وسطاء يسهلون الإجراءات.. رجال من إقليم كوردستان يقبلون على الزواج بسوريات
يشهد إقليم كوردستان والعراق إقبالاً متزايداً على الزواج من السوريات، حيث يعمل وسطاء على تيسير إجراءات الخطبة والزواج للراغبين، خاصة من المتزوجين الذين يسعون للارتباط بزوجة ثانية أو ثالثة.
يؤكد سردار عبدالله، وهو وسيط زواج من قضاء خبات التابع لأربيل، أن الطلب على الزواج من السوريات مرتفع للغاية، ويتلقى أسبوعياً ما لا يقل عن طلبين للزواج.
وأوضح أن عملية الخطبة تبدأ بإرسال صورة الرجل والمواصفات المطلوبة، وبعد الاتفاق بين العائلتين، يتم إجراء فحوصات الدم، ثم عقد القران على يد رجل دين، قبل توثيقه في المحكمة ومراجعة السفارة العراقية لإتمام الإجراءات.
ويضيف سردار: “في إقليم كوردستان، يصعب على الرجل المتزوج الارتباط بزوجة ثانية، فالمرأة الكوردية ترفض في الغالب الزواج من رجل لديه زوجة أخرى، لذا يتوجه البعض إلى سوريا لإتمام زواجهم هناك.”
عبدالله، أحد الرجال الذين توسط لهم سردار، متزوج وله أربعة أبناء، وحاول على مدار 14 عاماً وخلال سبع محاولات خطبة، الزواج من زوجة ثانية كوردية، لكنه لم ينجح بسبب رفض العائلات.
ويقول عبدالله: “وضعي المادي جيد، وأرى في نفسي القدرة على رعاية أكثر من زوجة، لكن الزواج من كوردية يتطلب موافقة العائلة بأكملها، بينما في سوريا يقتصر الأمر على موافقة الزوجين فقط، لهذا اخترت الزواج من هناك.”
في النهاية، تمكن خلال أيام من الزواج بفتاة سورية عمرها 24 سنة، أي أصغر منه بـ 15 عاماً.
يرى محمد صابر، المتخصص في الشؤون الاجتماعية والاستشارة العائلية، أن كثيراً من الرجال يلجأون لهذه الطريقة بسبب التشديدات القانونية في إقليم كوردستان على تعدد الزوجات، حيث تمنع القوانين الزواج بأكثر من امرأة إلا بشروط صارمة.
ويضيف صابر: “البعض يبرر هذا الزواج بالأحكام الشرعية التي تجيز تعدد الزوجات، لكنهم يواجهون قيوداً قانونية في كوردستان، لذا يفضلون الزواج من سوريات خارج الإقليم.”
لم يقتصر هذا الاتجاه على الرجال فقط، بل أعربت بعض النساء في إقليم كوردستان عن قبولهن بفكرة أن يكنّ زوجة ثانية. وتقول سارا فتاة من أربيل تبلغ من العمر 24 عاماً: “بالنسبة لي، لا مانع لدي من الزواج كزوجة ثانية لرجل.”
تتباين الآراء حول هذه الظاهرة بين من يراها حلاً لمن لا يجد فرصة للزواج داخل الإقليم، وبين من يعتبرها ظاهرة تحتاج إلى دراسة اجتماعية وقانونية أعمق. ورغم الجدل، تستمر عمليات الزواج عبر الوسطاء، حيث يتم إتمام الخطبة والزواج في سوريا، ثم يعود العريس برفقة عروسته إلى العراق وإقليم كوردستان على متن الطائرة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية