر، فيما يبلغ طول الحدود مع إيران نحو 500 كيلومتر، تتعرض إلى القصف بشكل مستمر، وخصوصاً في الآونة الأخيرة بعد التظاهرات التي شهدتها إيران.

حسب بيانات قوات حرس الحدود، انتهكت تركيا الحدود 98 مرة خلال شهر أيلول الماضي، عبر الطائرات الحربية والطائرات المسيّرة والمدفعية والتوغل براً، فيما انتهكت القوات الإيرانية الحدود 19 مرة خلال الشهر ذاته، بالطائرات المسيّرة والمدفعية والصواريخ، التي نفذت بها الهجمات الأخيرة، حسب قول ياور.

بشأن المناطق الأكثر تعرضاً للقصف، بيّن أن تركيا تقصف الحدود بطوله من مناطق زاخو إلى حاج عمران، ويمتد القصف في كثير من الأحيان إلى مناطق قنديل وصولاً إلى مناطق بنجوين، وابعد من ذلك أحياناً.

في هذا السياق، اشار إلى المسيّرات التركية قصفت مناطق قرب كفري أو كركوك أو جمجمال، و “بإمكاننا القول أن القصف الذي تنفذه الطائرات الحربية والطائرات المسيرة التركية تمشل جميع المناطق في محافظات، دهوك، أربيل والسليمانية”، منوهاً: “أما القصف الإيراني فإنه يستهدف مناطق برادوست وجبل هلكورد والمناطق القريبة من قسري وحاج عمران، مع بعض المناطق الواقعة في عمق أراضي إقليم كوردستان، والتي تضم مقرات إحزاب كوردستان إيران في كويسنجق وأربيل وزركويز في السليمانية”.

“القصف الإيراني يتركز بشكل أكبر في محافظة السليمانية، وبعض منه يمتد إلى العمق في محافظة أربيل، لكن القصف التركي يشمل كل المناطق الحدودية، والبلدان يتذرعان بوجود مجموعات معارضة مسلحة لهما في إقليم كوردستان”.

بشأن ما إذا كان تكرار الهجمات بهذا العمق، مثل استهداف حزب الحرية الكوردستاني في منطقة بردي (آلتون كوبري) متوقعة، خصوصاً وأن إيران لم تعارض مشاركة الحزب في الحرب ضد داعش، أعرب ياور عن اعتقاده بأن هذا التهديد سيبقى قائماً إلى حين القضاء على هذه المشكلة بشكل نهائي، في إشارة إلى الصراع بين الدولتين والأحزاب المعارضة لهما، والذي تم نقله إلى إقليم كوردستان، دون أن يكون له يد فيه.

وذكر ياور ان حكومة إقليم كوردستان والأطراف السياسية تسعى باستمرار من أجل علاقات جيدة مع إيران وتركيا، لأن هناك مصالح مشتركة كبيرة مع الدولتين على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مشيراً إلى أن حكومة إقليم كوردستان ترغب في أن تكون المناطق الحدودية هادئة ومحمية، وألا تشكل تهديداً للدول الأخرى.

واضاف ان المشكلة لا تكمن في حكومة إقليم كوردستان وهي لا ترغب في رؤية المعارك على الحدود بشكل مستمر، والذي يعد المواطن المتضرر الأكبر منها.

الخبير الأمني والعسكري أشار الى تصريحات القادة العسكريين الإيرانيين الذي أكدوا بأنهم يعتبرون مقرات تلك الأحزاب تهديدا لبلادهم وأمنها، وبالتالي رأى أن القصف الإيراني والتركي لن يتوقف ما لم تحل هذه المشكلة. ومن واجب الحكومة الاتحادية ان تسعى بالتنسيق مع حكومة اقليم كوردستان الى حلّ المشكلة مع تركيا وإيران، لكن “الحكومة الاتحادية تهمل الأمر”.

وأكد ياور ان الدولتين الجارتين تنفذان عملياتهما العسكرية في الأراضي العراقية دون أي تنسيق مع الحكومة العراقية ودون أخذ الضوء الاخضر، مشيرا الى ان مجلس النواب العراقي سيناقش مسألة قصف الإيراني والتركي خلال جلسته المقبلة.

ولفت ياور لضرورة أخذ الأطراف السياسية التي لديها قوات مسلحة بعين الاعتبار حاجة اقليم كوردستان الى الهدوء والاستقرار. و “لا يمكن استخدام أراضينا لأعمال مسلحة ضد دول الجوار، وبدون شك لا يمكن لتلك الدول ان تأتي وتقصف هذه الأراضي”.

وقال الخبير الأمني والعسكري انه، حسب المعلومات التي تزود بها حرس الحدود القوات الأمنية، تتوغل المسيّرات التركية احياناً الأراضي العراقية بعمق 250 كيلومتراً، وتتحرك القوات التركية يومياً لتصل الى عمق 100 الى 150 كيلومترا في الاراضي العراقية.

“هناك أيام تتوغل فيها المسيرات التركية الأراضي العراقية ثلاثين مرّة وخصوصاً اقليم كوردستان” حسب ياور الذي شدّد على ان “هذا اختراق كبير لسيادة العراق”، فضلاً عن التهديدات التي تشكلها القذائف والصواريخ على الملاحة الجوية لاقليم كوردستان، وعلى سكانها وممتلكاتهم واراضيهم، لافتا الى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير ممتلكات واخلاء قرى حدودية كثيرة في مناطق اقليم كوردستان.

وقال: “هناك حرب حقيقة في تلك المناطق على طول الحدود العراقية”، داعياً الى ايقافها عبر الاتفاق بين الاطراف المتنازعة وإيجاد حلّ جذري لهذه المشكلة لإنهائها.

ولم يستبعد ياور ان تقوم إيران بتنفيذ عمليات بريّة على غرار ما تفعله تركيا في مناطق اقليم كوردستان، مبيناً ذلك احتمال وارد مادامت المشكلة قائمة. مؤكدا على ضرورة “تشكيل لجنة عراقية مشتركة بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية وممثلين من وزارة الخارجية ومجلس رئاسة الوزراء والبرلمان العراقي، ووزارة الدفاع والمؤسسة الأمنية للحوار مع دول الجوار لإيقاف تلك العمليات، كذلك اقناع الأطراف المسلحة وتوضيح صعوبة اسقاط الانظمة تلك في هذه المرحلة التاريخية بواسطة الأعمال المسلحة”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi