“الاتفاق المحزن”.. رأي اسرائيلي يستقرئ تجريم التطبيع في العراق: تزامن مع “مذبحة الفرهود”
حملت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية على قرار البرلمان العراقي بـ”تجريم التطبيع” مع إسرائيل، من خلال تصويت جاء بالتزامن مع ذكرى ما يعرف باسم “مذبحة الفرهود” التي تعرض لها اليهود في بغداد عام 1941، وفي وقت تشهد المنطقة أيضا اتفاقات مصالحة إسرائيلية مع دول عربية.
وكتبت “جيروزاليم بوست” في تعليق لها تحت عنوان “الخطوة الخطأ برفض العراق تطبيع العلاقات مع اسرائيل”، ترجمته وكالة شفق نيوز، انه برغم التوترات والصعوبات، فإن جزءا كبيرا من الشرق الاوسط يتقدم نحو السلام مع اسرائيل، سواء من خلال علاقات مفتوحة او علاقات هادئة، معتبرة انه يبعث على الحزن “مشاهدة البرلمان العراقي يخالف هذه الوجهة ويتبنى قانونا يجرم اي محاولة لتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية”، وذلك بتأييد 275 نائبا من اصل 329 مقعدا في البرلمان.
ولفت التقرير الى ان القضية الوحيدة التي يمكن ان يوافق عليه البرلمان العراقي هي وضع تشريع ضد إسرائيل وضد فرصة للسلام، موضحا ان البرلمان “لم يتمكن من الانعقاد حول اي قضية اخرى، وفشل حتى في انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة في فترة الشلل السياسي”.
واعرب التقرير عن الاسف بشكل خاص لان توقيت تمرير القانون من جانب البرلمان، جاء بالتزامن مع الذكرى السنوية ل”مذبحة الفرهود” والتي دعمها المفتي والتي اندلعت في الاول من حزيران/يونيو العام 1941 حيث خسر اكثر من 180 يهوديا حياتهم خلال يومين من الهجمات التي تزامنت مع ما يسمى “عيد شافوت”.
وبعدما اشار التقرير إلى أن إسرائيل تتمتع بعلاقات ودية مع إقليم كوردستان، اوضح ان العراق لم يعترف أبدا بدولة اسرائيل، ومن غير المسموح للمواطنين والشركات العراقية بزيارة اسرائيل، الا ان القانون العراقي الجديد يذهب ابعد من ذلك حيث انه يجرم اي محاولة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مضيفا أنه “يقال انه سيتم تطبيقه أيضا على (اقليم) كوردستان”.
وذكر التقرير بالاجتماع الذي عقد في اربيل في أيلول (سبتمبر) الماضي، بمشاركة حوالي 300 من “القادة العراقيين الشجعان، بما في ذلك شخصيات سنية وشيعية بارزة”، من خلال مؤتمر لمركز اتصالات السلام الذي يتخذ من نيويورك مقررا له، حيث دعا الى “تطبيع العلاقات مع اسرائيل في اطار اتفاقات إبراهيم”.
واعتبر التقرير انه برغم ان العديد ممن شاركوا ذلك المؤتمر تعرضوا لعقوبات، الا ان تصرفهم هذا “كان مؤشرا على وجود اعضاء من الشعب العراقي يتميزون بالعقلانية والقيادة، ويسعون الى المضي قدما وانشاء عالم افضل”.
ولفت التقرير الى ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يعارض العلاقات مع اسرائيل والولايات المتحدة، هو الذي قدم مشروع قانون مناهضة التطبيع، فيما يبدو انها بمثابة رسالة من جانبه موجهة اساسا الى ايران والقاعدة الشيعية للصدر.
وذكر التقرير بان وزارة الخارجية الاسرائيلية أدانت قرار البرلمان العراقي واعتبرت انه يضع “العراق والشعب العراقي في الجانب الخطأ من التاريخ وانفصال عن الواقع، بينما اعرب المتحدث باسم الخارجية الامريكية عن انزعاجه من الخطوة العراقية باعتبارها تهديدا لحرية التعبير وتعزز المناخ المعادي للسامية، وتتعارض “مع التقدم الذي حققه جيران العراق من خلال بناء الجسور وتطبيع العلاقات مع اسرائيل”.
كما لفت التقرير الى ان اسرائيل تبذل جهودا من اجل توسيع اتفاقيات ابراهيم المبرمة في العام 2020 مع دولة الامارات والبحرين والمغرب والسودان.
وختم بالقول ان “التحالف ضد الارهاب الجهادي والتهديدات التي تشكلها ايران شبه نووية، يعتبر امرا حيويا”، مضيفا انه “يجب الا تكون المنطقة بمثابة رهينة لنزوات الفلسطينيين وأوهامهم ومطالب ايران، فيما لا يمكن للمنطقة الاستفادة من السلام والتقدم الاقتصادي الذي سيحققه تطبيع العلاقات مع اسرائيل”.
وخلص تقرير “جيروزاليم بوست” بالتأكيد على ان “التطبيع بين الدول العربية واليهودية، يجب ان يكون مؤيدا من جانب جميع من يدعمون السلام فعليا، لانه الطريق للتقدم الى الامام”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية