المفسدون الكبار يدعون للإصلاح ومحاربة الفساد !
حسن الخفاجي
يبدو ان الدعوة الى الاصلاح ومحاربة الفساد اصبحت موجة يمتطيها أغلب الفاسدين في العراق. الفاسدون يعتقدون اننا مازلنا مغفلين ونصدق ما يقولون .
لم يجرؤ الحرامي الأكبر في فترة السبعينيات خير الله طلفاح خال صدام على افشال شركات ومؤسسات ومصانع الدولة كي يستولي عليها ، مثلما يحصل في العراق الآن.
صحيح ان طلفاح اشترى بمزايدات وهمية الكثير من مصانع وشركات الدولة او التي استولت عليها الحكومة من المعارضين والمسفرين من الفيليين ، والصحيح ايضا انه كان يعرف حدوده، وظلت الشركات والمصانع والمؤسسات الناجحة والتي يستفيد من خدماتها ومنتجاتها اغلب العراقيين تحت سيطرة الحكومة ولم يقربها الحرامي طلفاح .
الذي نراه الآن ان لصوصاً وفاسدين كبار وضعوا خير الله طلفاح في جيوبهم – كما يقول المثل العراقي – لأنهم عملوا ويعملون على افشال شركات ومصانع ومؤسسات الدولة ، لإنجاح شركات ومؤسسات أسسوها واصبحت رديفة لشركات ومصانع ومؤسسات الدولة، ما تعانيه الخطوط العراقية والموانىء العراقية خير مثال على ذلك .
نحن أمام طلفاح و( طلافيح) جدد لا يوقف جشعهم ولصوصيتهم أحد ، سيما وانهم يدعوٓن تبني الدعوة للإصلاح ومحاربة الفساد .
امّم صدام حصة كولبنكيان في النفط العراقي ، ولم تدخل أموال حصة كولبنكيان الى خزينة الدولة او موازناتها ، منذ التأميم لحد إطاحة صدام .
اين ذهبت تلك الاموال الطائلة ؟.
اخبر صدام رفاقه في القيادة ان اموال حصة كولبنكيان ستكون من حصة حزب البعث ، كي لايمر الحزب بتجربة فشل مثلما حصلت له في العام ١٩٦٣. اموال حصة كولبنكيان ارادها صدام ان تكون مورداً بيد الحزب في حال إطاحته ، ولو انه منذ ان استولى على السلطة اصبحت كل اموال العراق بيده وحصة كولبنكيان منها .
لصوص اليوم اغلبهم ينتمون الى احزاب او رؤوساء احزاب وتكتلات تدير العملية السياسية وتشترك في الحكومة . هؤلاء يسيرون على خطى صدام فهم يريدون اخذ الشعب رهينة باموال سحت يسرقونها ويستولون عليها بعمليات فساد .
استعملوا ويستعملون أموال السحت لشراء الذمم وانشاء امبراطوريات مالية واعلامية تعمل على تبيض صحائفهم السوداء والتسويق لهم .
يريدون الوصول الى هدفهم بجعل لقمة وخدمات يحتاجها الشعب بايديهم ، ليرفع الشعب الراية البيضاء ولا يفكر ابداً باستبدالهم بساسة يتصفون بالنزاهة ، لكنهم مفلسون لايملكون اموال يملكها اللصوص .
لقد جعلوا الكثير من الشعب يترحم على لصوص الامس .
لقد تمكنوا من تكبيل ايادي العراقيين عبر اختراقهم للتظاهرات المليونية التي خرجت تطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد .
رهانهم الاخر الناجح كان على خوف وتردد وعدم جدية السيد رئيس الوزراء الذي كان يحظى بدعم المرجعية ودعم جماهيري ، لكن تردده وخوفه من حيتان الفساد اضاع عليه وعلى العراقيين فرصة الاصلاح .
لا تصدقوا اي دعوة لمحاربة الفساد يطلقها الساسة ، لان اغلبهم اساس ورؤوس الفساد .
لا حل امام العراقيين غير العودة وبقوة لساحات التظاهرة واحياء روح الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة ، والضغط على الساسة والحكومة بشكل خاص لتنفيذ وعودها بالإصلاح .
العاجل في الامر الوضع الحرج للخطوط الجوية العراقية والمونيء العراقية وتعمد إفشالها لانجاح مشاريع شخصية رديفة، المطلوب تدخل السيد رئيس الوزراء العاجل وعدم الوثوق بوعود السيد وزير النقل باصلاح حال شركة الخطوط الجوية العراقية ، وان لم يحصل ذلك ندعوا المرجعية العليا التدخل وعدم السماح بتعمد افشال الخطوط الجوية والموانىء العراقية ، لو تمت عملية إفشالها ، فان ذلك سيؤسس لافشال باقي المؤسسات الحكومية والدوائر وتحويلها الى ملكيات وإقطاعيات للفاسدين ، الامر الذي يدفع الوطن والمواطن ثمنه.
قال فولتير “من يتسامح مع الجريمة يغدو شريكا فيها”
“
حتى اللص يقول بسم الله عندما يضع المفاتيح في ثقب الخزانة ليسرق”
حسن الخفاجي
16/1/2016
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية