يوليو 27, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

وليد حاج عبدالقادر: ومن جديد: صلاح الدين الأيوبي .. اسقاطات معاصرة

ومن جديد: صلاح الدين الأيوبي .. اسقاطات معاصرة

وليد حاج عبدالقادر

في السريالية التاريخية وحركات الأمم والشعوب في تراكمات سيرها وتجاربها ، اثبتت بما يشبه الإحكام المتراكب ، وكمفاهيم ترسخت في الذهنية البشرية ، أن مكامن القوة مهما تعاظمت واشتدت على الأرض فهي بالتوازي تفرض هيمنتها ، وطبيعي أننا نعني بهذه القوتان ، الظاهرة منها والكامنة .

وعليه هنا وكمبدأ – لابد لي من الإقرار شخصيا – بنبذي الكامل الى درجة البغض لأي نوع من أنواع العصبوية وتحت أية مسمى او تعريف كانت ! .. ولكن ؟ وبكل أسف ! علينا ألا نتجاهل تاريخنا المشبع منه أحيانا بصفحات ملأى بقصص واخبار لأشخاص خاضوا حروبا ومعارك وصنعوا انتصارات ( ؟ ) كبيرة – ولكن ؟! – في مناطق بعيدة جدا عن كوردستان ، ولعناوين أيضا ما عنت مطلقا بمفاهيم ذي خاصية بحتة ، مع إدراكي وإقراري في السياق الزمني والمراحل التي تمت فيها من جهة ، كما والابعاد الإنسانية وحماية المجتمعات ، وهنا ومع إن المنطق العلمي / التاريخي لا يجيز محاكمة تلك المرحلة وفق سياقات عصرنا الحالي ، إلا أنها تجيز لنا – بالمطلق – دراستها وتبيان انعكاساتها الرئيسة على كثير من وقائع المراحل المتتالية الى وقتنا هذا ..

ولهذا فأن استعراض تلك المرحلة التاريخية ومن وجهة نظر نقدية ، طبيعي انها لا تستهدف أية مواقف تكن إن لغايات تشهيرية من جهة ، ولا من قيمة تلك المراحل وشخوصها مهما علت او دنت مراتبهم وما انجزوه لشعوبهم الأساس من مكتسبات خاصة من جهة ، ومن ثم المحيط ، تلك المكتسبات بصفتيها الوقتية منها والمستدامة أيضا – وبعبارة ادق تلك النتائج المحتمة للحروب بنكساتها وانتصاراتها ، والتي يفترض التركيز على ما راكمته تاريخيا وجغرافيا وتاثيرها العميق ديموغرافيا ، ومن هنا ! وفي عودة متأنية من جديد الى مرحلة ما يسمى احيانا بالحروب الصليبية ، او حملة نورالدين الزنكي والذي بات كثير من العروبيين والمتأسلمين يطلقون عليها اسم الحملات – الحروب السلجوقية بقيادة الزنكي والذي خلفه الأيوبيون ، ولمجرد التركيز على مفاصلها البدئية ، ومع تحول ، لابل تراجع او رخاوة القبضة السلجوقية على حساب قوة وهيمنة الكورد من خلال بروز سطوة وحنكة كما قيادة الأيوبيين وعلى رأسهم صلاح الدين الأيوبي ، واستطاعوا البروز في عمق وبنى مجالات كثيرة ، الأمر الذي أسس لجغرافية بشرية تعددت فيها الأوجه سياسيا وديموغرافيا ، ومعها إرث من التراكمات لاتزال تتفاعل بغضا وكراهية ، نشوة وزهو انتصار حسب مشارب وقناعات كل من تصدى نقاشا في هذه المسألة ، والنقطة الأهم ورغم دقة الجغرافية الكوردستانية طبيعيا وترابطا بيئيا ساندتها الديموغرافيا البشرية وتسلسل التعاقب التاريخي وترافد – توافد المجموعات البشرية رغم تعددها اثنيا ومشارب اقتصادية ، إلا ان البيئة ظلت تشي بحقيقة الإنتماء العضوي اثنيا لجماعة بشرية بخصائصها ، نعم ، لقد كانت القوات الزاحفة ترفد عديدها خلال مسيرتها حربا او تفاهما وطواعية ، ومع ذلك يظل الإنتساب عادة الى القائد الذي هو بالضرورة ملك او امير.

وهنا وبعيدا عن الإسترسال النظري ، وحتى السجال في الانساب وماهية الحملات العسكرية التي انطلقت حينذاك ، كما ذلك السجال مع منظر للفكر القوم – عروبي داخل معتقل عدرا العائد الأمن السياسي ، والجدل الذي دار بينه وبيننا نحن المعتقلين الكورد ، حيث تشبث ذلك العروبي النزعة ، بان نورالدين الزنكي والسلجوقيون هم من زحفوا أولا ، وان الكورد ومنهم الايوبيون كانوا قادة عند الزنكي نافيا أي طابع قوموي كوردي حتى عن الأيوبيين ، والواقع أن جزئية كون الأيوبيين كانوا يشكلون القوة الضاربة كما غلبة قادة جيش الزنكي فيها مافيها من المصداقية ولكن ! مجرد رحيل الزنكي خلفه القادة الأيوبيين ، وليستكمل صديق المعتقل بأن الكورد أنما وصلوا الى سوريا كجنود في جيش الزنكي ، ولا أثر مطلقا لأي وجود تاريخي لهم قبل ذلك ، وهنا وفي عجالة ساستذكر ذلك السجال التاريخي ومن ثم تبادل الرسائل المعنونة على شاكلة دفوعات وكل جهة سعت لإثبات وجهة نظره ، الأمر الذي دفعنا حينها الى البدء بصياغة ملخص تأريخي للمنطقة – ايران وميزوبوتاميا الموسعة – وارتكزنا على الذاكرة وغالبية كتب التاريخ التي كانت متوفرة في مكتبة السجن ، ناهيك عن برامج إذاعية كانت تهتم بهكذا مجالات.

وباختصار : لازلت أتذكر تلك الجملة التي قالها واحد من رفاقنا المعتقلين – الصديق سليمان اوسو سكرتير حزب يكيتي الكوردستاني – سوريا حاليا – ردا على ذات النزعوي : صلاح الدين والأيوبيون هم كورد حسب تصنيفكم ، بينما نحن نراه ووفق السياق العام للشعوب بانه اضر بالقضية القومية ، فقد افرغ مناطق كبيرة من سكانها الاصليين وساقهم ضمن كتائب جيشه وهاهم احفادهم في محيط هذا السجن الذي نحن فيه ( قصد بذلك سجن عدرا المركزي بمحيط دمشق ) ، أجل ان هذا الأمر شكل فراغا بشريا في المنطقة التي كان فيها ومنها انطلقوا مع الزنكي ، ونعني بالمنطقة تكريت ومحيطها ! ..

ومع هذا ؟! وبإختصار حول مسألة صلاح الدين والجدوى الكوردية من وفي إرثه وبغض النظر عن قضايا كثيرة لم تزل تعتبر بالفعل أمور خلافية تتفاوت في حديتها ، إلا ان الأهم في الأمر هو ذلك التساؤل الذي سيوجه ولو بعد آلاف السنين : كورديا ! ماذا لك ؟ وماذا عليك يا صلاح الدين ؟ مع إدراكي التام بمفهوم السياق – المرحلة التاريخية ، ولكن ؟ علينا ان ندرك ايضا وتأريخيا مدى انعكاس حملاته وتوسعه في زيادة الشتات البشري حتى ان مجموعات كبيرة من الكورد اضحوا كما التركمان موزعين حتى في السودان ( قبائل زاخوتي والتي يوعز ابناؤها بانتمائهم الى زاخو في كوردستان العراق ، وان بعض دمغات قطعان الرعي لازالت متشابهة جدا بينهم ) ، نعم ، أن السياق التاريخي لكل مرحلة تطرح مفاهيمها ، إلا ان جذور القضايا تبقى هي كالعادة ذاتها التي تتأسس عليها قضايا مستقبلية قد تبقى لآلاف السنين تطرح انعكاساتها ، والتي هي ما – اصر شخصيا – في التركيز على ما خلفته وانتجته تلك الحملات بنيويا ، وما اسسته لمشاكل استمرت ولم تزل تطفح بآثارها ، لابل خلقت بؤرا مستدامة ومصائب ارتبطت بمرحلته ، وسيخرج علينا بعض من تقاة عصرنا ، وبعد أن يملوا من الصراع والصراخ والنقاش الخلافي حول احقية أي من الخليفتين عمر وعلي / ر / وكما اولئك الذين كانت توقيتات ساعاتهم مع تعدد ماركاتها مولفة على توقيت موسكو السوڤياتية ، وهنا يتوجب علي التذكير بأمر حيوي وهام ؟ فإلى الآن لايزال بعض من عتاة الكنسيين / الكنيسة مع كل الإحترام للأديان / يحملوننا وزر كل خيبات تلك الحروب و .. من جديد صلاح الدين الأيوبي ؟! .. وشيعيا أيضا فبرقبتنا نحن مسؤولية إنهاء الخلافة – الفاطمية – العلوية في مصر !! .. ومسيحيا : هو من أعاد القدس الى العهدة العمرية ! والأهم روسيا وفي كل تشكلاتهم الدولانية ظلوا يتهمون الكورد بأنهم هم كانوا من وقفوا حائطا امام فيالقهم القوقازية .. وكورديا : .. افلا يحق لنا الصراخ كما فعل ابن مدينة حمص واسمه كان شيركوه الأيوبي : ماذا فعلت بنا ياصلاح الدين ؟! لن اسامحك ؟ فقد توهت عني لفتي وثقافتي وإرثي ؟! ..

وفي الختام : أما كفانا وذاك الشتات في اصقاع السودان ومصر وحتى الجزائر وفلسطين والأردن ولبنان والشام وبات غالبية احفادك ورفقاؤك من ذوي الأصول الكوردية ؟! … صلاح الدين : لايهمني ولن احاكمك بمنطق عصري كما ومن حقي وبعين المنطق ألا أفتخر بك قوميا !! .. نعم ألا أفتخر بك قوميا ، وأن استخلص من تجربتك الممضة وانعكاساتها فينا !! أفلا تجرجروننا ايها العابرون في فضاءات الكوردايتي الى ماهو أدنى وأمض كورديا !! … نعم !! كثيرا ما ردينا وزجرنا من دعا الى محاسبة صلاح الدين تاريخيا !! .. و / شخصيا سأظل / ولكن !! أوليس النهي عن قراءة انعكاسات تجربته تاريخيا على كوردستان والقضية القومية لا بلغة الخطاب المبهرج ولا حماسات المهرجين او الساحبين بشعبنا الى فضاءات ؟؟!! … و .. أيضا خلبية ؟!! . وهنا للتذكير : لماذا تكون دائما حروبنا وانسياحاتنا نحو الجنوب بؤسا على قضيتنا القومية وخدمة لاولئك الذين شهروا وسيشهرون كل قوتهم لوأد حقوقنا لا سلبها فقط ؟! .. وفي النهاية وبجملتين : افلا يحق لنا كورديا الإيمان بنظرية دوران التاريخ ؟ خذوا منظومة PKK وقارنوا الحالتين عسكريا وبمخرجاتها وطروحاتهم السياسية ! .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi