يونيو 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

داود خديدا شنگالي: الايزيدية واستفتاء كوردستان… لماذا نعم؟

الايزيدية واستفتاء كوردستان… لماذا نعم؟

داود خديدا شنگالي

عندما بدأت الثورة الكوردية الكبرى في سبعينيات القرن الماضي، كان للايزيدية فيها علامات وهامات وكان اول رصاصة في وجه الظلم لأجل الحلم الكوردي المشترك قد أطلقها الايزيدية في حينها. وبقى الايزيدية مع الثورة الكوردية يسقون ارض كوردستان بدمائهم لأجل ان يكون لهم وطن يجمع أشلائهم المتناثرة بين معاهدات واتفاقيات مزقت الكورد وقسمتهم بين الدول والأقاليم. لم يكترث الايزيدية بكل ما حدث لهم ولم تقل عزيمتهم واصرارهم, بل الظلم الذي تعرضوا له زادهم اصرارا” وعزيمة.

ففي بداية سبعينيات القرن العشرين بدأت أولى علامات التعريب القسري ضد المناطق الايزيدية، خاصة في منطقة شنگال وانتزاع الاراضي من الايزيدية وإسكان العرب فيها، كما انه الشوفينيون قاموا بهدم القرى الايزيدية وتجميعهم في مجمعات سكنية بعيدة عن الجبل ليسهل السيطرة عليهم وقتلهم وابادتهم حالما تتيح لهم الفرصة وبالفعل كملوا مشروعهم في ابادة الايزيدية في الثالث من اب من العام ٢٠١٤. في الحقيقة, ان تعرض الكورد المسلمون للاضطهاد والقتل والتهجير كونهم اقلية قومية تطالب بحقها، فان الايزيدية تعرضوا لنفس الاضطهاد والظلم أضعاف مضاعفة، تارة كونهم اكراد اصلاء وأقلية دينية وتارة اكراد يتقاسمون الوجع الكوردي ويكدحون ويناظلون لأجل الدولة الكوردية وحق تقرير المصير. لا اريد ان أخوض في غمار الماضي المظلم لانه يمزق قلوبنا، ففيه خسرنا كايزيدية وككورد أعز مانملك، أحبة وأخوة سقوا ارض كوردستان بدمائهم حتى نصل الى يومنا هذا ونقف امام مفترق طرق, بين مؤيد للاستفتاء والدولة الكوردية وبين من وقع فريسة للاعلام والمصالح وأصبح يقف بوجه مستقبل اَهله واطفاله وحريته ودولته التي تحمي الباقي من جراحه ووجوده. في اخر لقاء ووصية للرئيس البارزاني، اكد انه مع كامل حقوق الاقليات الدينية في كوردستان، كما ان فخامته اكد لأكثر من مرة بان الايزيدية سيتمتعون بكامل خصوصيتهم الدينية في دستور كوردستان الجديد وان وجودهم وحقوقهم ستكون مصانة بالقانون والدستور الذي يعلى ولا يعلى عليه. والجدير بالذكر هنا ان فخامته لم يضغط على احد لأجل الاستفتاء لان كوردستان ستكون وطنناً للجميع وليس لحزب او شخص او جهة، فالحزب السياسي الذي يقف بوجه حلم مؤيديه حزب لا يستحق ان يكون له وجود في ارض ووطن كان هو بالامس خنجراً في خاصرته. ان قرار الايزيدية في المشاركة الفعالة في الاستفتاء من عدم مشاركتهم, كانت ولازالت مسالة مصيرية اولاً وقرار شخصي ثانياً. مسالة مصيرية: لان عدم مشاركة الايزيدية خاصة اهلنا في شنگال او الانجرار نحو اعلام بعض الجهات التي لا تحب الخير لا للايزيدية ولا لكوردستان، ستكون نتائجه وخيمة وكاريثية بالنسبة للايزيدية. اذ ان عدم المشاركة والمطالبة بان تكون المناطق الايزيدية تابعة لكوردستان، يعني بان شنگال والكثير من المناطق الايزيدية ستبقى تابعة للعراق او بكلمات ادق، آذاما وقف الايزيدية بالضد من الاستفتاء فستكون النتيجة ان كوردستان سترسم حدودها ويضطر الايزيدية للخروج من كوردستان لانهم اختاروا الانظمام الى الإقليم او المنطقة السنية والعرب بدلاً من الانظمام الى كوردستان والمشاركة في بناء حلم سقاه الايزيدية قبل الجميع بدمائهم. قرار شخصي: كل فرد فينا ملزم بان يأخذ على عاتقه بناء المستقبل. بان يهيئ الحاضر لِغَد أفضل. فالجميع يتحمل المسؤلية ومسألة او محاولة التهرب من الواجب الوطني هو بمثابة ان تعطي للعدو رصاصة ثانية بعد ان اخطاء في قتلك برصاصته الاولى. قد يتخيل البعض ان مسالة الاستفتاء هي مسالة بسيطة ومرحلة عابرة، الا انها في الحقيقة اهم مسالة وأكثرها حساسية في التاريخ الكوردي الحديث والمعاصر، فهي المسالة التي لاجلها ضحى الكورد بكل اطيافهم بالأرواح لأجل الاستقلال وحق تقرير المصير. الدور يقع اليوم على عاتقنا جميعاً في نشر التوعية وحث الناس باهمية وخصوصية الاستفتاء والاستقلال، ومن منا يتوانا عن دوره في بناء كوردستان ووضع حجر في سور الوطن سيندم في المستقبل لانه اختار ان يقف مع عدوه لقتل حلمه وحلم اطفاله وأحفاده.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi