يوليو 07, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

زهير كاظم عبود: أليس لنا إلا الاستنكار ؟؟

أليس لنا إلا الاستنكار ؟؟

زهير كاظم عبود

يضمن الدستور العراقي كامل الحقوق الدينية لجميع العراقيين في حرية العقيدة والممارسة الدينية ، والعراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب ، وحظر الدستور كل نهج عنصري او طائفي او تكفيري او تطهير طائفي سواء كان يمهد او يروج أو يمهد أو يبرر لهذا ، وكفل الدستور حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني .

كما أكد قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل في الفصل الخاص بالجرائم التي تمس الشعور الديني في المادة ( 372 ) منه على معاقبة كل من اعتدى بأحدى طرق العلانية على معتقد أحدى الطوائف ، او كان قد تعمد أحداث تشويش في حفل أو اجتماع طائفة دينية أو حقر من شعائرها  ، أو تعمد منع ذلك من شيء في شعائرها ، كما عاقب النص كل من قام بتحريف الكتابات الدينية أو استخف بأحكام تلك الكتابات المقدسة ، وعاقب النص كل من اهان رمزا دينيا أو سخر من ديانة في العراق.

ومع كل الذي يجري في العراق فأننا لم نلمس تطبيقا قانونيا لكل الجرائم التي ارتكبت في هذا المجال ، ويمكن ان يكون الوضع الأمني والظروف العصيبة التي يمر بها العراق عائقا يحول دون ذلك .

وأكد السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق في أكثر من لقاء ومناسبة حرصه الأكيد على حرية الأديان وحمايتها في كوردستان باعتبارها أنموذجا للتعايش والانسجام بين كل الديانات التي تعيش فيه .

ما يجري اليوم يؤكد ان نارا تحت الرماد ، وهذه النار التي لم تنطفئ يراد لها أن تحرق الأخضر واليابس في هذا البلد الآمن ، فهناك من يمارس التحريض والاستخفاف والتحقير دون رادع ، بل وصل الأمر الى التجريم والدعوة للقتل ، وجميعها من الجرائم الخطيرة التي يعاقب عليها القانون ،  ومع اننا نؤكد بأن الزمن لم يترك أحدا عاجزا عن حماية نفسه وحريته وعقيدته ، إلا ان الجميع يتمسك في بلد نزعم انه محكوم بالقانون.

ما يتعرض له الأيزيديون اليوم لم يعد ممكنا السكوت عنه ، ولم يعد أحد يطمئن الى نتائجه السلبية ،  وهم جزء من هذا المجتمع ويطمحون للعيش بحرية وكرامة يوفرها لهم الدستور وتحميهم القوانين ، وهم  لاينقصون درجة عن اي مواطن آخر .

أن التشويه الذي طال تاريخ ودين الأيزيدية لم يتوقف ولن يتوقف ، وهو برغم ضحالة فكر من يمارسه يعبر تعبيرا صادقا عن إمكانية ارتكاب مثل تلك الجرائم بحق الأيزيدية دون رادع ، وليس لنا إلا الاستنكار والشجب ، وهذه الأمور تعبر عن رد فعل اخلاقي لايقوم الأمور ولا يعاقب الفاعل على فعله ، ولا يجعله عبره لغيره حتى يمكن ان تستقيم الأمور وتحترم الديانات كلها في كوردستان العراق او في العراق عموما .

أن حملات الإبادة ضد الأيزيديين لم تتوقف ، وإنها أخذت شكلا جديدا ، ويمارسها اليوم قتلة ومتطرفين ارهابيين من سقط المجتمع ،  وتزف عوائل الايزيدية بين يوم وآخر استشهاد مجموعة من العمال والفقراء والبائسين غدرا ، والقتل صار عنوان للحياة الأيزيدية  ، ومن يدخل مدينة الموصل يغامر بحياته ، حيث تمت هجرتهم من مناطق عديدة في العراق قسرا وعادوا الى قرآهم وبلداتهم البائسة والمنسية  والمهملة ، وإذا كانوا تحت حماية قوات اقليم كوردستان في تلك القرى وأن كانت تقع خارج سلطة الإقليم ، فأن لهم حقا تاريخيا وأخلاقيا وقانونيا في رعايتهم وحمايتهم  وتحسين واقع حالهم ، واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق كل من يتعرض لهم بأي سوء أو يحرض ضدهم بأي شكل .

أن الدين أي دين مبني على قيم المحبة والتسامح والدعوة للتمسك بأفعال الخير والسلام ، غير ان عناصر متطرفة تفتقد للعقل والمنطق لاتعرف هذه القيم وتمارس كل الأفعال المخالفة للقانون ضد الأيزيدية ، وكل هؤلاء يعتقدون بضعف الأيزيدي وخنوعه ، ويحسبون أن الأيزيديون مواطنين من الدرجة الثانية ، وأن التجاوز عليهم ممكنا وتكرر مرات عديدة ولم يلق سوى الاستنكار والشجب .

التهجير والقتل مستمرين ، والطلبة  الأيزيديون يعيشون حالة من الرعب ، ومناطق الأيزيدية منكوبة ومنسية ومهملة ،  ونار التطرف تحت الرماد بانتظار أن تحين الفرصة للإجهاز على قرى الأيزيدية ، ولم تزل رصاصات الغادرين الجبناء تطلق عليهم من الخلف ، والأيزيديون ليسوا خانعين وبإمكانهم حماية انفسهم وأعراضهم وأموالهم وقراهم ، وأن بإمكانهم أن يكونوا قوة مرعبة ترعب ليس فقط الغادرين والمتطرفين .

وليثق الجميع بأن الأيزيديون جزء فاعل ومهم من هذه الأرض ، عليها قاموا وفوقها بنوا وتحتها يموتون ، وإذا كان معيار القوة والتطرف هو السائد فاتقوا غضبة الحليم اذا غضب ، والمظلوم اذا انتفض .

نجدد النداء الى السيد رئيس الإقليم الذي أكد لي شخصيا في اجتماع بحضور مجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان ، بأن اقليم كوردستان وسياسة الإقليم تحترم حرية العقيدة وتحمي كل الديانات ، لذا فأن تطبيق القانون حماية لكوردستان الإنسان ، وتطبيق الدستور حماية لمستقبل اجيال كوردستان ، نريد بلدا ليس للمتطرف فيه محل ، وانه يقوم بتطبيق القوانين وتقويم المتطرفين وتصحيح نهجهم وطريق تفكيرهم ، بلدا يتساوى فيه المسلم مع المسيحي والأيزيدي والمندائي واليهودي وكل المكونات الدينية الجميلة الأخرى ، واحترام العقيدة  والفكر والضمير من أسس الحريات التي يتم اعتمادها في حياتنا .

لانريد ان نعود او نتعود على بيانات الاستنكار التي لم تشبعنا ولا وفرت حماية لأرواح من حصدتهم بنادق الغادرين من الجبناء ، ولا نريد الشجب التي لم توقف حملات التحريض والتكفير المتخلفة ، اننا اليوم بحاجة ماسة لتطبيق سياسة عملية طالما كانت من بين أهم مبادئ سياسة الإقليم وأحزابه الوطنية ، في احترام الإنسان ايا كانت قوميته ومهما كان دينه او مذهبه .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi