يونيو 17, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

رفات الإيزيديين تعود إلى الأرض الأم.. وناجية تروي قصتها

رفات الإيزيديين تعود إلى الأرض الأم.. وناجية تروي قصتها

خلال عمليات البحث عن رفات الضحايا من الأسر الإيزيدية في قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى، روت إحدى الناجيات الإيزيديات للعربية.نت رحلة هروبها من داعش.

بكلمات مؤثرة، قالت منوليا: “لم أكن أتخيل يوماً أن مثل تلك الظروف ستمر علينا، فقد كانت حياتنا بسيطة يحلم بها كل امرئ، لكن في لحظة ما جاءنا كابوس، كنت أتمنى لو أني أستطيع أن أنهيه باستيقاظي”.

“منوليا” الإيزيدية، التي تحملت آلاما ذاقتها أغلب الإيزيديات في قضاء #سنجار، بعد اجتياح تنظيم #داعش له، فقدت أخيها الأكبر أثناء الهروب، بعد أن كان قد أوصل إليهم نداء بوجوب ترك المنطقة قبل أن يصبحوا فريسة لداعش”.

وقالت: “حين تبلغنا الخبر تأخرنا في الهروب لأن والدي كان يعاني من أزمة قلبية وكان بحاجة إلى رعاية خاصة”.

مقبرة جماعة للإيزيديين في تلعفر

وأضافت الشابة البالغة من العمر 27 عاماً: “كان علي أن أساعد أخي الذي يصغرني بعامين على حمل والدي، بالإضافة إلى تدبير أمور الهروب وتهيئة سيارة لنقل ما يمكننا نقله، فضلاً عن تدبر أمور إخوتي الثلاث الأصغر مني”.

وأوضحت منوليا، أن الفاصل الزمني بين لحظة الهروب ودخول داعش إلى القرية لم يكن لصالحهم، إذ طوّق التنظيم المنطقة بأكملها، وهنا بدأت مأساتها.

وتابعت قائلة: “داهم عناصر داعش منازل الإيزيديين، منزلاً منزلاً، وختطفوا والدي مع أخي تحت جنح الظلام، أما أنا وإخوتي فأمسينا جواري في منازل الدواعش، أما والدتي التي كانت كبيرة في السن وتعاني من عدة أمراض، فقد تم عزلها مع مجموعة من النساء الكبار ليكن خادمات للتنظيم”.

الانتحار طريق الخلاص

تعرضت منوليا للاغتصاب من قبل عناصر التنظيم، وقد زادها انقطاع أخبار والدها وأخيها ألماً فوق ألم.

بعد أسبوعين من الخطف، فقدت منوليا 2 من أخواتها نتيجة ظروف العمل القاسية والاغتصاب المتكرر، كما توفيت والدتها أيضاً نتيجة الأعمال الشاقة وإصابتها بالأمراض المزمنة.

لم تر تلك الشابة أمام موت الأحبة، سوى خيار واحد، فحاولت الانتحار عدة مرات لتتخلص من واقعها المذري، لكن أختها التي كانت معها في منزل أحد أمراء داعش، أنقذتها، وطرحت عليها فكرة الهروب.

ساعة الهروب

فلقد كانت جميلة، أخت منوليا الأصغر، تخطط وتدرس طريق الهروب، لاسيما أنها كانت تخرج مكرهة مع أمير داعشي.

بعد سبعة أشهر على وفاة والدتهما دقّت ساعة الهروب. وفرت جميلة كل مستلزمات الرحلة، من السلاح الذي خبأته عن أنظار الأمير الداعشي، إلى المياه والطعام.

وفي ليلة دامسة، هربتا مرتديتين ملابس داعش السوداء للتخفي، وقصدتا طريقاً نحو شمال العراق.

صادفتا عددا من المتاعب خلال رحلة الهروب التي امتدت أسبوعين، فالخوف والعطش والجوع كانت أبرز سمات تلك الرحلة المصيرية.

بعد أسبوعين وصلت منوليا وجميلة إلى حدود محافظة #دهوك، حيث أظهرتا أوراقهما الثبوتية، لتلتحقا بالمخيم المعد لاستقبال الأسر الإيزيدية.

مقبرة تلعفر

اليوم وبعد أربعة أعوام على الإبادة الإيزيدية، تم نقل رفات عدد من ضحايا داعش من مقابر قضاء تلعفر نحو الأرض الأم في سنجار.

بعد 4 سنوات من الانتظار، وجدت منوليا وجميلة رفات والدهما مع أخيهما، لتنهيا بذلك رحلة البحث عن آخر من تبقى من الأسرة.

لكن مخاوف الفتاتين لم تنتهِ هنا، فعودة بعض أهالي القرى المجاورة لسنجار، تعيد إلى ذاكرة الإيزيديين بعضاً من أبشع صور التنكيل، من القتل والذبح والاستعباد الجنسي، لذا طالبت الفتاتان المسؤولين بتدقيق هويات العائدين والتأكد من عدم انضمامهم سابقا لداعش، لتفادي عودة الكابوس البشع.

أما الخوف فله ما يبرره بنظر منوليا، إذ يعود إلى تصرفات بعض أهالي القرى المجاورةعام 2014 الذين قاموا بمساعدة داعش على الهجوم على منازل الإيزيديين، بحسب قولها.

    

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi