أبريل 25, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الشاعر الكردي عبد الكريم الكيلاني: هناك أدباء عرب لا يدركون أهمية التواصل الإنساني بين الثقافات

الشاعر الكردي عبد الكريم الكيلاني: هناك أدباء عرب لا يدركون أهمية التواصل الإنساني بين الثقافات
طائرٌ من قصيد، تقاسمت أشجار الشعر زمنه فأضاء المسافات بهديله، ينتمي الى الجبل بكل كبريائه والى النهر بكل عذوبته، كتب في العديد من الأشكال الشعرية فأبدع وكان له مشوار متميز في حقل الصحافة والإعلام، إنه الشاعر العراقي الكردي عبد الكريم الكيلاني الذي التقته الوكالة وكان هذا الحوار..

-يشهد اقليم كردستان العراق نهضة لافتة في شتى المجالات، ماذا عن واقع المشهد الثقافي هناك؟

نعم هناك انفتاح في إقليم كوردستان العراق بمختلف مفاصل الثقافة فيه، هناك تواصل ايجابي مع الثقافات الأخرى من خلال المهرجانات السنوية التي تقام في مختلف محافظات الأقليم ومن خلال حركة الترجمة المستمرة من والى مختلف لغات العالم مع وجود خلل نسبي في مجال الترجمة بسبب ضبابية المشهد لدى الأقلام الكوردية التي لا نرى لها صدى في الثقافات الأخرى بقدر الترجمة الحاصلة الى اللغة الكوردية.

ربما لأن المشهد لم يكتمل بعد ولا زالت أمام المثقفين الكورد اشواطاً كبيرة في مجال نقل الثقافة الكوردية الى اللغات الأخرى.

-الى أي مدى استطاع الادب الكردي أن يصنع جمهورا له خارج اقليم كوردستان؟

الادب الكوردي واسع جدا وتتوسع مدياته مع الوقت ولكن الترجمة لها تأثير كبير في ايصال الأدب الكوردي الى خارج الاقليم وهذا ما لايحصل الآن بصورة ايجابية او بالشكل الذي نتمناه ،هناك ادخال واسع للآداب الأخرى الى داخل الاقليم ولكن هناك شبه انعدام لنقل الأدب الكوردي الى اللغات الأخرى.

نحن بحاجة الى قدرات إبداعية تترجم الأدب الكوردي بشكل أوسع الى اللغات الأخرى لتكون المعادلة متوازنة وصحيحة.

-ماهو تقييمك كأديب كردي في الاقليم لتعاطي المؤسسة الثقافية ببغداد معكم ، من حيث فرص المشاركة والتمثيل الثقافي؟

هناك قنوات اتصال مع المؤسسات الثقافية في بغداد ولكن تختلف بحسب التمثيل والمشاركة في الفعاليات الثقافية التي تقام في بغداد أو في المحافظات الوسطى والجنوبية، فالتمثيل الكوردي ليس بالمستوى المطلوب الذي نتمناه، ربما بسبب الأوضاع الأمنية التي أثرت بشكل سلبي على هذه العلاقة وربما لأسباب أخرى لكننا نتمنى من المؤسسات الثقافية العراقية الاهتمام أكثر واستيعاب المثقفين الكورد بشكل أكبر مما هو عليه .

والذي نراه أن الاقليم يستقطب المثقفين العراقيين بشكل أكبر مما تفعله المؤسسات الثقافية في المركز مع المثقفين الكورد وهذا برأيي لا يخدم الثقافة في المنطقة بشكل عام.

-أنت من الأدباء الكرد الذين انقسمت حياتهم بين مدن عربية وكوردية وعشت بين أدباء اللغتين وثقافتيهما، هل ثمة خلاف بين الثقافتين أم بين مثقفي الثقافتين، خصوصا وأني لمست استياء منك تجاه بعض الكتابات أو الكتاب العرب؟

تتشابه الأوساط الثقافية في كل المجتمعات رغم اختلاف اللغة والتاريخ والتراث لكل شعب، فالأدب يهدف الى اظهار الهم الانساني الموجود في العالم الذي نعيشه والصراعات الأزلية التي تتفاقم في الشرق الأوسط عموماً / الأدب بالنسبة لي هو الوجه الآخر الذي نتطلع اليه / هو الواقع المنشود الذي نتمناه والذي ينقل للأجيال القادمة ما لن يعيشوه في زمنهم / أنا كوردي نعم لكنني عشت لسنين طويلة في مدينة الموصل التي أعشقها.

بالنسبة لي إن الادب لا يعترف باللغات ولا الثقافات ولا المجتمعات والاديب الحقيقي هو من يتعامل مع الهم الانساني سواء كان في اوربا او الشرق الاوسط او في كولومبيا مثلا .

فنحن عشقنا ماركيز رغم أنه ليس عربيا ولا كورديا وأبحرنا مع اورهان باموق في روايته العظيمة “اسمي احمر” بالرغم من أنه تحدث عن بيئته ولم يتحدث عن بيئتنا.

لا أتصور بأن الأديب الحقيقي لا يريد خلق مجتمعات فاضلة على الأقل في عالم الورق الذي يعيشه.

هناك أدباء عرب لا يدركون أهمية التواصل الإنساني بين الثقافات وحق الانسان في العيش بكرامة،

ليس العرب وحدهم بل حتى هناك مثقفين كورد أيضا .

أنا أعتز بقوميتي الكوردية ولكن أعتز أيضا باللغة التي اكتب بها وهي اللغة العربية

وأتمنى ان يفهم الآخرون أن الله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعايش بسلام فكلنا من آدم وآدم من تراب .

-الموصل.. المدينة التي قضيت فيها شطرا طويلا من حياتك،ماذا أعطتك هذه المدينة وماذا أخذت منك؟

الموصل منحتني الدفء والصداقة الجميلة واللغة التي استطيع من خلالها الإبحار في عوالم شاسعة،

منحتني مااملكه الآن من معاني للجمال في داخلي ولم تأخذ مني سوى العمر الذي لا يمكن الإمساك به لأنه كالدخان يتلاشى،

عشت أكثر من ثلاثين سنة في الموصل ولست نادما على أي يوم عشته فيها،

الموصل هي مداري الذي لا استطيع الابتعاد عنه ، وروايتي الاخيرة تورين كتبت فيها مااكنه لهذه المدينة، وقصائد كثيرة منها هذه القصيدة التي عنوانها يا نهر موصليَ الحزين والتي قلت فيها:

مالي أرى موجك الرقراق يضطربٌ ؟

هل هدّك الوجد أم أودى بك التعـبُ

صمت يلفّـك أم صبر يئن أسـى ؟

وفي ضفافك حتى الرمل يُستلـبُ

يقتات من حزنك الماضون ويحهمُ

وحولك الحب والأطيار تُغتصــبُ

أثقلت قلبي بهذا الهـمّ في زمـن

يسومه السلّ والأدران والجّـَرَبُ

فعد كما كنت يا نهري الحزين وكن

كالبحر منتفضا , تسمو بك النُّوَبُ

***

يا دجلتي غادرت روحي علائمها

مدينة باسوداد الليـل تحتجــب

فلا شوارع تصحو وهي باسمـة

ولا عيـون يداري سحرها العجبُ

حتى الربيع كساه السهد أوشحـة

من الســواد فلا ورد ولا عـنب

يا موصلـيَّ السجايـا أين يجرفنا ؟

سيل الخطوب إذا ما سامنا الغضبُ ؟

لن ينجلي صبحك البسام مرتقيـا

طلّ النسيم إذا ما كنت تنتـحـبُ

ولن تنوء سمـوم الحقد عن بلـد

تحتلّه الريح أو تلهـو به الخُطَـبُ

فاستسهل الصعب واعبر كل رابية

من النوازع, يعلو صدرك الرُّتَبُ

فأنت نهر الهوى في كل معترك

ومنك يغترف الأكــراد والعربُ

-كتبت الشعر العمودي وشعر التفعيلة بلغة عربية مميزة وبتقانة لافتة، الى أي مدى أفادك ذلك في قراءة وكتابة الأدب الكردي؟

لا انكر أنني حتى الآن لم استطع التفاعل مع ماكتب باللغة الكوردية لان ثقافتي كانت تحت خيمة اللغة العربية طوال حياتي بسبب سكني ودراستي في مدينة الموصل .

أحاول جاهداً أن أقرأ الأدب الكوردي باللغة الكوردية فالأدب الكوردي لا يقل أهمية عن الآداب الأخرى،

وأعمل على نفسي لكي يأتي يوم وأكتب باللغة الكوردية لأنها لغتي الأم،

هناك اختلاف كبير من حيث اللغة ولا أتصور بأنني استفدت شيئا في هذا المجال ويجب أن أبدأ من الصفر لكي استطيع فهم مايكتب بشكل أفضل.

-من هم الشعراء الكرد الذين يقرأ لهم عبد الكريم الكيلاني مستمتعا كما يقرأ لأقرانهم من العرب؟

استلذ دائما بقراءة الأدب الكوردي الذي يكتب بلغة عربية لأنها أقرب لنفسي، أنا أعتز جدا بالاديب الكوردي الكبير سليم بركات وقرأت له كل ماكتب تقريباً ، هناك الكثير من المبدعين الكورد الذين أقرأ لهم ومنهم عبدالوهاب الطالباني وفرهاد بيربال وغيرهم الكثير،

أما بالنسبة للشعر فأطرب كثيرا للشاعر عبدالله به شيو ود بدرخان السندي وهلكورد قهار وغيرهم.

-لعلك تنحاز اكثر لكتابة الشعر الغزلي في الوقت الراهن كما لاحظت، هل مازال الشعر رسول العشاق والمحبين في زمن محتشد بتفاصيل إدهاش وانعاش قد تتجاوز الشعر؟

الشعر دائما ينشد كمال الأشياء / والحب وحده الحد الفاصل بين النعيم والجحيم والشاعر لا يستطيع العيش دون حب يتعكّز عليه،

الحب هو الرافد الوحيد لنهر الحياة الذي يروي أرواحنا المنهكة بما يشوبها من أدران الواقع،

أحيانا أجد نفسي وأنا ملقى على قارعة الحب دون وعي مني هرباً من قسوة الحياة أو من وجوه شاحبة لم آلفها من قبل،

الشعر كان ولا يزال هو الجسر الوحيد بين إنسانيتنا وهموم العالم،

وبرأيي أن الشعر يعني الحب والعكاز الذي لا نستطيع رميه في طريقنا الى الجمال.

-شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك تحتشد بالكثير ممن يكتبون الشعر دون رقيب، كيف تنظر لهذه الظاهرة خصوصا انك عملت في الصحافة والإعلام لفترة طويلة؟

الفيسبوك هو موقع للتواصل الاجتماعي وهو جيد اذا ما تحكّمنا بمفاتيحه فهو باب مفتوح للتعارف مع المثقفين والأدباء في مختلف بقاع الأرض،

فلولا الفيس بوك لما كنا نتحدث الآن أنا وأنت لصعوبة التواجد فيما بيننا بسبب المناطق وهكذا فانا عن نفسي أراه فسحة جميلة ومفيدة للكثير من الأمور التي نحتاجها في حياتنا،

قبل سنين طويلة وبعد ماجرى من أحداث في العراق وعندما كنت اعمل في جريدة نينوى استطعت بفضل الانترنت التواصل مع أدباء وفنانين وعمل تحقيقات صحيفة رائعة للجريدة مع أشخاص لم أكن لألتقي بهم لولا الشبكة،

نحن نستطيع التحكم بافعالنا وافراز الجيد من السيء كما هو الحال في حياتنا

-بماذا تختتم حوارنا معك؟

أشكرك جدا على هذه الدردشة اللطيفة التي أسعدتني جدا وأتمنى أن نتواصل دائما مع جميع الأدباء والمثقفين لنضفي جمالية وحيوية على ما نريده من الحياة ومن العلاقات الإنسانية خدمة للثقافة بشكل عام .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi