مسرور بارزاني في أمریکا لتعميق الشراكة وتعزيز السلام في المنطقة
د. سامان سوراني
في السادس من تشرين الثاني عام ٢٠٢٤ قام دولة الرئیس مسرور بارزاني بتهنئة دونالد ترامب بمناسبة إنتخابه رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية، ففي رسالته الی الرئیس المنتخب کتب دولته بأنه یتطلع الی تعميق الشراكة بين إقليم كوردستان والولايات المتحدة والعمل معاً لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
الیوم و بعد مرور عدة أشهر علی تهنئته یزور دولة الرئیس مسرور بارزاني للمرة الثانية الولایات المتحدة الأمریكية وذلك بدعوة رسمية من قبل الإدارة الجديدة.
إذن أهمية الزیارة تکمن في أنها جاءت في وقت مناسب جداً، فالرئیس ترامب کان قبل أیام في الشرق الأوسط وعقد صفقات تجارية وإقتصادية وأمنية ضخمة مع کل من السعودية و دولة الإمارات و قطر.
تحمل زیارة دولة الرئیس مسرور بارزاني في طياتها العديد من الرسائل، منها سبل الإرتقاء بالعلاقات التاريخية و توطيد أواصرها علی مخلتف الأصعدة، وکذلك تعزيز التعاون في قطاع الطاقة، بما في ذلك الاستفادة من الطاقة النظيفة والمتجددة والتأکيد علی أهمية استئناف صادرات نفط الإقليم، التي توقفت منذ مارس ٢٠٢٣، مما كبّد خزينة العراق والإقلیم خسائر بمليارات الدولارات، بالإضافة الی دعم الاستثمارات الأمريكية و مناقشة سبل التعاون المشترك في دعم قوات البیشمرگة لتعزيز الصداقة والشراكة التي تجمع الولايات المتحدة والإقليم في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية، من أجل الوصول الی إستقرار أكثر و سلام دائم في المنطقة.
دولة الرئیس مسرور بارزاني یحمل في جعبته العديد من المنجزات البارزة التي حققتها حکومته في السنوات الماضية عبر مختلف القطاعات، مما ساهم في تعزيز البنية التحتية والخدمات العامة، منها تنفيذ عدد كبير من المشاريع الإستراتيجية في قطاع الزراعة والصحة والتعليم و الکهرباء والمیاه والصناعة والسياحة و سوف يستعرض رؤية الإقليم وخططه لتطوير هذە القطاعات واستقطاب الاستثمارات الأمریکي الی إقلیم كوردستان.
زیارته هذه سوف تفسح المجال لە لمناقشة الوضع في سوریا و الشرق الأوسط و مجمل المستجدات والتطورات على الساحة العراقية، بالإضافة إلى آلیة تصدير نفط الإقلیم الی الأسواق العالمية. إن علاقات إقليم كوردستان بالولايات المتحدة تُعد ذات أهمية استراتيجية وسياسية واقتصادية وأمنية كبيرة، ولها أبعاد متعددة تنعكس بشكل مباشر على استقرار ونمو الإقليم.
لأن الدعم الأمني والعسکري والسياسي والدبلوماسي والإقتصادي المتواصل لأقلیم کوردستان من قبل الإدارة الأمریكية تمثل عنصراﹰ أساسياﹰ في استقرار وتنمية الإقلیم.
لذا نستطیع أن نقول بأن علاقة الإقلیم بأمریکا ليست مجرد علاقة تحالف مؤقت، بل هي شراكة متینة، إذ يُعد إقليم كوردستان أکبر داعم للولایات المتحدة الأمریکية في الشرق الأوسط و حليف جدير بالثقة و نقطة توازن بين کل من إيران وتركيا وبغداد.
وختاماﹰ نتمی لدولة الرئیس مسرور بارزاني کل النجاح في زیارته هذه، على أمل أن تُفضي هذه المساعي إلى نتائج إيجابية تعزز الاستقرار والتعاون بين البلدين و تسهم في ترسيخ أسس السلام والتنمية في إقلیم كوردستان والمنطقة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
