اضواء ايزيدية كاشفة
خدر خلات بحزاني
1ـ قبل نحو 3 سنوات، غرق عدد من الشبان الايزيديين اثناء محاولتهم الوصول الى اليونان عبر بحر ايجة، وقبل نقل جثامينهم الى الوطن، انبرى البعض من الايزيديين بالقول انه “لن يسال احدا عن هؤلاء المساكين ولن يكون احدا باستقبال هذه الجثامين وان الايزيديين لا قيمة لهم” وووو الخ.. في اليوم التالي كان هنالك عدد من الشخصيات الايزيدية في مطار اربيل في استقبال الجثامين التي تم نقلها على نفقة حكومة اقليم كردستان، فعاد البعض وكتب ان “الشخصيات الايزيدية تتاجر بارواح ابنائنا ويستقبلونهم من اجل الدعاية الشخصية”..!! حيرة والله، اذا يستقبلوهم دعاية، اذا لا يستقبلوهم خيانة؟؟
2ـ دعا العديد من النشطاء الايزيديين الى مقاطعة الانتخابات النيابية الاخيرة، وبعد ظهور النتائج و الخسارة الايزيدية التي كانت متوقعة (لعدة اسباب)، انبرى نفس اولئك الذين دعوا للمقاطعة الى شتم وانتقاد الاحزاب والشخصيات والمرشحين، وقالوا ان “الايزيديين لا مكان لهم في العراق ولا في كردستان ولا احد يقبل بهم ولا يريدهم، وان التزوير من قبل تلك الاحزاب كان مؤكدا” وووووو الخ.. ايها السادة انتم روجتم لمقاطعة الايزيديين للانتخابات، فلماذا تشعرون بالخيبة مما اردتم وسعيتم له؟!
3ـ يدور الحديث عن سعي ايزيدي محموم وجدّي لتخصيص 5 مقاعد كوتا للايزيديين ببرلمان كردستان.. وتم عقد اجتماعات ايزيدية بهذا الشان ومناقشات ومداولات، وحظت تلك الاجتماعات بسخرية واستهزاء من بعض الجمهور الايزيدي التي وصفها بانها “عديمة الفائدة”..
لكن فريقا من النخب الايزيدية اياها التقى قيادات في الديمقراطي الكردستاني والوطني الكردستاني، للحصول على دعمهم برلمانيا، لكن نشطاء ايزيديين لم تعجبهم هذه اللقاءات واعتبروها مضيعة للوقت.. واستمر الوفد الايزيدي بلقاءاته والتقى مع السيد علي بابير امير الجماعة الاسلامية في كردستان، وايضا تعرض هذا اللقاء للتهكم والانتقاد..
لكن اريد ان اسال، كيف يمكن للايزيديين ان يحصلوا على 5 مقاعد كوتا بدون التشاور واللقاءات مع القيادات في كردستان؟؟ اقليم كردستان لديه نظام برلماني وحكومة ائتلافية، واغلب القوانين تمرر بالتوافق بين الاحزاب وبما يتفق ومصالح الاقليم.. هل يمكن للايزيديين ان يحصلوا على تشريع برلماني كردستاني بتخصيص 5 مقاعد كوتا عبر مقال او منشور او تقرير صحفي او تعليق سلبي تهكمي؟ ام عبر لقاء باعة الخضروات والغاز في شوارع الاقليم (مع احترامي لاصحاب هذه المهن الشريفة).
دعونا كي نكون واقعيين، فليس كل ما ينجح بالعالم الافتراضي في فيسبوك يمكن ان يطبق على الواقع.. فلا يمكن تعلم السباحة عبر اليوتيوب، ولا يمكن ان اعثر على صديق يعطيني 2000 دولار بالدين عبر غوغل، ولا يمكن ان اشعر بالانتعاش بهواء قطبي عبر صور النت، لان الحرّ لدينا واقعي، لكن الكثيرين لا يشعرون به لانهم لا يعيشون الواقع.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية