حياتنا…!!
شيرين درويش – عفرين
مأساتنا في هذه الحياة أننا نبحث عن المآسي ونلتصق بها لدرجة الانصهار ثم نشكو من آلام ووجع تلك المأساة فنحن من عشاق النهايات الحزينة….
وقد نرتقي بهذه الحالة لدرجةِ أننا حين لا نرى مأساة نحياها نختلق بأنفسنا شيئاً نعذّب به أرواحنا وكأننا نعاقبها فقط لوجودها حيةً!!..
كم من العمر سنحيا يا ترى بعد وكل يوم يسرق من عمرنا يوماً ونحن غارقون في بحور الشكوة والبكاء؟؟!!.. نسينا طعم الفرح والابتسامة وأمست شفاهنا تختلق وتصطنع الضحكة زيفاً كأي ممثل كوميدي فاشل عاجز عن بث روح الدعابة من قلبه المتحجر…
رغم وجود اللون الأسود في حياتنا إلاّ أن هنالك أيضاً اللون الأبيض ولكن أعيننا جُبِلتْ فقط على اللون الأسود والمساحة الفارغة من كوب الماء غاضين النظر عن كل الألوان المشرقة وكل بحور العالم من حولنا…
الشمس والماء والهواء جميعهم خُلِقوا لأجلك أنت؛ لتحيا أنت كل شيءٍ جميل يحيط بك في دنياك قد وجِدوا لتتمتع بهم فلما لا تستغل كل لحظة من عمرك لتسعدَ بها!!. إن الحياة فناء وجسدك زائل وما العمر إلا مجرّد رقم مكتوب حتى يصفّر العداد في لحظةٍ لا تجدي فيها أبداً كلمة يا ليتَ…
ما من أحدٍ منّا ولا يشكو من ضغوطات وأعباء الحياة اليومية ورغم كل التقنيات الحديثة والتطور الحاصل الذي من شأنه أن يسّهل حياة المرء إلا أنه من جانبٍ آخر قد حمّله عبء إقتناءه وهذا ما دفعنا لأن نجري من الصباح حتى المساء حتى نأمن حاجياتنا ولقمة الخبز فما يشغلنا دائماً هو غذاء الجسد متناسين غذاء الروح الذي يكمله وبدونه لا طعم للحياة فأصبحنا كالربوتات نعمل وفق برامج خاصة منسلخين عن إنسانيتنا مجرّدين من كل المشاعر الجميلة التي تنضح بها قلوبنا وتشع به مآقينا…
نحن بشرٌ لم نعرف الحياة ولم نذق طعم الحياة
نعم نحن أحياء بالجسد ولكن روح الحياة قد ماتت فينا منذ أن خلقنا
وما هو أجمل وأغلى من الحب حتى تتزين به حياتنا وتكلل به أيامنا!!..
هو سكر الروح وملح الحياة ؛ هو كل شيء أبيض في دنيانا؛ هو النبض الخافق في أفئدتنا وإن عُدِمَ فذاك القلبُ ميتٌ لا محالَ..!.
هنالك أرواح تسمو لمصافي الملائكة بمشاعرها النقية المفعمة بالحب الصادق هؤلاء تعرفهم من نظراتهم من كلماتهم ومن ابتسامتهم إنهم معطاؤن كالطبيعة البكر دافئون كالشمس حنونون كالشجر صابرون كالبحر…
ما أتعس تلك القلوب الطيبة في زمنٍ أنتفت منه الرحمة وأمسى الحب فيه كأي كتابٍ مركونٍ على رف المكتبة نقلّب صفحاته فقط حينما نتذكره أو نحتاجه لنثبتَ أننا بشرٌ أحياءٌ…
أنا فكرة هائمة في ضباب اللاوجود
shirin.darwish@gmail.com
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
