طرد «المحتل» .. عندما يرتدي الباطل ثوب الحق
جلال شيخ علي
باتت مسٲلة مطالبة الميليشيات العراقية المدعومة من إيران بانسحاب قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب من العراق هي الشغل الشاغل للرٲي العام العراقي، فما هي حقيقة هذه المطالبات؟
في بادئ الٲمر نجد ٲن ٲكثر من امتنع عن الحضور في جلسة مجلس النواب المخصصة لطرد ما يصفونه بـ “المحتل” كانوا نوابا من “العرب الشيعة” بضمنهم نواب يدعون المقاومة، و لم يحضر سوى البعض من أصل نحو 200 نائب…
الخارجية الاميركية وكبار المسؤولين في واشنطن ٲكدو مراراً وتكراراً وفي عدة مناسبات أن العراق لم يطلب منهم رسمياً الانسحاب وأن هذه القضية تمت مناقشتها فقط في وسائل الإعلام، وهو ما يظهر مرة أخرى أن المسؤولين العراقيين غير جادين في هذه المسٲلة لانهم يشعرون بمدی الضرر الذي سيلحق بهم وبالمنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة. ٳذ يعلم الساسة الذين في سدة الحكم ان الخاسر الأكبر من انسحاب قوات التحالف هي إيران، لأنه إذا سحبت الولايات المتحدة قواتها والقوات المتحالفة معها من العراق فإنها الولايات المتحدة بلا شك ستفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على العراق، بما في ذلك حجب الدولار عن البنوك العراقية، مما سيؤدي إلى انخفاض كبير في السيولة النقدية داخل العراق، ويقلل كثيرا من تسرب الدولار إلى إيران التي تعاني هي الأخرى من عقوبات اقتصادية.
عليه فإن ادعاءات ما تسمى بالمقاومة والتضحية بعدد من افراد وعناصر الميليشيات من أبناء الخايبة تدخل ضمن خطة اشغال الشارع العراقي عن السرقات المليارية وعن تردي الخدمات وانتشار البطالة وهذه الخطة ليست بغريبة علی من يديرون البلاد من خلف الكواليس اذ طالما اختلقوا الازمات مع اقليم كوردستان لإشغال الرٲي العام العراقي عن سرقاتهم كٲنهم يلبسون الحق ثوب الباطل .
حقيقة نجحت هذه الأطراف في مسائل عدة منها شحن الشارع والٲهم من ذلك لا نجد اليوم من يتحدث عن سرقة القرن وغيرها من عمليات الفساد وبات الحديث عن طرد “المحتل” هو الحديث الأبرز للشارع العراقي.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية