سبتمبر 12, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

كلمة وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي في مؤتمر (حقوق الاقليات في العراق – الواقع والطموح)

كلمة وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي في مؤتمر (حقوق الاقليات في العراق – الواقع والطموح)

فوزي الاتروشي/ وكيل وزارة الثقافة

أيها الحضور الكريم
إن التسامح ليس كلاماً يطلق وخطاباً يلقى أو مؤتمر يعقد، فمنذ عام 2003 ولغاية الآن ألقيت المئات من الخطب الرنانة والكلام الكثير وانعقدت مؤتمرات عديدة ذهبت إدراج الرياح.
إن حقوق الأقليات والمكونات العراقية والتسامح هي ثقافة وتربية وسلوك تطبيقي على ارض الواقع، وبدون ذلك تتحول الاجتماعات إلى شعارات ومزاعم عن واقع غير موجود.
إن التسامح والتعايش هي الأرضية المشتركة والقاسم المشترك الأعظم بين كل الأديان والشرائع والمواثيق الدولية، وتتطلب قبل كل شئ تجسيداً ملموساً وتلقائياً على الأرض.
ان الواقع مرير ومازالت الاغلبيات تفترس الأقليات والهيمنة الذكورية تفترس وتهمش النساء لان العنف هي اللغة السائدة بيننا.
حين دخل الملك فيصل الأول بغداد عام 1921 كان 20% من سكان المدينة من اليهود العراقيين، والان ونحن في العام 2013 فان هذا المكون العراقي تحول إلى مجرد أرشيف نحاول استلامه من الولايات المتحدة الامريكية بعد إصلاحه وترميمه ولم يعد له وجود بيننا.
وعدد المسيحيين وهم جذر تأريخي لهوية الوطن في تناقص مستمر يومياً كذلك الصابئة المندائيون الذين يشكلون احد اعرق المكونات العراقية، يتعرضون إلى الإقصاء والتهميش، وهكذا حال المكونات العراقية الأخرى، فحتى الشعب الكردي وهو المكون الثاني في البلد لم يكن ليبقى لولا جبال الإرادة والتحدي التي فيه والتي حوله حيث تعرض على يد النظام السابق إلى أبشع حرب عنصرية هددت وجوده.
إننا في وزارة الثقافة معنيون بالحفاظ على التنوع والتعددية والتعايش بين شرائح ومكونات الشعب العراقي الأثنية والدينية والطائفية والفكرية، لأن ذلك طريقنا لنسج الهوية الوطنية الثقافية العراقية القائمة على ثقافة التنوع بدلا من ثقافة النوع الواحد.
إننا أمام مفترق طرق فأما نتعايش ونتصالح على أرضية دولة المواطنة والحقوق المدنية والديمقراطية، او نتشظى ومعنا يتشظى وينقسم الوطن مثلما حدث في جيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا وغيرها من الدول.
إن كل أسس التربية والقوانين الصادرة عن البرلمان وهياكل ومؤسسات الدولة لابد ان تكون قائمة على حقيقة صيانة التنوع في العراق ضمن الوحدة وعلى حقيقة التسامح والتعايش والحوار واللاعنف، وبخلاف ذلك تتحول المؤتمرات إلى مجرد حبر على ورق.
إن التسامح لكي يكون واقعا لابد إن يقترن بفعل الاعتذار، اعتذار الاغلبيات من الأقليات مما يوفر الأجواء والبيئة النقية للتصالح، كل تجارب الشعوب المتحضرة تثبت ذلك.
إن الأفعال السيئة التي يرتكبها البعض تناقض فعل التسامح وتترك الآخرين يشعرون بالخوف الحقيقي من العنف كسلوك اجتماعي، فضرب المهندس البريطاني
قبل أيام في البصرة كان عملا بدائيا لايمكن قبوله، مثلما إن رجل الدين الذي كما أكد في كلمته غبطة البطريرك لويس ساكو رئيس كنيسة بابل الكلدانية في العالم، انه حرض المسلمين على عدم السلام على غير المسلمين، نقول ان هذا الشخص لابد ان يخضع للقانون باعتباره ارتكب فعلا جرميا يناقض ماندعو اليه من تسامح وتصالح وتعايش، ان هكذا سلوكيات خارجة عن كل ما تؤكده الشرائع السماوية والمواثيق الدولية تضعنا امام حقيقة مرة وواقع لابد من تغييره بقوة الثقافة والتربية والقانون.
ان الاقليات في العراق في خطر وهذا ما يدعونا للنهوض جميعا ومعاً من اجل التغيير وبناء دولة متحضرة مرتبطة بالعالم الراهن ، وليست بالماضي.
ان استحضار الماضي لا يفيدنا بشئ حتى لو كانت بعض محطاته جميلة. وأخيرا لا يسعنا الا ان نردد مع الشاعر ابي العلاء المعري قوله:
ليس الفتى من قال كان ابي          ان الفتى من قال ها آنذا.

17/11/2013

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

١ تعليق

  1. مواطن

    كلمة السيد وكيل وزارة الثقافة فوزي الاترروشي كلمة جدا معبرة عن معنى التسامح واحترام حقوق الاقليات لتحقبق الهدف والطموح للنهوض بالوطن ولا ارى اي مبرر من ردة فعل النائبة الموسوي والقيام بمقاطعة الاتروشي والهجوم عليه بكلام بذيء في محفل الاحتدفال باليوم العالمي للتسامح وبشكل يدل على البداوة والتخلف والذي لا يقود العراق لعدم النهوض ابدا بوجود هكذا برلمانيين لاتختلف فعلتهم عما فعله شلة جاهلة بلاعتداء على المواطن البريطاني في الىصرة دون اللجوء الى لغة الحوار والتفاهم وتحقيق مبدأ التسامح.

    الرد

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi