استهدفونا لاننا ايزيديون
ظهر تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) في سوريا كتنظيم ارهابي خطير يحلل قتل كل من يعارض افكارها ولا يأمن بها و بنهجها المتطرف , فرتكبت اشنع الجرائم و مارس اعمال يدنى لها جبين الانسانية ونتيجة لساستها الارهابية القائمة على القتل و التدمير فقد امتدت الى مساحات شاسعة و امن بها و بايعها اصحاب الافكار العنصرية و الميول الاجرامية , هذا التنظيم حاله حال معظم المنظمات الارهابية الاخرى قد جعلت من الدين غطاءا لسياستها و اطماعها و نهجها العدائي , فكان لاعلان هذا التنظيم احياء الخلافة الاسلامية و اختيار خليفة للمسلمين تأثيرها الكبير في نفوس الذين يتوقون الى احياء التاريخ الاسلامي واعادة الامجاد القديمة , لذلك انضم اليها اعداد غفيرة ومن معظم دول العالم وهدفهم المعلن هو اقامة دولة اسلامية كبرى اما الاهداف المخفية فلا احد يعلم بها غير الذين ساهموا في انشاء و ظهور هذا التنظيم , وقد استغل القائمون على هذه الدولة مشاعر الناس و طموحاتهم خير استغلال وبدأوا باحتلال المناطق والمدن و عاثوا فيها دمارا و فسادا و قتلوا في حروبهم كل من لم يبايعهم او يعترف بهم وارتكبوا ابشع الجرائم و انتهكوا الاعراض ناهيك عن السرقة والنهب و التدمير وغيرها .
ما يثير السؤال هنا وفي هذه الظروف هل هذه الدولة التي اعلنوا عن اقامتها يديرها شخص الخليفة , وسياستها هي سياسة واحدة باعتبارها نابعة من افكار و توجيهات شخص واحد , ام ان لها اكثر من قائد او خليفة لادارة امورها وقيادتها , بمعنى ادق هل هي دولة كما يوصفونها وعلى راسها خليفة يشرف على توجيه الدولة و ادارة كل مفاصلها ام هي عبارة عن دولتين او تنظيمين يتشاركان في الاسم و الفكر و العقيدة ويختلفان في المسائل الاخرى كالتحليل والتحريم و محاربة بعض المكونات في منطقة معينة و عدم محاربتها في منطقة اخرى , ففي سوريا نجد ان الدولة الاسلامية ( داعش ) تحارب في جبهات عديدة و بعضها جبهات سنية اي نفس مذهب الدولة الاسلامية كما تحارب الاكراد و تكفرهم فنجدهم يقتلون الاكراد بلا هوانة سوءا كانوا مسلمين او ايزيدية ولا يفرق بينهم في ارتكاب مجازره و تطبيق احكامه .
اما في العراق فنجد العكس , فحين دخل تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) مدينة الموصل لم يتعرضوا الى المواطنين الاكراد ولم يكفرهم كما تعرض لهم وكفرهم في سوريا , بل سمح لمن يرغب بمغادرة المدينة ان يغادرها والى هذا اليوم يوجد عوائل كثيرة في الموصل و تحت حكم الدولة الاسلامية , وحين هاجم مقاتلوا الدولة الاسلامية ( داعش ) وبالتعاون مع العشائر العربية و بعض الخونة مدينة سنجار ذات الاغلبية الايزيدية والمعروفين لدى الجميع بقوميتهم الكوردية رأينا بأعيننا كيف تعاملوا مع ابناء هذه الديانة والمجازر التي ارتكبت بحقهم و الانتهاكات التي مورست ضدهم , فقتل الرجال و سبي النساء والاطفال و سرقت بيوتهم و دمرت قراهم و ستباحت اموالهم وارواحهم , في المقابل لم يتعرضوا الى الاكراد من المذهب السني و لم يقتل منهم احد و لا سبيت نسائهم او سرقت بيوتهم و اموالهم بل العكس حيث سمح لهم اذا ما ارادوا مغادرة المدينة ان يغادروها دون اي مانع بعد ان تم منحهم هويات او اوراق عليها ختم الدولة الاسلامية يدعوا فيها كافة سيطراتها الى عدم التعرض لحامليها كونهم من رعاية الدولة , بالاضافة الى ان عوائل كثيرة من الاكراد المسلمين مازالوا الى يومنا هذا في بيوتهم و يزاولون اعمالهم دون اي ضغوطات , هذا من جانب ومن جانب اخر نراى ان الذي يخوض المعارك ضد هذا التنظيم المتطرف و يقف بوجهه هي قوات البيشمركة الكوردية التي اصبحت السد المنيع لوقف هجمات هذه الجماعات التكفيرية .
فهل للدولة الاسلامية ( داعش ) اكثر من خليفة يقودها , بحيث ان سياستها تجاه الناس تختلف من منطقة الى اخرى و من بلد لأخر ؟ ام ان ذلك يعتمد على اهالي المناطق التي احتلتها الدولة الاسلامية ( داعش ) وعلى مبايعتهم لها و تعاونهم المسبق مع الدولة الجديدة ؟ فأذا ما بايعوا الدولة و تعاونوا معها بشكل جيد اصبحوا حينها من مواطنيها ولهم عليها حق الحماية , اما اذا لم يبايعوا خليفتهم وبقوا على وطنيتهم فهم بمنزلة الكفار وقتلهم جائز وحلال , ولهذا ومن هذا المنطلق فان كل من بقي في المناطق التي احتلها الدولة الاسلامية فهو راضا عن سياستهم و بايعهم و مستعد لحمل السلاح للدفاع عن افكارها , والا لما بقي تحت حمايتهم و نزح كما نزح كل الشرفاء حين صنحت لهم الفرصة .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية