جفاف غير مسبوق يهدد محاصيل القمح في دهوك
تشهد محافظة دهوك في إقليم كوردستان العراق أزمة زراعية متفاقمة هذا العام، بعد أن تسببت قلة هطول الأمطار – وتوقفها شبه الكامل على مدار عام – بخسائر فادحة للمزارعين، خصوصًا أولئك الذين يعتمدون على الزراعة البعلية (المعتمدة على مياه الأمطار).
في سهل سليفاني التابع لقضاء سيميل، فقد المزارع حسن علي معظم محصوله من القمح بعد أن زرع نحو 100 دونم من أرضه. يقول حسن لكوردستان24: “الوضع متدهور للغاية هذا العام. لم تمطر، والزرع لم ينبت أساسًا. خسرنا مبالغ طائلة في البذور، الوقود، والمواد الكيمياوية.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد تم زرع القمح هذا العام على مساحة 945 ألف دونم في محافظة دهوك، غير أن 345 ألف دونم فقط تم ريها بمصادر مياه ثابتة، بينما تُركت المساحات المتبقية تحت رحمة الأمطار التي كانت شحيحة.
صرّح أحمد جميل، المدير العام للزراعة في محافظة دهوك، لكوردستان24 قائلاً: “هطول الأمطار هذا العام انخفض بنسبة 75% مقارنة بالسنوات السابقة، ما ألحق أضرارًا جسيمة في المناطق الزراعية، خاصة في قضاء سيميل، حيث من المتوقع عدم حصاد حوالي 95% من الأراضي المزروعة بالحنطة المعتمدة على الأمطار.”
وأضاف أن بعض المناطق مثل مانكيش وشيخان شهدت تأثيرات أقل بسبب اختلاف التضاريس، مؤكداً على أن مديرية الزراعة طلبت من دوائر الكهرباء زيادة ساعات التزويد بالمناطق التي تعتمد على الري بالمرشّات.
وفقاً لبيانات وزارة الزراعة في حكومة إقليم كوردستان، فإن العام الذي تقل فيه كمية الأمطار عن 350 ملم يُصنّف “سنة جفاف”. وحتى الآن، لم تتجاوز كمية الأمطار المسجلة في محافظة دهوك 300 ملم، مقارنةً بـ1000 ملم سجلت في نفس الفترة من العام الماضي.
في العام الماضي، بلغ إنتاج القمح في دهوك 400 ألف طن. أما هذا الموسم، فقد فشل نحو 40% من القمح المزروع في الإنبات، ما ينذر بانخفاض حاد في الإنتاج.
تعتمد نسبة كبيرة من مزارعي دهوك – خصوصاً في المناطق الريفية – على الأمطار كمصدر رئيسي لري المحاصيل، وخاصة القمح، المحصول الاستراتيجي الأول في الإقليم.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
