تقرير أمريكي: بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.. العراق في وضع هش
مجلس الأطلسي (Atlantic Council)، وهو مؤسسة أمريكية، أصدر تقريرًا حول التطورات الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتأثيرها على العراق. وذكر التقرير، أنه بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، «العراق في وضع هش، ولكن بغداد أمام فرصة لتفادي الأزمات التي تواجه البلاد».
في تقريره، قال المجلس الأمريكي: «الآن يواجه العراق العديد من التحديات للحفاظ على الأمن الوطني، من بينها مواجهة الميليشيات المسلحة ونزع سلاحها، وإعادة ترتيب دوره السياسي الإقليمي، وتحقيق التوازن في علاقاته الخارجية، خاصة مع الولايات المتحدة، التي تحتاج إلى مراجعة الاتفاقيات بشأن سحب القوات الحليفة».
وحول التغيرات الناتجة عن سقوط نظام الأسد في المنطقة، أشار المجلس الأمريكي إلى أن: «سقوط نظام الأسد في سوريا أدى إلى تقويض المسار الإيراني من سوريا إلى لبنان، والآن لدى العراق فرصة لتوجيه تركيزه نحو حماية حدوده وتقليل التهديدات التي تمس أمنه الداخلي».
التقرير أشار إلى توتر العلاقات بين بغداد والنظام الجديد في سوريا، الذي سمح للجماعات الإرهابية بالدخول إلى العراق، وكتب: «موقف الحكومة العراقية بعد انتفاضة الشعب السوري في 2011 تجاه ظهور عدة مجموعات إرهابية في سوريا تغير، وبعضها أصبح ناشطًا في العراق، لكن الحكومة العراقية فضلت أقل الخيارات سوءًا ورفضت دعم سقوط الأسد».
وأشار التقرير إلى أن التهديدات من سوريا تجاه العراق لم تتوقف، مثل ما حدث في يونيو 2014 عندما شن داعش هجومًا من سوريا وسيطر على محافظة نينوى وثلث الأراضي العراقية.
وفي جزءٍ آخر من التقرير، ذكر المجلس الأمريكي أنه: «مع سقوط نظام الأسد في سوريا، أصبح العراق مرةً أخرى في وضع هش، حيث لا تستطيع الحكومة العراقية قبول رئيس سوريا الجديد (أحمد شرع)، المعروف بأبي محمد الجولاني، الذي قاد لسنوات عديدة عمليات إرهابية في العراق أدت إلى مقتل العديد من الأبرياء العراقيين».
هذا في وقتٍ تستعد فيه القوى الإقليمية والدولية، «لتجاهل التاريخ الإرهابي للقيادة الجديدة في سوريا واستئناف العلاقات مع سوريا، لكن العراق لا يستطيع تجاهل التهديدات الأمنية على حدوده مع سوريا» حسب المجلس الأمريكي.
وفقًا للتقرير، هذه التهديدات قد تكون من للنظام الجديد في سوريا، أو في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا التي لا يسيطر عليها النظام، حيث تواجه قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› المدعومة من الولايات المتحدة تهديدات من تركيا والنظام الجديد في سوريا الذي تدعمه أنقرة.
وأشار المجلس أيضًا إلى أنه: «يمكن منع انهيار من هذا النوع إذا التزمت الولايات المتحدة بقوة بمواجهة تلك الجماعات الكوردية التي تدير 40 ألف سجين ومعسكرات تضم 40 ألف مسلح، بينهم مقاتلو داعش وعائلاتهم الذين يشكلون تهديدًا كبيرًا».
التقرير أشار إلى إرسال العراق مبعوثًا إلى دمشق للقاء القيادة الجديدة في سوريا ومشاركة وزير خارجيته في الاجتماعات التي تستضيفها السعودية بشأن الأزمة السورية، وقال: «هذه الخطوات العراقية تعكس وعي العراق بالتهديدات التي تجعل الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية ضمان التعاون الأمني المستمر مع الحكومة الجديدة في سوريا».
وفقًا للتقرير، التحديات التي سيواجهها العراق في الأشهر المقبلة تشمل: أولًا، الحدود الطويلة مع سوريا التي تنشط فيها العديد من المجموعات المسلحة دون أي ردع من السلطات السورية، مما يضطر القوات الأمنية العراقية إلى مضاعفة جهودها واستعداداتها لحماية أمن الحدود.
وفي جزءٍ آخر من التقرير، أشار المجلس إلى زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لإيران، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لإقناع طهران بالموافقة على تأجيل انسحاب القوات الأمريكية وحل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بينما في نفس الوقت، آية الله علي خامنئي قال عبر (اكس): «وجود القوات الأمريكية في العراق غير شرعي ويتعارض مع مصالح الشعب والحكومة العراقية»، كما أشار إلى أهمية الحشد الشعبي، واصفًا إياه بأنه عنصر رئيسي في السلطة العراقية، ودعا إلى «ضرورة بذل المزيد من الجهود لحمايته وتعزيزه».
التقرير اختتم بالقول، إن هذه التطورات ستضع العراق تحت ضغط كبير لبدء علاقات ثنائية جديدة مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الوضع الجديد في سوريا يجبر العراق والولايات المتحدة على إعادة تقييم الاتفاقيات بشأن سحب القوات الحليفة لضمان استقرار العراق.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية