يونيو 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قاسم ميرزا الجندي: تزوير الحقائق في كتابة التاريخ الايزيدي في العاصفة السوداء

تزوير الحقائق في كتابة التاريخ الايزيدي في العاصفة السوداء images

قاسم ميرزا الجندي

عبر كل العصور والعهود والشعب الايزيدي(الكوردي)تعرض ويتعرض إلى أبشع عمليات القتل والإبادة تحت ذرائع غير انسانية وهمجية ولأتفه الاسباب , وحتى في خلق وتلفيق الذرائع ونسبها للايزيدية لغرض محاربتهم وإبادتهم ومحوهم من على وجه الأرض. لأنه دين قديم وأصيل يدعو الى الخير والسلام و ينبذ القتل والكراهية…

والتاريخ يشهد كيف حاربوا ضد الايزيدية على مر الزمان, انها مسالة تتعلق وترتبط بالدم وبأصل الإنسان وجوهره وعرقه الاصيل, انه الصراع من اجل البقاء والبقاء للأصلح, ان الإمبراطوريات والحكومات المتعاقبة على الحكم والسلطة في بلاد مابين النهرين وعبر التاريخ, تواجه قوة وفكر وصبر الشعب الايزيدي(الكوردي) في مواجهة التحديات المصيرية, منذ أكثر من (4 ــ 5) آلاف سنة, فالايزيدية تدافع عن عقيدتها وأصالتها وتاريخها وتراثها. انه التراث البشري والإنساني الذي يدعو الى السلام والمحبة والتعايش. والإنسان الايزيدي عبر تاريخه الحافل بالإحداث وعبر العصور ناضل وكافح من اجل الحفاظ على إيديولوجيته ومعتقده في الحياة, ولن يتخلى عنها ابد الدهر. ورغم كل التغيرات والتطورات التي تحدث هنا وهناك. والتحديات التي تواجه الإيزيدية من ملابسات وتطورات سياسية واجتماعية المتسارعة والتي تحدث جدلا, تنجذب إليها المنحرفون ذو الجذور غير الاصيلة وأصحاب الشوشرة والذين يحبون الصيد في المياه العكرة.. قد تؤدي إلى الخلط في أغلب الأحيان بين الحقيقة وإثارة الكلام والنقاش في المواضيع الحساسة, ربما تؤدي إلى الاندفاع والتهور, الطاقات والأفكار النبيلة والخيرة للإنسان الايزيدي وتعامله مع الاحداث بعقلانية وفهم وموضوعية .. هي الكفيلة بمحو كل هذه الافتراءات يوما بعد الاخر .
اما بخصوص فلم العاصفة السوداء وإخراج فلم عن جينوسايد الايزيدية في شنكال انة مؤشر جيد, لو انهم اظهروا الحقائق والاحداث للتاريخ وللمشاهد على حقيقتها. لان جميع دول وشعوب العالم عرفوا وتعرفروا على المذابح والمظالم التي وقعت ضد الايزيدية من قبل مجرمي البشرية والانسانية (داعش) وتبنت اغلب دول العالم وحكومة وشعب كوردستان تقديم مساعدات انسانية للايزيدية, لأنه شعب مسالم ويحب عمل الخير. ومعظم دول العالم وهيئة الامم المتحدة قدمت المساعدات للايزيدين وللناجيات وإرسالهن الى دول الاتحاد الاوربي لمعالجتهن النفسية هذا من جانب, ومن الجانب الاخر رحب المجلس الروحاني الايزيدي بالناجين والناجيات وإصداره فتوى عامة بخصوص ضرورة استقبال الناجيات الأيزيديات بكل احترام وتقدير , من ايدي(تنظيم الدولة الاسلامية)لان خروجهم عن العقيدة الايزيدية كان تحت تهديد السلاح والإكراه. وتحاول العوائل انقاذ أفرادها من براثن الاوغاد وبمساعدة حكومة اقليم كوردستان والمجتمع الدولي والخيرين. وقد استقبلن الناجيات بكل حرارة ورفق وحنان من قبل ذويهن, واستقبالهن من قبل الايزيدية بكل حنان والدف والشباب وفي أقدس مكان في معبد لالش. وبحضور ومباركة المرجع الديني الأعلى سماحة البابا شيخ وأعضاء المجلس الروحاني الايزيدي. وتم تسميتهن بالطاهرات العفيفات القديسات. وكذلك تم زواج عدد كبير منهن من الشباب الايزيدي الغيور, ولم نسمع ابدأ وعلى الاطلاق الى يومنا بأن شخصا ما قد حرم زوجته المخطوفة أو اطفاله او ابنته او عائلته
الإبادة الجماعية التي اجتاحت الايزيدية في منطقة شنكال, ربما لن يشفي غليل الحاقدين على الايزيدية والإنسانية المسالمين والذين ليس لديهم .. سوى العيش بكرامة وحرية، ولهذ نجد بين فترة وأخرى يهاجمون ويهينون الايزيديين في جميع الاتجاهات, من السياسيين والشعراء والملالي .. وهذه المرة جاءت الاساءة من مخرج ومهرج فلم(العاصفة السوداء)الحسيني والذي يروي في قصة فلمه, ان مصير كل فتاة ايزيدية ناجية من قبضة (تنظيم الدولة الاسلامية)هي القتل, هذا تزوير للحقائق ولكي يخدم اجندات خارجية.
والمخرج يعرف ذلك جيدا وما هو السبب وراء زرع هذه الفتنة في الاوساط الشعبية الكوردستانية. ينبغي إيقاف عرض الفلم نهائيا ومنع تداوله وعرضه في كوردستان وفي دول العالم. لان رسالته واضحة وشريرة تحريضية تؤدي الى التفرقة والفتنة بين ابناء شعوب كوردستان؟ اذن ما الذي دفع المخرج الكوردي ان يزور الحقائق التاريخية ويتجه في الاتجاه السلفي.؟ ولماذا لم يتجه في الاتجاه الواقعي الحقيقي الذي كان يجب ان يكون فيها,ليخدم شعبه ووطنه
وما تعرض له الايزيدية في شنكال من ابادة جماعية ضدهم, فيها آلالاف القصص المليئة بالوفاء والبطولة والتضحية والفداء والإنسانية, من اجل المبادئ والقيم والأخلاق الايزيدية النبيلة. فكم من شخص ضحى بنفسه لأجل أسرته أو جاره او اهل قريته او وطنه، وكم من شخص تحمل مشاق السير في الجبال والخوف والتعب والجوع والعطش والارهاب والموت والقتل, وهو يحمل أمه او والده العجوز ولم يتركها بين ايدي الكفر والضلالة، وكم من فتاة ألقت بنفسها من فوق الصخور في جبال شنكال, حتى لا تدنس شرفها, كما وصفها رئيس الاقليم مسعود البارزاني “شرف الايزيديات هو شرف الشعب اللكوردي, والايزيدية هي الجزء الاصيل من الشعب الكوردي”, وكم من الفتيات احرقن انفسهن وانتحرن في سبيل القيم والحفاظ على الشرف والاصالة الايزيدية وهن في ايدي داعش, وكم من الشباب فقدوا حياتهم لفتح الحصار المفروض على الشنكاليين من قبل الارهاب وهم محاصرين في الجبل, لكي يفتحوا لهم ممراً آمنا وسالكا للوصول إلى سوريا في مهمة كانت مستحيلة، وانقاذ مئات الآلاف من الايزيديين. أن المخطوفات ومعاناتهن كثيرة وأن جميعهن تعرضن للاغتصاب والضرب والحرمان من الغذاء والإهانة والاعتداء والاغتصاب. وبرنامج الناجيات الايزيديات إلى المانيا لمعالجتهن, وشعوب ورؤساء دول العالم يشهدون لقصة الناجية نادية مراد التي هزّ الضمير والشعور الانساني العالمي .. بقصص القتل الجماعي لأهالي قرية كوجو, والاعتداء والاغتصاب على شرف الانسانية.
كل هذه المواضيع والقصص والبطولات والتضحيات التي تحمل جميع المعاني الإنسانية. لماذا لم يأخذ المخرج كل هذا التنوع القصصي الفريد والغزير في جميع النواحي الاخلاقية والإيمانية والقومية والسياسية والوطنية في نظر ألاعتبار وكان بالإمكان ان يجعلها واحدة من هذه القصص البطولية محورا في قصة فلمه, ليعّرفها لجميع شعوب العالم مدى تحمل وقوة ايمان وصبر الشعب الايزيدي(الكوردي) اذن ان رسالة الحسيني واضحة وصريحة المعاني لاثارة الفتنة بين شعوب العراق, لا يمكن لشخص عادي بريء أن يكتب السيناريو ويلفقها بهذا الشكل والصورة المبطنة، والمخرج يدرك جيدا الرسائل المبطنة والموجه للمشاهد لكل عمل فني والذي سوف يدركهم المشاهدين تدريجيا.
واقدم على تشويه صورة الشعب الكوردي بشكل كامل من خلال لقطات فلمه المشؤوم وكأنه يريد ان يتهم الشيعة ويبعد عرب الجوار من السنة بشكل مبطن من خلال قصة الفلم، وهو يوجه العداء وإثارة الفتنة في هذا الاتجاه ايضا, ويشوه على المشاهد معرفة الجناة الحقيقيين وهم عرب الجوار لمنطقة شنكال. هنا ندرك جيدا وفي كل محاور الفلم انه يعمل لأجندات خارجية ولإثارة الفتنة وتشويش الحقائق في السينما الكوردية الفتية و توجيه الثقافة الكوردية الاصيلة في اتجاهات سيئة, من خلال محاولته في تغيير التاريخ وتزوير الحقائق. لأجندات خاصة(خليجية او قطرية..)، لها أهدافها الايديولوجية السلفية, يقفوا وراءها جهات سياسية لها اهداف تاريخية طويلة الأمد لاشعال واثارة المشاكل بين طوائف العراق .. انها عملية ثقافية ارهابية القصد من ورائها تأجيج نار الفتنة واستمرارية الحروب في العراق وهذا ما رآه المشاهد في هذا الفلم الاسود
أن الجهات الدينية والثقافية الإيزيدية يجب ان يتخذوا قراراً بهذا الشأن, ورفع دعوة قضائية على كل من ساهم في اخراج الفلم بهذه الصورة التي تسيء الى الشعب الايزيدي(الكوردي) من انتاج واخراج ودعم, واين دور وزارة الثقافة والاعلام في اقليم كوردستان ومسائلتها في معالجة هذه الاساءة الموجهة ضد الايزيديين, كما يجب ان يطالب الجهات الايزيدية المسؤولة سلطات الاقليم في كوردستان في التدخلالسريع لإيقاف هذه الفتنة وعدم عرض الفلم ثانية, لا في كوردستان ولا في خارج كوردستان, إلا بتغيره نحو الحالة الصحية التي كان ينبغي ان يكون فيها من البداية, وتحويلها الى حالة تاريخية تعبيرية لللواقع وما تعرض لها الايزيدية من ابادة في (3/8/2014).
و ينبغي ان توجد لجنة معنية من قبل(المجلس الروحاني ومركز لالش والأوقاف الايزيدية) وتوحيد الرؤى لدراسة وتقدير مثل هذه الحالات والتجاوزات ودراستها في بداياتها, ومن ثم اعطاء الرأي الواضح والسديد للجهات المعنية وعلى اثر ذلك الدراسة والاطمئنان تعطى التصاريح
ولا يجوز ان يسمح لأي شخص يدخل الى لالش لغرض عمل كليب او فلم او اي شيء اخر, إلا بعد الدراسة وتوضيح ماهية ذلك العمل (فنيا , تاريخيا , تراثيا ,تصويريا ..) ويجب ان يعطى الاهتمام الاكبر في زيارة الوفود الى لالش ووضع لجنة رقابية حول جميع المواضيع والأشياء المتعلقة بالوفود الزائرة, والتوجه الصحيح في تعريف المزارات والطقوس والمراسيم الايزيدية الصحيحة .. للوفد الزائرة, وبتوجيه دقيق يطابق الاصل التاريخي للميثولوجيا الايزيدية, وليس اعطاء الشروحات السطحية البسيطة التي تغير في الكثير من المعاني العريقة لهذه الديانة. او المجاملة لتلك الوفود وتقديم تعريفات غير واقعية او حديثة لهم من قبل اي شخص كان لايمتلك ثقافة دينية رصينة وصادقة.. حسب رايه وقناعته الشخصية ومستواه الفكري . هذه مخالفة كبيرة ومغالطة خطيرة بحق تاريخ الديانة الايزيدية العريقة يجب الانتباه والحذر منها.


تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi