يونيو 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

 جلال خرمش خلف: الايزيدية . معاناة تأبى ان تنتهي

الايزيدية . معاناة تأبى ان تنتهي

 جلال خرمش خلف

       لا يخفى على أحد ما عاناه ابناء الديانة الايزيدية من مجازر و انتهاكات يندى لها جبين الإنسانية و ما مورس ضدهم من أساليب وحشية ستظل تشكل نقطة سوداء في تاريخ البشرية عامة و تاريخ الدولة الإسلامية ( داعش ) خاصة , فالايزيدية و طوال تاريخهم لم يسجل عليهم يوما أنهم حاولوا إسقاط الحكومة او ساندوا الانقلابات العسكرية او اصبحوا جواسيس و عملاء للغرباء ضد وطنهم , بل العكس فتاريخهم المشرف و النظيف يشهد عليه الغريب قبل الصديق , كما أن صفة الاخلاص و التفاني في حب الوطن هي صفة ملازمة لابناء هذه الديانة ناهيك عن احترام الآخرين و الدعوة إلى التعايش السلمي و نبذ العنف و التمسك بآداب حسن الجوار , كل هذه الصفات و غيرها الكثير هي من خصال الموروث التاريخي لأبناء الديانة الايزيدية .

لم يتهرب ابناء هذه الديانة الاصيلة من واجباتهم تجاه الوطن و اعتبروا أن تلبية نداء الواجب يعد حقا من حقوقهم لذلك كانوا ومازالوا من اخلص الناس تجاه بلادهم وأكثرهم حرصا على امنه و استقراره في المقابل لم يكن نصيبهم من الحقوق و الامتيازات سوى الإهمال و التهميش و عدم الاعتراف بوجودهم إذ كانوا محرومين من حقوق كثيرة ومنها على سبيل المثال حرمانهم من حق تملك بيوتهم و من حرية التعبير و أشياء كثيرة . تأمل الايزيدية كباقي مكونات الشعب العراقي من سقوط النظام أن يكون منعطفا نحو حياة أفضل و مستقبل ينعم فيه العراقيين جميعا بالخير و السلام بعد عقود من الظلم و التعسف و العبودية ولكن دائما و ابدا تأتي الرياح بما لا يشتهيه البؤساء فكانت حصة الايزيدية من الديمقراطية العراقية حصة الاسد حيث غرق العراق في بحر من الصراعات السياسية و الطائفية و التي كانت السبب في اراقة انهارا من الدماء الزكية و قياسا الى عدد الايزيدية في العراق فقد كانت لهم الحصة الكبرى من العنصرية و الارهاب الاعمى و التي افرزت عن انفجارات تلعزير و سيبا شيخدرى و قتل العشرات من المدنيين والعسكريين و العمال الايزيديين بدم بارد من قبل المجاميع الارهابية و التكفيرية التي عاثت في الأرض فسادا , وربما لم يرتوي الحاقدين و المارقين جيدا من تلك الدماء التي سالت من الأبرياء و المساكين و لم تشبع غريزتهم الدموية من تلك الاشلاء التي تناثرت في أرجاء تلعزير و سيبا شيخدرى لذلك اقدموا على محاولة إبادة هذه الديانة الاصيلة و المسالمة و محو أثرها من الوجود وطمس معالم تاريخهم فنتج عن احقادهم الدفينة و أفكارهم العنصرية الخبيتة ولادة دولة الشر و الإرهاب و التخلف( الدولة الإسلامية ) التي شنت هجومها على المناطق الايزيدية في شهر اب من عام 2014 بمساندة و مباركة العشائر العربية المحيطة بسنجار , فارتكبوا من الجرائم ما يقشعر منها الابدان و ما فاقت جرائم هولاكو و تيمور لنك معلنين بذلك ظهور وحوش بشرية قذرة تتغذى على اللحوم البشرية و تشرب دماء الأطفال و الأبرياء و تحيى من خلال القضاء على الاخرين . مما يؤسف عليه أن تلك الجرائم و الإنتهاكات قد مورست بحق الايزيدية أمام أنظار العالم أجمع دون أن يحركوا ساكنا وكأن ما اصابهم ليس ذا أهمية ولا يعنيهم و مما يؤسف عليه اكثر هو عودة معظم الذين تركوا ديارهم بسبب ارهاب الدولة الاسلامية الى مناطقهم و البدأ في لملمة ما تبقى من عوائلهم و عشائرهم وحتى ان الكثيرين من مسلحي و مرتزقة الدولة الاسلامية الذين ارتكبوا الجرائم و الانتهاكات بحق الايزيدية الكثيرين منهم عادوا الى مناطقهم و وظائفهم و اعمالهم بينما مازال ابناء الديانة الايزيدية يملؤن المخيمات و الهياكل و مازالت اصواتهم و انينهم تفطر القلوب حزنا و ألما على احبائهم المفقودين و اشلاء ذويهم المبعثرة في كل شبر من قضاء سنجار في مقابر جماعية و مقابر مخفية الى يومنا هذا . لم يعد هناك مطلب و لم يطلبه ابناء هذه الديانة الى كل الجهات و الحكومات علهم يلقون اذانا صاغية لمعاناتهم و للاسف مازال البحث عن رأس الخيط جاريا دون ان يكون هناك امل للعثور عليه و لسان حالهم يقول هل هناك اجزاء اخرى لهذا الفلم الدموي ضدنا بحيث اصبح عدم عودتنا الى مناطقنا و محاسبة من تلطخ اياديهم القذرة بدمائنا مبررا لبقائنا ام ان القادم سيشهد عملية زراعة امل في جسدا ميت يقترب يوما بعد اخر من اعلان وفاته ؟

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi