يونيو 18, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

د.سوزان ئاميدي: ميزان القوى عند الاحزاب الكوردية

ميزان القوى عند الاحزاب الكوردية

 د.سوزان ئاميديد.سوزان ئاميدي

لايختلف اثنان ان قوة الحزب في مبادئه وقيمه ومثله , الا ان ذلك سيكون في مهب الريح اذا فقدت كل من الاسايات التالية :-

1-القاعدة الشعبية

2- الامكانيات المادية

3- التأثير الاقليمي والعالمي

والقاعدة الشعبية تعتمد على الاقناع وتقديم الخدمات , والامكانيات المادية تعتمد على عدد الجهات الممولة ماديا (دخل الحزب من المصادر المختلفة) , أما التأثير الاقليمي والعالمي ياتي من ما يمتلكه  الحزب من زخم في فرض نفسه ليحسب له حساباً اقليمياً ودولياً  كـ ( تاريخ الحزب , رموزه , شعبيته , امكانياته , نشاطاته ) بمعنى اخر , اذا استطاع اي حزب ان يجمع بين القاعدة الشعبية والامكانيات المادية , فسيحصل على زخم يؤهله للتأثير  ويكون له شأن داخلي واقليمي وعالمي ,وبالتالي يكون له واقع مؤثر اكثر من الاخرين , وبمعنى آخر قوة الحزب تكمن في مستوى  قاعدته الشعبية وامكانياته المادية وفي مدى تأثيره الاقليمي والدولي , فضلا عن مبدئه او قيمه او مثله . والاحزاب الكوردية قائمة على افكار مختلفة الا انها تصب او تخضع لهدف رئيسي هو انجاح القضية الكوردية في تحقيق حقوق الشعب الشرعية . ولكل حزب اسلوبه وادواته في تحقيق ذلك , ومن اجل الوصول الى هذا الهدف يعمل كل حزب من اجل  الاستمرار  والادامة  في نشاطه السياسي , ومن ثم نجاح كل حزب يكون حسب حنكته السياسية  في كيفية تجيير المعطيات لصالحة  .

وقد يختلف الاحزاب في مدى اهمية او اولوية احدى الاساسيات انفة الذكر لقوة الحزب على الاخرى , وقد تكون الامكانيات المالية اهم  من القاعدة الشعبية لحزب ما , ويقوم بتقديم التبريرات والاسباب المقنعة حسب دراسات واعتبارات , او تكون القاعدة الشعبية لها الاولوية اكثر من الامكانيات المادية  لحزبٍ آخر , وهذا ايضا يأتي حسب قناعاتها  واعتباراتها المدروسة , وقد يرى حزب اخر ان التأثير الخارجي اقليمياً كان او  عالمياً او الاثنان معاً هو الاكثر اهمية وهكذا . فالرؤى المختلفة قد تؤدي الى الصراع من باب البقاء وطلب الافضلية . إذ يعتقد كل حزب ان ذلك سيعزز من بقائه واستمراره او رقيه , وهنا لايمكننا ان ننتقد اي حزب في محاولاته ليكون الافضل والاقوى ولكن ياتي الانتقاد عندما يحيد الحزب عن الهدف الرئيسي في تحقيق القضية الكوردية وحقوق الشعب  .

أرى ان الحزب القوي هو من يتحكم بالميزان  بين الاساسيات الثلاثة مع الاحتفاظ بمبادئه وقيمه على ان تكون القاعدة الشعبية هي الاكثر اهمية والاثقل وزنا واعتباراً  عن باقي الاساسيات المهمة ( الامكانيات المادية والتأثير الاقليمي او العالمي ) خاصة  في وضع كالمجتمع الكوردي , لان الاخيرة له قضية عادلة ومازالت لم تتحقق , فضلا عن احتياجاته العامة كأي مجتمع آخر من امن واستقرار وخدمات , بمعنى ان الشعب الكوردي مازال يعيش حالة الثورة ويطالب بحقوقه الشرعية , وعليه فان الحزب القوي هو من ينجح في كسب اكبر قاعدة شعبية كوردية , وهذا يأتي  بالتأكيد من خلال تقديم اقصى الخدمات الممكنة لهم ( الحماية من الفساد ونشر العدل وخدمة الناس وحماية البلاد ) .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi