الأمير تحسين بك والوداع الاخير
شكري رشيد خيرافايى
ودع اليوم الاثنين الموافق(٢٠١٩/١/٢٨) الأمير تحسين بك الائيزيدين والعالم الوداع الاخير هو بعيدا وغريبا عن مركز الإمارة باعدرى بعد أن قضى أكثر من سبعين عاما على الرأس الإمارة وهو ابن سعيد بك بن على بك ومن مواليد باعدرة (١٩٣٣) تسلم زمام حكم الإمارة وهو لم يبلغ سن الرشد الا ان جدته الاميرة مبان خاتون استطاعت بقوة شخصيتها وعلاقاتها الواسعة مع الشيوخ والوجهاء الايزيدين والرؤساء العشائر الكوردية المسلمة في المنطقة علاوة على علاقاتها مع لواء الموصل وبغداد من أن ينصب حفيدها تحسين.بك على عرش الإمارة وقد بقيت هي وصية عليه حتى وفاتها في عام (١٩٥٦) اما الأمير الشاب فقد بلغ مبلغ الرجال وقد نشأ وترعرع وتربى في كنف الإمارة فقد استطاع تحسين بك خلال هذه الفترة الطويلة من حكمه ان يحافظ على قوة الإمارة وعلى كل الاصعدة.
وقد كان خلال هذه الحقبة التاريخية من عمر الإمارة له مواقف دينية واجتماعية وطنية وسياسية عراقية وكوردستانية والأيزيدية وأنه سيدخل التاريخ الايزيدي الكوردستاني من أوسع أبوابه كما انه عاصر اغلب ملوك ورؤساء العراق في العهدين الملكي والجمهوري ولم يكن بعيدا عن السياسة وقد شارك في الثورات الكوردية وخاصة ثورة أيلول والتي قادها البارزاني الخالد فقد اعتقل ودخل السجون وعاش في المنفى بعيدا عن الإمارة في جنوب العراق وتحديدا في محافظة الديوانية. كما انه دعم وبشكل مباشر الاستفتاء اقليم كوردستان في (٢٥/٩/٢٠١٧) . ولكن بعد جينوسايد الائيزيدين على يد الداعش وحوش العصر في عام (٢٠١٤) بحيث استباح الارض والعرض معا معيدين إلى الأذهان غزوات أجدادهم على كوردستان في أيام عياض بن غنم وعتبة بن فرقد. وكانت نتيجتها تشتت الائيزيدين بين الشرق والغرب وقد اختاروا الهجرة الجماعية نحو أوربا كما ان العيش الماساوى لآلاف الائيزيدين في المخيمات وووو. كل هذه العوامل مجتمعة اثرت على صحة ونفسية الأمير يوما بعد الاخر وهو شيخا طاعنا في السن كما انه كان يجد نفسه عاجزا عن تقديم الدعم الكافي والعاجل لبني جلدته بعد أن تكالب عليه الأعداء. نسأل الباري جل وعلا أن يتغمد الأمير وبوا سع رحمته وفيسح جناته وان يلهم اهله والأيزيدين واصداقائه الصبر و السلوان. كما اتمنى من عائلته والعائلة الأميرية كاملة أن يختاروا ميرا للامارة يتوفر فيه كل الشروط والمواصفات وبالتعاون مع والوجهاء والنخب الايزيدين في الداخل والخارج حتئ تؤهله ليكون أميرا اللايزيدين في العراق والعالم وبديلا الأمير الراحل الذي قاد سفينة الايزيدياتي في احلك الظروف.. فإن الأمير القادم سيكون مهامه صعب لان الظروف والمرحلة التي يمر بها المنطقة عموما والأيزيدين خصوصا يحتاج إلى شخصية قيادية حكيمة حتى يتسنى له اثبات وجوده كالامير محافظ على الإمارة من جهة وعلى الايزيدين الايزيدياتي من جهة أخرى. ان هذه المرحلة التاريخية الحساسة يحتاج إلى تكاتف وتعاون كل النخب والشرائح الايزيدين إلى جانب الأمير الجديد الان المجتمع الأيزيدي.اليوم بامس بحاحة الى الدعم المادى والمعنى والنفسي وهو يعش في في اسو مرحلة من حياته بعد ما تعرض إلى أبشع هجمة شرسة على يد الداعش في عام (٢٠١٤) كما انه بحاجة إلى الإصلاح والتغيير الذي ينسجم مع التطورات المرحلة الراهنة. كما أن ملف جينوسايد الايزيدين بحاجة إلى التحرك الدائم عليه في المحافل الدولية من أجل اثبات تلك الجرائم الوحشية بحقنا وكجرائم الإبادة الجماعية ومثول وهولاء المجرمين أمام المحاكم الدولية. كما يجب أن نستغل الدعم والتعاطف الدولي مع قضيتنا في المحافل والمنابر الدولية .من أجل انصاف شهدائنا ومخطوفاتنا واسرنا.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية