هل سيلجأ السوريون الى العراق مثل اللبنانيين؟ وزارة الهجرة العراقية تعلن موقفها
في ظل الأحداث التي تشهدها الساحة السورية، وبدء موجة نزوح كبيرة داخل البلاد، تبرز احتمالية محاولة لجوء هؤلاء الى العراق، أسوة بما فعل اللبنانيون قبل عدة أسابيع عندما لجأوا الى العراق هرباً من القصف الاسرائيلي.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً أودى بأكثر من نصف مليون شخص، ودفع الملايين إلى النزوح وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.
أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في هذا البلد في 2011، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من أنقرة عليها، باستثناء أحيائها الشمالية التي يسكنها الكورد.
وأسفرت المعارك والغارات في شمال البلاد وشمال غربها، والتي لم تشهد لها سوريا مثيلاً منذ سنوات، عن مقتل 571 شخصاً منذ 27 تشرين الثاني، من بينهم 98 مدنياً، وفقاً للمرصد السوري، كما أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
وحتى السبت، نزح أكثر من 48500 شخص في منطقة إدلب وشمال حلب، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ومن بين هؤلاء الآلاف من الكورد الذين اصطفّت سياراتهم وشاحناتهم أو دراجاتهم النارية المحمّلة بالفرش والبطانيات على طريق حلب – الرقة السريع (شمال)، وذلك للوصول شرقاً إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية التي يهيمن عليها الكورد.
استقبال السوريين “يعتمد على قرار سياسي”
حول احتمالية لجوء السوريين الى العراق في ظل التوترات الأمنية الحالية، قال المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية علي عباس لشبكة رووداو الاعلامية: “يعتمد ذلك على القرار السياسي ونحن جهة تنفيذية ننفذ أي قرار سياسي تتخذه الدولة”.
وأضاف أن “سيناريو النزوح من سوريا لم يتم تناوله، لأن الحدود مع سوريا تم غلقها رسمياً، كما أن انتشار القوات العراقية على الحدود يمنع أي حالة تسلل الى العراق”، مبيناً أن “النزوح يعتمد على المعطيات القادمة على الساحة السورية، ووقتها ولكل حادث حديث، لكن الآن أمر غير وارد وبانتظار المستجدات”.
واقتربت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها يوم أمس الثلاثاء (3 كانون الأول 2024) من مدينة حماة في وسط سوريا، مع استمرار الهجوم المباغت الذي بدأته في شمال البلاد منذ سبعة أيام، بينما تحاول قوات الحكومة منعها من الوصول إلى المدينة، بدعم من الطيران الروسي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأنّ “اشتباكات عنيفة تدور في شمال محافظة حماة” التي تنطوي على أهمية ستراتيجية لوجودها على الطريق الرابط بين حلب في الشمال والعاصمة دمشق، فيما “ينفّذ الطيران الروسي والسوري عشرات الضربات” على مواقع الفصائل المعارضة، وبحسب المرصد، فقد سيطرت الفصائل المعارضة على عدّة مواقع في المنطقة.
من جانبه، أعلن الجيش السوري إرسال تعزيزات إلى المنطقة لإبطاء تقدّم المسلّحين خلال اليومين الماضيين.
وفيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “وقف فوري للأعمال العدائية”، حضّت واشنطن كل الدول على استخدام نفوذها لخفض التصعيد في سوريا، كما ندد الاتحاد الأوروبي بالضربات الروسية على المناطق ذات الكثافة السكانية.
بينما اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان أنّ “التصعيد الإرهابي”، يهدف إلى “إعادة رسم خريطة المنطقة، وتعهّد بزشكيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي تقديم “دعم غير مشروط” للأسد.
عودة اللبنانيين جواً
بخصوص وضع اللاجئين اللبنانيين في العراق، أوضح المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية، أن “عدد اللاجئين اللبنانيين الباقين في العراق الآن هو أكثر من 20 ألف شخص”.
ونوّه الى أنه “وبسبب غلق الحدود لن يستيطعوا العودة الى بلادهم براً، بل عبر رحلات جوية”.
واستقبل العراق أكثر من 22 ألف لبناني منذ (1 تشرين الأول 2024)، بعد تصاعد الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية