يونيو 17, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الياس نعمو ختاري:( عيد بيلنده…  عادات وتقاليد دينية أيزيدية )

( عيد بيلنده…  عادات وتقاليد دينية أيزيدية )
   الياس نعمو ختاري
في معظم المناسبات والاعياد لدى ابناء الديانة الايزيدية تجري عادات وتقاليد دينية اجتماعية متوارثة عن الاباء والاجداد وتكون مرتبطة بالطقوس الدينية حيث انه لكل عيد او مناسبة دينية طقوس ومراسيم خاصة لها ارتباط كبير بالطبيعة والحياة اليومية والزراعة كون البعض من هذه الاعياد تعود جذورها الى فترات زمنية قديمة جدا حيث مراحل الحياة القاسية مع الطبيعة وتربية المواشي كان فيها جمع القوت من اساسيات الحياة . وفي هذه الحلقة وبمناسبة حلول عيد ( بيلنده ) اعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركة سيكون حديثنا عن بعض العادات والتقاليد والطقوس والمراسيم الخاصة بهذه المناسبة المبارك. حيث تصادف هذه المناسبة بداية اربعنية فصل الشتاء (جلئ زفستانئ ) حيث البرد القارص وهناك مثل قديم يربط بين هذه المناسبة والبرد والثلوج ينص ( بيَلندة وبيَدةرا بةفرىَ يه هنده) . قديما كانت قوافل باعة الزبيب والدبس تجوب مناطق الايزيدية واضعة الدبس في اوعية خاصة مصنوعة من جلد المواشي  تسمى ( هيَذ ) حيث يتم شراء هذه المواد بكثرة من قبل الايزيديين استعدادا لهذه المناسبة وتدوم هذه المناسبة ثلاثة ايام ( الاربعاء والخميس والجمعة ) ففي يوم الاربعاء فجرا تقمن الأمهات والأخوات بعمل الخبز الخاص بالأعياد يسمى ب ( صه وك ) في عيد بيلندا يعمل معها قرص خبز خاص تسمى ( خةوليَره ) حيث توضع فيها زبيبة واحدة فقط , وبعد ذلك تقمن النساء بتحضير  ( الجلانك ) توضع فيها الاكلات التي تم تحضيرها من الشلك والدوشاب وهي عبارة عن عجين ماوي تعمل على السيلك الصاجي وتغمس في الدبس للحصول على حلويات  ذلك الزمن الجمل  تسمى ب شلك و دوشاب استعدادا للذهاب الى المقابر وهناك تتم زيارة القبور واستذكار الموتى حيث يتم تناول البعض منها هناك ويتم توزيع البعض الاخر على الفقراء وبعد ذلك يعدن الى دورهن وكل واحده تجلب معها البعض من هذه الخيرات اكرامأ للموتئ ومن جانب آخر لأختلاط خيرات الجميع فيما بينهم  من باب تقوية العلاقات الاجتماعية. في يوم الخميس صباحا يتم زيارة القبور كما في يوم الأربعاء ,وبحلول المساء قديما كانت تقام مراسيم وطقوس خاصة حيث يتم أشعال النار و يتم أحراق بعض الأعشاب اليابسة التي كانت تجمع من الحقول والمزارع دائر مدائر القرئ والتي تسمى ( رةشك ) تزامنا مع مجىء الفلاحين من الحراثة مع ثيرانهم الخاصة بالحراثة حيث يعملون على أن يمر الثور فوق النار المشتعلة وتقوم النسوة بنثر الحلويات ( الزبيب ـ التمور ـ التين ) يتراكضون الأطفال بفرح للحصول على هذه الحلويات  وتسمى هذه الشعلة أو النار  ب ( كوركا كاى ) وخلال ذلك تقام الرقصات الشعبية الأصيلة و الجميع مرتدين أجمل الملابس الفلكلورية وهذا الطقوس مازالت تمارس في أغلب مناطق تواجد الأيزديين خاصة في القرى والأرياف والمجمعات  ، بعد غروب الشمس يجتمع أفراد الأسرة في البيت أستعدادا لطقس أخر من طقوسنا الجميلة حيث يؤتى ب ( الخوليَره ) من قبل ربة الأسرة  وتسلم الى رب الأسرة حيث يقوم هو  بدوره بتجزئتها الى أجزاء بعدد أفراد الأسرة على أن يكون التقسيم داخل قطعة قماش وعلى ظهر صغير العائلة بحيث لايسمح لأحد برؤيتها  حين الانتهاء منها  وبعد ذلك توزع على أفراد الأسرة حيث يقوم كل منهم بفتح القطعة الخاص به بحثا عن الزبيبة التي كانت قد وضعت فيها لحظة صنعها ومن يحصل عليها يفرح كثير ويكون صاحب الحظ السعيد بين افراد العائلة والجميع يقدمون له التهاني  ويتمنون له عاما سعيدا وهو بدوره يتمنى الخير والسعادة لأفراد عائلته جميعا ، عيد بيلنده في صبيحة يوم الجمعة حيث تصنع أكلة خاصة بهذه المناسبة تسمى ( كشام ) حساء او شوربة ساخنة طيبة المذاق مع أجواء الشتاء البارد ، الناس يعيدون بعضهم البعض ويزورون المزارات الدينية المقدسة في مناطقهم داعين من الله العزيز أن يحظفهم من كل مكروه وأن يفتح أبواب الرزق والنجاح في وجههم داخل أطار من التأخي والمحبة والسلام  .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: کوردی العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi