إحباط 700 محاولة هرب لعوائل داعش من مخيم الهول
أعلنت قوات الأمن الداخلي، في كوردستان سوريا، أن قوات الأمن المتواجدة في مخيم الهول، أحبطت حتى الآن 700 محاولة للهرب من قبل عوائل داعش.
وأحبطت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، قبل أيام محاولة جديدة لتهريب نساء وأطفال داعش من مخيم الهول الذي يأوي قرابة 69 ألف شخص بين نازحين سوريين ولاجئين عراقيين وأفراد أسر داعش.
وشهد المخيم محاولات فرار عديدة لنساء وأطفال داعش، حيث تم إحباط الكثير منها، وازدادت محاولات الفرار خصوصًا مع الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا في الـ 9 من تشرين الأول/أكتوبر عام 2019.
وفي هذا السياق، قال المتحدث الرسمي باسم قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، علي الحسن، بأن محاولات الفرار من مخيم الهول، لم تتوقف، كما أكد أن هذه المحاولات جاءت أولًا بعد أن انتقلت قوى الأمن الداخلي إلى محاربة خلايا داعش، واحتجاز أسر مرتزقة داعش في المخيم للحد من خطورتهم، وبعد إعلان انتصار قوات سوريا الديمقراطية على داعش في بلدة الباغوز.
ولفت حسن إن محاولات فرار أسر داعش زادت مع الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا في تشرين الأول من العام الماضي، مضيفاً أن نساء داعش حاولن الاستفادة من الهجوم، وعمدن في منذ تلك الفترة إلى خلق الفوضى في المخيم عبر قتل من يتخلى عن ذهنية داعش ومن يرفضها، إلى جانب محاولات الفرار.
وكشف الحسن عن أرقام كبيرة لعدد محاولات الفرار، وقال: “عدد المحاولات التي تم إحباطها الى هذه اللحظة تجاوزت 700 محاولة فرار.
كما أشار إلى اعتقال قواتهم لأكثر من 100 شخص شاركوا في محاولات تهريب نساء وأطفال داعش في المخيم، وتقديمهم للمحاكم المختصة على هذا الأساس.
ونوه إلى أن قواتهم تمكنت بنسبة كبيرة جدًّا من الحد من تلك المحاولات، نتيجة التدقيق الأمني، وقال “بفضل التدقيق الأمني لقواتنا المسؤولة عن حراسة هذا المخيم، استطعنا إحباط تلك المحاولات وكشف الخلايا المسؤولة عنها والمرتبطة بغالبيتها بأجندات خارجية”.
وكشف الحسن أن محاولات التهريب تتم عن طريق المركبات والآليات التابعة للمنظمات العاملة في المخيم، وقال في هذا السياق: “تلك الآليات التي كانت تحاول تهريب الأسر من المخيم، زودها سائقوها ومالكوها بمخابئ سرية توضع فيها النساء والأطفال لتهريبهم إلى خارج المخيم”.
ويعتقد الحسن بأنه قد يكون هناك نسبة قليلة من أسر داعش استطاعت الفرار من المخيم قبل كشف هذه الطريقة المستخدمة في التهريب، كونه لا يمكن تهريب أحد بطرق أخرى.
وأكد حسن أن الإدارة الذاتية تعمل بشتى الوسائل على التواصل مع الدول التي ينحدر منها نساء وأطفال داعش من أجل إعادتهم إلى بلدانهم، مشيرًا إلى أنها أعادت الكثير من أطفال داعش إلى دولهم التي وافقت على استعادتهم.
هذا ويشهد مخيم الهول إلى جانب محاولات الفرار، عمليات قتل وتعذيب، تنفذها نساء داعش اللواتي شكلن ما يعرف بمجموعات “الحسبة” في المخيم، ومحاكم ميدانية يقول عنها قاطنو المخيم “إنها مساعٍ للحفاظ على الفكر الداعشي، ونشره في الأقسام الأخرى التي تضم اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين الموجودين في المخيم منذ عام 2016”.
وأنشئ مخيم الهول على بعد 45 كم إلى الشرق من مدينة الحسكة على الحدود السورية – العراقية عام 1991 من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع الحكومة السورية، لإيواء اللاجئين العراقيين الفارين إبان حرب الخليج الثانية التي امتدت في الفترة ما بين آب/أغسطس عام 1990 وحتى 17 كانون الثاني/يناير عام 1991.
وأعيد تشغيل المخيم إبان التدخل الأميركي في العراق عام 2003 بعد أن طردت العراق آلاف الفلسطينيين المقيمين على أراضيها.
وفي الأزمة السورية احتلت داعش الهول وحولته إلى مركز رئيس لعبور عناصره بين سوريا والعراق، ولكن قوات سوريا الديمقراطية التي تأسست في تشرين الأول عام 2015 حررت الهول في شهر تشرين الثاني.
وبعد ذلك أعيد افتتاح المخيم في آذار عام 2016 من قبل الإدارة الذاتية أمام النازحين السوريين الفارين من المعارك بين قوات الحكومة، والمجموعات المسلحة، وكذلك اللاجئين الفارين من المعارك بين القوات العراقية وداعش في الموصل وغيرها من المناطق العراقية.
وفي آذار/مارس 2019 ومع اقتراب القضاء على داعش جغرافيًّا، وبدء أسر داعش بتسليم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية، بدأ نقل أسر المرتزقة إلى المخيم.
وحاليًّا يوجد قرابة 40 ألف من نساء وأطفال داعش في مخيم الهول، وينحدرون من 53 دولة، وتعمل عدة منظمات دولية في المخيم.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية