يونيو 09, 2023

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

شفان شيخ علو: لمضمون الاجتماعي للالش

لمضمون الاجتماعي للالش

شفان شيخ علو

لا يوجد نشاط، أي نشاط بالتأكيد، إلا ويكون له مسار أو مجال اجتماعي. أساساً، كل ما يقوم به أحدنا ينطلق من وسط اجتماعي معين. وأي مؤسسة، مهما كان نوعها، أو صفة خدماتها، أو مهامها، ينطبق عليها هذا القول، وكذلك حال المركز، مهما كان موقعه دينياً، ثقافياً وغيرهما، يكون له مضمون اجتماعي. وهنا تبرز القيم أو المثُل الاجتماعية الداعمة للمجتمع

ولعل لالش، داخل في هذا الحقل الواسع والكبير والعميق المحتوى .

وحين نتحدث عنه، ولأننا كإيزيدية نشكل جماعة لها ديانتها المختلفة، وبالمقابل، طقوسها، وشعائرها، وأشكال من السلوك، تميّز أفرادها عن بعضهم البعض، لا يعني ذلك اعتبار لالش المركز الثقافي والاجتماعي للإيزيدية، داخلاً في دائرة ضيقة، أو ممارسة دعاية له، أكثر مما هو عليه، أو من باب المنافسة مع مركز أخرى لعقائد أخرى في مجتمعنا الكوردستاني. مختصر الكلام هنا، هو تأكيد الدور الاجتماعي للالش، وأن الإيزيدية، باختلاف مراتبهم وأعمالهم، يمكنهم أن يلتقوا في ظله، أو تصبح علاقاتهم أكثر قوة وتعزيزاً لروابط الأخوة والمحبة .

أي حيث يكون صوت المحبة، والتفاعل الاجتماعي، وتعميق روابطه هو الأساس هنا !

نعم، يشهد لالشنا في تاريخه المديد، أسفاراً وأطواراً وهو ينتقل من دائرة أصغر إلى دائرة أكبر، تجاوباً مع متغيرات الحياة، وكذلك المسئوليات التي وضعها إداريوه على عاتقهم .

إن كل من له صلة بلالش قريباً أو بعيداً،، ومن يتابع أنشطته، في نشْره للكتب التي تخدم الإيزيدية وتنير عقولهم، وبما يجري من حولهم، إلى جانب مجلة ” لالش ” وكذلك صحيفة ” لالش “، كمثال بارز على نشاطه الثقافي، وسنتحدث عن ذلك أيضاً في حلقة قادمة. لا بد أن تتضح الصورة الاجتماعية للالش، وليس في ذلك فخاراً وتعالياً أو تباهياً، كما ذكرنا، إنما ما يخص الحقيقة الاجتماعية الشفافة له.

ومن المؤكد أن أي مركز، كما هو حال لالش، حين يكون له هذا الامتداد باسمه وأهدافه، لا بد أن يستقطب الآخرين، ويشد الانتباه إليه، حتى خارج نطاق الإيزيدية، من قبل الذين يهتمون بطبيعة الأعمال التي تمارس في مركز كهذا، وعلاقته مع أعمال تخص مراكز أخرى، وكيف تكون انعكاساتها وردود الأفعال تجاهها، في مجتمع، كالمجتمع الكوردساني، يشهد تعايشاً نوعياً، ومقارنة بالمجتمعات المجاورة، بين مختلف المكونات، كما تشد علاقاته، وصفة الأمن والاستقرار في مدن إقليمنا وبلداته وقراه.

وهذا يعني أن المركز الذي يُرى، ويتم التعرف عليه من خلال أنشطته المختلفة، وهي اجتماعية، تعمّق العلاقات داخلاً وخارجاً، وأن المركز هذا يتوجب عليه، مع كل تغير يطرأ على محيطه، أن يوسّع مهامه، ويفعّلها أكثر .

ولعل أبسط مثال، حول هذا المضمون الاجتماعي للالش بالنسبة لنا كإيزيدية، ما تعرَّضنا له على أيدي الغزاة الدواعش من عنف وإرهاب وقتل وسلب ونهب، وتخريب، ترك كل ذلك آثاراً محفورة في ذاكرتنا، فكان للالش هذا النشاط الملموس والمقدَّر في كيفية مداواة جراح أهلنا، إلى جانب عقْد لقاءات، ومناسبات، لأن المحنة واحدة، والألم واحد، طالما أن العدو واحد .

أن يكون للالش ذلك الصوت الاجتماعي، لأنه يمثّل في حقيقته مختلف أصوات أهلنا، وأنه من خلال هذا الصوت يكون في مقدور كل إيزيدي الشعور بأنه أقوى انتماء إلى مجتمعه، وكذلك أقل ألماً ومخاوف، بما أن هناك أيد تمتد نحوه وتساعده في حدود المستطاع.

لالش ببوابته الكبرى، ورؤيته في أركانه الوطيدة، مفتوح لكل إيزيدي، وحتى لغير الإيزيدي، إذا كان في ذلك ما يخدم الجميع، ومن الجميع، ويقرّب ما بين الجميع، ويحمي الجميع من أي أثر ضار، أو أي محاولة جانبية، يمثّلها مغرضون، لا يريدون سلاماً واستقراراً للجميع.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi