الأيزيديين و همجية الأعلام ( جرا تي في نموذجاً )
يعدُ الإعلام وسيلة رئيسية للتواصل بين المجتمعات بل من اقوى آليات الاتصال العصرية بحيث اصبح جزءاً من حياة الناس اليومية ,
وفي ظل عصر التكنولوجيا و الثورة الاعلامية التي يشهدها العالم اصبحت ابواب السماء مفتوحة يسبح فيها كمٌ هائل من الأقمار الصناعية ، و اصبح من السهل علی مالكي رؤوس الاموال ان يستثمروا اموالهم بفتح قنوات فضائية أي كل من هب و دب اصبح له قناة فضائي .و أن العديد ممن يعملون في مجال الاعلام لا يدركون اهمية الاعلام و الثورة الاعلامية التي قلبت كل الموازين ليصبح العالم قرية صغيرة تحصل على المعلومة خلال ثواني في أي بقعة من العالم .
فأساس الإعلام هو الإتصال والتواصل ويهدف إلى تقريب وجهات النظر ، وتحويل المكان البعيد إلى مكان قريب حسب ضوابط معينة .
تتسم أدبيات الاعلام بمصطلح يطلق عليه أخلاقيات الصحافة و الأعلام هي مجموعة من القواعد والواجبات المسيرة لمهنة الصحافة والإعلام و يجب مراعاة هذه الاخلاقيات المهنية وفق القانون و الالتزام بمواثيق الشرف و قواعد السلوك ,
ومن أخلاقيات المهنة الصدق أي اظهار الحقيقة نقل الواقع بموضوعية و مصداقية دونما التعتيم او التضليل و دون اللجوء الى اساليب الخداع و السب و القذف و كذلك احترام الكرامةالإنسانية و عدم تجريح شخص او مسؤول او دين او طائفة و عدم التحريض على الفوضى و كل من يخالف القيم والعادات الاجتماعية و اشعال الفتن يعاقب حسب القانون
فهناك مواثيق إجبارية أو إلزامية و اجراءات قانونية و هناك عقوبة لمن خالفوا معايير السلوك المهني أو من ينتهكون اخلاقيات المهنة و الموضوع هنا شائك و طويل سأكتفي بهذا الحديث عن اخلاقيات الاعلام
ارجع الى الموضوع الرئيسي الأعلام الايزيدي في ظل هذه الظروف الراهنة و الحساسة جداً
من يقفُ بوجه اعلامنا التحريضي .. ؟ , من يخاطب عقلية الاعلاميين الغير مهنيين الذين يفتقرون الى اخلاقيات المهنة في بعض القنوات الأيزيدية و خاصة قناة جرا تي في القناة الأيزيدي التابع للحزب العمال الكردستاني .
ينتقون بعض ضيوفهم من الجهلاء و الأميين في جلساتهم الحوارية و يستفسرون القانون الدولي و السياسة الدولية و استراتيجية الكون تارةً و تارة آخرى يتحدثون عن علم الذرة و طبقة الأوزون و الاستنساخ البشري و علم الفلك و عن علم الاديان السماوية يملأون الفضاء بحواراتهم ” زعيقا ونعيقا و نهيقاً ” على عقول المشاهدين لساعات طويلة كأنهم خبراء دوليين وفلاسفة و في الواقع أن أغلبهم و ليس الكل غير مثقف لا يملكون شهادات الابتدائية .
التقارير و البرامج التحريضية في الفترة الاخيرة عن كارثة شنكال و وضع النازحين الأيزيديين في كوردستان على شاشة جرا تي في لم تخدم ايجابيا احداً و بدلا من أن ً يوصلوا اصواتهم و معاناتهم و مأساتهم للعالم زادوا الطين بلة .
أي غيرت جرا تي في سياسة قناتها بالكامل نسيت عصابات داعش و الجرائم التي ارتكبت بحق الشنكاليين و نسيت ضحايا الأيزيديين و المختطفين و المختطفات و ركزت على شيء واحد فقط الا و هو محاربة اقليم كردستان العراق والحزب الديمقراطي الكوردستاني و رئيسها مسعود البارزاني و كأن ليس لهم هم سواء التهجم على كوردستان العراق لبث سمومهم بين الناس البسطاء و زرع الفتنة الطائفية بين الأيزيديين و المسلمين و يبذلون قصارى جهودهم من اجل ابعاد شنكال عن كوردستان
و يفرغون سمومهم و حقدهم علينا ,عملوا لقاءات مع نساء ايزيديات في احدى مخيمات روز ئافا في كمب نوروز احفظوهم شعارات و دعايات و اكاذيب و قصص عارية عن الصحة حسب اهوائهم و توجهاتهم و مطامعهم
و تلك النسوة تقفن امام الكاميرا يرددن شعاراتهم كالببغاوات دون ان يدركوا خطورة ما يقولونه و تأثيره على الشارع الأيزيدي حيث تقف امرأة أيزيدية امام عدسة كاميرا جرا تي في و تقول كلاما ساقطاً خادشاً للحياء على رئيس اقليم كوردستان و قوات البشمركه دون ان يحرك اعلاميُ القناة ببنت شفة او ان تقاطع حديثها احتراماً لأخلاقيات المهنة و اخلاقيات العمل الصحفي .
و لتأتي بعدها امرأة آخرى و لتقول نفس الكلام الذي اخبرهم المراسل من اجل السياسة العدائية و الحقد و الكراهية التي تحملها قناة جرا تي في للحزب الديمقراطي البارتي و تسب و تشتم و تقذف البشمركه و عوائل الشهداء و رئيس الاقليم بألفاظ غير لائقة بعيدة كل البعد عن مجتمعنا و عن عاداتنا و تربيتنا دون التفكير بخطورة الوضع
و دون ان يفكروا في مستقبل النازحين الذين يتراوح اعدادهم من 300 الف الى 400 الف نازح في كورستان
و يسكنون في كافة قرى و محافظات الاقليم من زاخو الى السليمانية .
و بعد بث تلك اللقاءات على شاشة فضائية جرا تي في و انتشارها ( التي اجرتها جرا تي في في كمب نوروز في كردستان سوريا ) أي الفديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بدأت شرارة حرب فسبوكية باردة بين ابناء كردستان في داخلها و خارجها حيث ظهرت ظاهرة غير حضارية و غير أخلاقية مع شديد الأسف بين الأيزيديين و المسلمين في اوربا و كردستان يقومون بتصوير فديوهات و تسجيلات صوتية يسبون بعضهم البعض بألفاظ خادشة للحياء و يشتمون الرؤوساء و الاديان و المقدسات بأسلوب همجي سخيف يهدف الى ضرب النسيج الكردستاني الذي طالما كانوا يداً واحدة و الاقليم كان و لازال مثالا باهراً للتعايش و الاخاء بكل اطيافه مسيحيين مسلمين أيزيديين تركمان شبك سنة شيعة اصبح الجميع اسرة واحدة يجمعهم وطن واحد .
لكن بعض السلوكيات غير المسؤولة و اللاواعية و التصرفات الصبيانية من قبل بعض الافراد المتشددين من الايزيدين و المسلمين كانت لها تأثير سلبي كبير على حياة بعض النازحين في مدن كردستان مثل زاخو و دهوك و عمادية حيث اضطر بعض المسلمين في تلك المدن هناك بأخراج عدد من العوائل الأيزيدية من بيوتهم او الهياكل التي كانوا يسكنونها و قطع المساعدات الخيرية عنهم التي كانوا يقدمونها لهم و لم يبخلوا منذ اليوم الاول قدموا كل ما بوسعهم من مساعدات انسانية لكن للاسف تلك الثغرة الطائفية التي زرعها بعض ضعفاء النفوس أثرت بشكل كبير على حياة الناس في كردستان و هذه المشاكل تكبر يوماً بعد يوم مما ادى حدوث خلافات و مشاجرات بين أيزيديين و مسلمين في مدن اوربية السبب الرئيسي لتلك الظاهرة تعود الى همجية الأعلام الأيزيدي و عدم احترام اخلاقيات المهنة الصحفية .
تتفاقم المشاكل شيئاً فشيئاً و الفضل يعود الى سياسة جرا تي في و البسطاء و الفقراء يدفعون الثمن . .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية