يونيو 18, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

شكري رشيد خيرافايي: الايزيديون من المجمعات القسرية الى المخيمات الاجبارية

الايزيديون من المجمعات القسرية الى المخيمات الاجبارية
شكري رشيد خيرافايي
اذا كان الشعب الكوردي قد تعرض الى الظلم والاضطهاد القومي في كوردستان على يد الانظمة العربية القومية الشوفينية التي حكمت العراق منذ تأسيسها في عام (1921) مرة واحدةفأنالايزيدين قدذاقوا هذا الاضطهاد مرتين مرة دينيا واخرى قومياولا زال نعاني من هذا الاضطهاد الى يومنا هذا ؟ لقد تعرضت كوردستان الى عمليات التعريب الممنهجة منذ العهد الملكي ولكن كانت محدودة .
اما في ايام الحكم الجمهوري فقد توسعت بشكل ملحوظ وخاصة بعد تسلم البعثيين الحكم (1968_2003) وقد بلغت عمليات التعريب ذروتها بين اعوام (1975-1988) حيث تعرضت كوردستان في هذه السنوات الى حملات واسعة ومدمرة من التعريب والترحيل والتهجير القسري وانتهت بعمليات الانفال واستخدام الاسلحة الكيماوية في الحلبجة وقد راح ضحيتها الالاف المؤلفة من الشهداء وتدمير المئات من القرى والقصبات الكوردستانية وانشاء العشرات من المجمعات القسرية ؟ ولم تسلم مناطق الايزيدين من هذه العمليات كونها خطتماس بين العراق وكوردستان ضمن حدود محافظتي موصل ودهوك وقد نتجت من ذلك ترحيل المئات من القرى الايزيدين و تم اسكانهم في العشرات من ا لمجمعات قسرية تفتقر الى ابسط مقومات الحياة هذا من جهة ومن جهة اخرى احاطت المجمعات الايزيدية بحزام امني من العشائر مسلمة كوردية او العربية بغية التأثير عليهم من الناحية الدينية ؟ ولكن كون الايزيدين لديهم تاريخ طويل من المعاناة والفرمانات والمقاومة استطاعوا ان ينسجم مع الواقع الجديد منخلال صبرهم وتحملهم واخلاصهم وحبهم للعمل وقد ظل الحال هكذا حتى قيام الانتفاضة الاذارية في عام (1991) في كوردستان حيث تم اعادة الاعمار القرى الكوردستانية من جديد ولكن هذا الاعمار لم يشمل كافةقرى الايزيدية الان اغلبهم كانت تابعة للمناطق التى بقيت تحت سيطرة النظام لحينسقوطه في عام (2003) ولكن بعد سقوط النظام تنفس العراقيون جميعا الصعداء ولكن لم يدم طويلا حيث سرعان ما تحول العراق الى ميدانا للصراعات الطائفية والمذهبية والقومية وساحة لاتصادم المصالح الدول الكبرى وقد دفعت الاقليات العراقية وخاصة الايزيدين والمسيحين حصة الاسد من التضحيات فقد تعرضت مثلا مجمع تل عزير وسيباي في عام (2007) الى اكبر عملية الانتحارية راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى وتدمير المئات من المنازل على رؤؤس اصحابها المساكين؟ فضلا عن العمليات القتل والاختطاف الفردي والجماعي للعمال والمزارعين الايزيدين وقد ظلت الايزيديون يعيشون في الحالة من الذعر والارهاب وخاصة بعد سيطرة داعش على الموصل وتوابعها حيث اصبحوا في تماس مع المناطق الايزيدين وفي حينها كتبت مقالا في نهاية شهر تموز من عام (2014) بعنوان (الابزبديون من يحميهم ) وقد نشر في حينها موقع بحزانى مشكورةو ردت عليها احد داوعش باسم مستعار( محمد امين العولقي ) كان من اليمن قائلا ( الدولة الاسلامية قادمة وتمتد لامحال وليس امامكم انتم الايزيدين اما الاسلام او السيوف على رقابكم ) ( وقد ختم كلامه انا ناصحكم الامين من اليمن ) ولم يمضي عدة ايام حتى هاجم داعش وحوش القرن واحد و العشرين شنكال واغلب مناطقالايزيدين وتحت راية (الله اكبر) ارتكبت بحق الايزيدين ابشع جرائم القتل والخطف والذبح والسبي والتهجير القسري وعمليات النهب والسلب واعتبرها من(الغنائم) فقد دمروا الحجر والبشر في شنكال وبحزانى وبعشيقة ومناطق الاخرى نتجت عن ذلك نزوح الالاف من العوائل الايزيدين الى كوردستان وقد هبوا الاهالي من زاخو الى السليمانية الى مساعدتهم وفتحوا ابواب المدارس والجوامع والكنائس والهياكل الغير المكملة لهم لحين توزيعهم على المخيمات) اغلبهم في محافظة دهوكوقد مرت اكثر من ثلاث سنوات وهم يعيشون حياة قاسيا في المخيمات امام حرارة الصيف الحارقة وبرودة الشتاء القاسية تحت سقف الخيم وقد اضطر الايزيديون مرة اخرى الى الانسجام مع واقع الخيام والكمبات وقد عبروها بجدارة دون حدوث مشاكل تذكر كما توقعه البعض وهذا يرجع الى قوة ايمانهم وصبرهم لكونهم على حق والعدو معتدي وعلى الباطل فقد وجدوا بام اعينهم ماذا حل بداعش ودولتهم المزعومة بحيث مازال العشرات من جثثهم تحت الانقاض في ايسر الموصل ؟ ولكن يبدو ان العدو واحد سواء كانت قومي أو ديني وهدفه واحد وهو عدم جعل الايزيديون يستقرون و يشعرون بالامن الامان و يواكبون الحضارة والعلم والمعرفة وفقد مضت على محاربتهم للايزيدين اكثر من الف سنة ولكن انهارت امبراطورياتهم وحكامهم وسلاطينهم وقد بقي الايزيدين كقلعة صامدة بوجه غزواتهم متحدين جيوشهم ومدافعم بقلوب مؤمنة مدافعين عن الدين والوطن. والعرض .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi